الشرطة تساعد فى التأمين ببوابات إلكترونية وتفتيش ذاتى للجميع
احتفال صباحى بعيد صعود جسد السيدة العذراء بتقديم الذبائح والنذور لطلب الشفاعة والتبرك منها
فى مشاهد مبهجة على مدار 48 ساعة، احتفل أقباط مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، بختام صوم السيدة العذراء مريم، بكنيستها بشارع الكنيسة بإسنا، مقر المطرانية، وهو الصوم الذى استمر 15 يوماً، بتقديم النذور وإشعال الشموع أمام الأيقونة، بالإضافة إلى نحر الذبائح، بمناسبة ذكرى إعلان صعود جسدها الطاهر إلى السماء، وسط إجراءات احترازية وأمنية مشددة.
وترأس الأنبا يواقيم، أسقف عام إسنا وأرمنت، مراسم احتفالات الليلة الختامية، بصلوات رفع بخور عشية والتسبحة، بمشاركة كهنة الإيبارشية، وخورس الشمامسة، حيث شهد الاحتفال طواف عدد من الشمامسة أرجاء الكنيسة مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، حاملين الشموع والصلبان التي تعلوها صور العذراء مريم ومن خلفهم الأب الأسقف والآباء الكهنة حاملين أيقونة السيدة العذراء، وسط أصوات التراتيل والتماجيد المطوبة للعذراء وسط فرحة من شعب الكنيسة الذي تهافت لأخذ البركة من أيقونة العذراء.
وفي نفس السياق، كثفت قوات الشرطة وخبراء المفرقعات من تواجدهم بمحيط الكنيسة، خلال تشديد إجراءات التفتيش للوافدين إليها وتفعيل البوابات الإلكترونية، وتواجد قادة الكشافة ومسئولي الأمن بالكنيسة للتعرف على الوافدين من المنطقة أو من خارجها لمساعدة رجال الأمن خلال عملية التفتيش مع قياس درجات الحرارة لكل شخص، وتوزيع الكمامات الطبية، وذلك في إطار خطة تأمين الكنائس خلال فترة الأحتفال، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية طبقاً للتعليمات جراء الوقاية من فيروس كورونا.
وخلال الاحتفالات شهدت كنيسة السيدة العذراء مريم بإسنا جنوب الأقصر، انتشارا موسعا لفريق الكشافة الكنسية على أبواب الكنيسة لاستقبال الزوار للاحتفال بعيد إعلان صعود جسد السيدة العذراء مريم بكنيستها، وحرص فريق الكشافة على قياس درجة الحرارة للوافدين، وتوزيع الكمامات الطبية عليهم، فضلاً عن الحفاظ على التباعد الاجتماعى ، ضمن إجرءات مواجهة كورونا، حيث قام فريق الكشافة الكنسية، بمساعدة رجال الشرطة، للتعرف على الوافدين من المنطقة أو من خارجها، عبر الدخول من البوابات الإلكترونية وإظهار بطاقة الهوية "الرقم القومي"، وذلك خلال توافدهم للمشاركة فى الإحتفالات.
ومن جانبه قال كيرلس نشأت، قائد فريق الكشافة فى كنيسة السيدة العذراء مريم بإسنا، إن فرق الكشافة الكنسية تؤدى العديد من المهام خلال احتفالات وطقوس الصوم، بداية من الأفراد الموزعين على بوابات الدخول والخروج مضيفأ أن هناك فريق أخر من الكشافة مسئولين عن الإجراءات التنظيمية داخل الكنيسة نفسها، سواء تنظيم طوابير الزوار قبيل دخولهم إلى الكنيسة أو زيارة أيقونة السيدة العذراء .
أما فى صباح يوم الإحتفالات اليوم السبت، فقد شهدت كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة إسنا مقر المطرانية جنوب محافظة الأقصر، اليوم السبت، توافد عدد من الأقباط من القرى والنجوع المختلفة، وذلك للإحتفال بعيد صعود جسد "السيدة العذراء" وذبح الذبائح وتقديم النذور طلباً من العذراء مريم شفاعة صلاتها والتبرك منها، حيث شملت تلك النذور ذبائح متنوعة ما بين خراف وماعز وعجول حسب نذر كل شخص.
ومن جانبه يقول أحد الخدام بالكنيسة ومهمته "خدمة النذور"، إن النذور والذبائح بشكل عام تنقسم إلى نوعين وهى:- (النذر غير الكامل والنذر الكامل)، موضحاً أنه فى حالة "النذ غير الكامل" يقوم فيها صاحب النذر أو الذبيحة التى تتنوع ما بين "خروف وماعز وعجل وبقرة" حسب نذره، بتخصيص جزء من ذبيحته للدير أو الكنيسة، سواء الربع أو النصف، ويأخذ باقى أجزاء الذبيحة ليوزعها حسب رؤيته، ويكون فى الأغلب على الفقراء والمحتاجين، أما فى الحالة الثانية وهى "النذر الكامل" فهناك بعض الأقباط الذين يشهدون معجزة فى حياتهم، بشفاعة من السيدة العذراء مريم أو أحد القديسين، ونتيجة ذلك يخصصون ذبيحة بالكامل للدير، مشيراً إلى أن البعض يقدر القيمة المالية للنذر الذى وعد بتأديته، سواء ذبيحة كاملة أو النصف أو الربع، ثم يدفع هذه القيمة للدير أو الكنيسة، لافتاً إلى وجود العديد من الأديرة التى يفضل الأقباط وفاء نذورهم بها، مثل دير السيدة العذراء فى درنكة بأسيوط، الذى يعد الأشهر فى إستقبال نذور الذبائح خلال عيد العذراء مريم.
ويضيف خادم الكنيسة المسئول عن "خدمة النذور"، أنه هناك من ينذر الذبيحة لعام واحد فقط، وهناك من يكررها بشكل سنوى حباً ووفاءاً للسيدة العذراء مريم، وذلك حسب مقدرته المادية، ولا يقتصر الأمر على الذبائح فقط، حيث يحرص بعض الأقباط على أن تكون نذورهم للسيدة العذراء مبالغ مالية، حسب مقدرة كل منهم، مقابل إيصال تسلم المبلغ المالى من الشخص الذى يفى بنذره لتوثيق الأمر، وجميعهم متساوون فى تعبيرهم عن محبتهم للسيدة العذراء، من خلال النذر الذى يحرصون على الوفاء به، سواء مرة واحدة خلال العام الذى استجيب فيه طلبهم، أو بشكل متكرر سنوياً .
ومن الجدير بالذكر أنه تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد السيدة العذارء، اليوم السبت، بعيد صعود – انتقال – السيدة العذراء، بعد صيام استمر 15 يوما يوما بدء 7 أغسطس الجارى، وخلال فترة الصيام، فتحت أغلب أديرة السيدة العذراء أبوابها للزوار، ومن أشهرها دير درنكة فى أسيوط الذى يعد أكبر أديرة العالم خاصة بالسيدة العذراء، وكنيسة العذراء مسطرد، وغيرها وسط إجراءات وقائية مثل ارتداء كمامات وغيرها، إلا أن أعداد كبيرة وصلت للأديرة دون الاحتفاظ بالتباعد الاجتماعى.
وقد احتفلت كل من كنائس الروم الأرثوذكس والأٌقباط الكاثوليك، بعيد صعود – انتقال- السيدة العذراء، السبت الماضى، بعد صيام 15 يوما بدء 1 أغسطس الجاري، وسبب هذا الاختلاف بحسب تفسير الكنيسة الكاثوليكية، هو اختلاف فى التقويم فقط وليس العقيدة، وذلك مثل اختلاف موعد عيد الميلاد الذى يحتفل به الكاثوليك فى 25 ديسمبر من كل عام، بينما يحتفل به الأرثوذكس فى 7 يناير، حيث أن احتفالات الكنيسة الكاثوليكية وأيضا الروم الأرثوذكس تعتمد التقويم الغربى، أما الأقباط الأرثوذكس فهو التقويم القبطى فقط، فالصيام لديهم يبدأ 1 مسرى الموافق أغسطس ولم يتغير منذ وضع التقويم القبطى.
وعن أسباب الصيام 15 يوما، فإن هذا الصوم كان يصومه الآباء والرسل الأوائل للمسيحية أنفسهم، وليس تقليدا جديدا، ويعود بداية صيام السيدة العذراء إلى القديس توما الرسول، حيث إنه بعدما عاد من الهند بعد رحلة للتبشير بالمسيح وعاد إلى فلسطين، سأل عن مكان السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت، فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!"، وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك، فبدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا، فصاموا 15 يوما من أول مسرى حتى 15 مسرى، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة