حلم الثراء الفاحش لدى ضعاف النفوس يجعلهم يرتكبون السرقات رغم المخاطرة الكبيرة، وكان وراء اختفاء لوحة الموناليزا، التى رسمها الرسام الإيطالى ليوناردو دا فينشى، فى مثل هذا اليوم 22 أغسطس من عام 1911م، ولوحة الموناليزا من أشهر اللوحات العالمية، التى أحدثت ضجة كبيرة فى بلدان العالم، ولهذا نسرد تفاصيل حادثة سرقة اللوح الشهيرة عبر التقرير التالى.
فينتشنزو بيروجي
استغل الإيطالى فينتشنزو بيروجى "8 أكتوبر 1881 - 8 أكتوبر 1925"، عمله فى متحف اللوفر، كمرمم لإطارات اللوحات الموجودة بالمتحف، لسرقة لوحة الموناليزا الشهيرة، فذات يوم خطط للاستيلاء على اللوحة، وبكل تأكيد أخذ ذلك من قسط من التفكير، فهى ليست بشئ هين، وعندما قرر وعزم الأمر قام بارتداء معطف حتى يستطيع اخفاء اللوحة عندما سيتولى عليها.
يوم سرقة اللوحة من المتحف
وفى 22 أغسطس من عام 1911م، خرج من بيته ليذهب إلى عمله، وقبل الوقت المحدد لانصراف الموظفين بعد انتهاء موعد العمل الرسمى، وقف فى ركن بعيد يراقب المارة ليرى هل بالمكان أحد، وعندما تاكد من إخلاء المتحف ولم يتبقى غيره، قام بسرقتها ووضعها تحت معطفه وسار بكل بساطة للعبور من خلال بوابات الخروج.
وبكل تأكيد لم يشك أحد فى فينتشنزو بيروجى نظرًا لأنه من الموظفين الموجودين بالمتحف، وعلى هذا الأساس مر من أمام البوابات دون أى معوقات، وخلال سيره فى الطريق متوجها إلى بيته يراوده حلم الثراء وكم يجنى بعد بيع لوحة الموناليزا، حتى دخل منزله وظل يتأمل اللوحة ولكن يخيل له انها تحولت لقصر كبير يقطن به وأموال فى البنك لحسابه الخاص، وظل على هذا الحال لمدة عامين.
لم يعثر على المشترى المناسب وعندما قرر بيع اللوحة فذهب إلى الفنان الإيطالى ألفريدو جيرى ليتفق معه على شراء اللوحة المسروقة، وبالفعل أعطى ألفريدو جيرى الأمان لبيروجى لحين التأكد من أن اللوحة أصلية وليست مقلدة، وبالفعل بعد أن أخذها الفنان الإيطالى منه اللوحة عام 1913، وتأكد أنها اللوحة الأصلية قام بإبلاغ السلطات الإيطالية عن، والتى قبضت على هذا بيروجى، وقامت السلطات الإيطالية بوضع اللوحة فى متحف بوفير جاليرى، وهذا ما أسعد الإيطاليين، ولكن عندما علمت فرنسا بهذا الأمر دارات مفاوضات دبلوماسية بينها وبين أيطاليا، وبسبب عملية سرقة لوحة الموناليزا كانت ستقطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين لولا إصرار فرنسا على أن تعيد إيطاليا اللوحة ومعها السارق حتى تقوم فرنسا بمحاكمته، وقامت إيطاليا بتسليم اللوحة لفرنسا، وحكم على بيروجى بعام داخل السجن.
عندما تمت مواجهة السارق بسرقة اللوحة اعتراف ولكنه برر السرقة بأنه كان يحب فتاة تدعى ماتيلدا، لكنها رحلت بعد معرفته بها بفترة قصيرة، وعندما شاهد الموناليزا باللوفر وجد فيها حبيبته، فقرر أن يسرقها، وهنا يجب أن نوجه للسارق سؤال إذا عاد بنا الزمن للوراء، إذا كان دافعك للسرقة صحيح فكيف تعرض حبيبتك للبيع على شخص أخر؟!، هذا امر عجيب بكل تأكيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة