أصابت جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، كثير من الناس بالقلق والتوتر خوفًا من الإصابة بالمرض القاتل، ومع عودة الحياة لطبيعتها واستئناف حركة الطيران كانت الغالبية العظمى ملتزمة بالتدابير الاحترازية للوقاية من المرض، لكن يبدو أن الجميع لم يلتزم بالإجراءات على نفس المستوى، وفى واقعة تؤكد هذه الحالة، كانت ستيفانى شيرير، وهى مستشارة فى مدرسة ثانوية، تستقر فى مقعدها مع أطفالها من أجل رحلتهم التى ستستغرق ساعتين على متن طائرة تابعة لخطوط "ساوث ويست"، من كولورادو إلى منزلها فى لوس أنجلوس.
ورغم قلقها من السفر بظل فيروس كورونا المستجد، إلا أنها شعرت بالاطمئنان لأن ارتداء كمامات الوجه إلزامى على متن رحلات خطوط "ساوث ويست"، إضافة إلى تعهد الشركة بإبقاء مقاعد الوسط غير مشغولة، وفيما كانت الطائرة قد غادرت البوابة، رصدت شيرير بعض الفوضى أمام مقعدها بعدة صفوف، وكانت مضيفة طيران تواجه رجلا وامرأة رفضا ارتداء كمامات الوجه، ولذلك، عادت الطائرة إلى البوابة.
ولم تستطع سماع كل ما كان يحدث، ولكن كان الموقف يتصاعد، فأخرجت هاتفها الخلوى وبدأت فى تسجيل الحدث، وانتهى الموقف بطلب ممثل من الخطوط الجوية الزوج بمغادرة الطائرة، وعندها صفق الركاب المتبقون للطاقم، شعرت "شيرير" بالراحة، وفيما رفضت الخطوط الجوية التعليق على الموقف، لكنها أشارت لـCNN ، إلى سياسة الشركة التى تنص على عدم وجود استثناءات لارتداء الكمامات.
وفى فترة ما قبل الجائحة، وجد العديد من الركاب أن السفر جواً أمر يبعث على التوتر بالفعل، وشهدت الأعوام القليلة الماضية نوبات أكثر وضوحاً من الغضب خلال السفر جوا، وهو مصطلح يشير إلى سلوك الركاب غير المنضبط، والذى يتسم بالعدوانية تجاه الطاقم الجوى.
وإلى جانب ذلك، أصبح الضوء يسلط على هذه الحوادث بشكل أكبر عبر مقاطع الفيديو التى يوثقها الركاب، إذ يمتلك كل شخص تقريباً هواتف ذكية، فيما غير "كوفيد-19" عالم الطيران، فمن المحتمل أن يكون مستوى توتر الركاب أعلى من أى وقت مضى بسبب المخاوف المحيطة بالفيروس، كما تضيف تعليمات إضافية مثل كمامات الوجه الإجبارية إلى قائمة الصراعات المحتملة.
وتعمل آلى ماليس، كمضيفة طيران لشركة الخطوط الأمريكية، وهى ممثلة الشؤون الحكومية فى رابطة مضيفى الطيران المحترفين، وهى نقابة تمثل طاقم طيران الخطوط الأمريكية، وقالت ماليس لـ"CNN"، "لقد ارتفعت تقاريرنا فى نقابتنا عن سوء سلوك الركاب، والكثير منها تعود إلى الامتثال بالكمامات على متن الطائرة"، وذكرت ماليس: "إذا لم تكن قادراً أو لا ترغب بارتداء قناع، فإننا نطلب منك العثور على وسيلة نقل أخرى للوصول إلى المكان الذى تود الذهاب إليه".
وخلال الرحلة، يمكن للركاب خلع الكمامات لتناول الطعام والشراب، وينسى بعض المسافرين حقاً ارتداء الكمامات مرة أخرى بعد ذلك، وفقاً لما لاحظته ماليس، ولكن فى أوقات أخرى، يستغل الركاب هذه السياسة فى محاولتهم للتغلب على النظام.
وتُعد الخطوط الأمريكية واحدة من الخطوط الجوية التى تعهدت بحظر المسافرين من السفر على متن رحلات مستقبلية فى حال رفض ارتداء القناع، ومن جهتها، أخبرت خطوط دلتا "" CNN ، مؤخراً، عن رفض أكثر من 100 شخص ارتداء الكمامات خلال رحلات الطيران، وبالتالى، مُنعوا من السفر على متن رحلاتهم.
وتقول ماليس: من إحدى التحديات فى الولايات المتحدة هى عدم وجود قاعدة شاملة عن تغطية الوجه فى الرحلات الجوية، فيما لم تصدر إدارة الطيران الفيدرالية طلبا بذلك، وعليه أصبح الأمر متروكا لشركات الطيران الأمريكية عندما يأتى الأمر إلى لوضع القرار بشأن سياستها.
ويشير تقرير "CNN"، إلى أنه يمكن للركاب الذين يرفضون الامتثال للقواعد إثارة قلق الركاب الآخرين، وطاقم الطائرة، ولكن، ماذا عن الأفراد فى قمرة القيادة؟، بدورها، قالت الطيارة آنى ديفا، والتى تقود طائرة "بوينج 777" لخطوط "إير إنديا" للطيران: "لم يعد هناك شىء طبيعى فيما يتعلق بالطيران".
ومثل الركاب، ترتدى ديفيا، كمامة أثناء عبورها المطار، وركوب الطائرة، وعلى متن الطائرة أيضاً فى الكثير من الأحيان، وقالت ديفيا: "فى البداية، كان التنفس غير مريح"، ثم أكدت: "الآن، دون علم، نحن نرتدى الكمامات معظم الوقت دون أن ندرك ذلك".
أما الطيارة ليندى كاتس، والتى تتخذ من إيطاليا مقراً لها، فتمكنت من العودة إلى السماء مؤخراً بعد أن بدأت إيطاليا فى رفع الإغلاق، وذكرت كاتس، التى تقود طائرة "بوينج 717" لشركة طيران أوروبية أنها تظل على اتصال دائم مع الطاقم الجوى بشأن أى حوادث على متن الطائرة، وقالت: "إذا كان الراكب عدوانياً بالفعل على الأرض، فقد يصبح الأمر مشكلة أكبر عند الإقلاع"، وأضافت كاتس: "من المهم أن يدرك طاقم الطائرة حقاً، هل هذا الراكب هادئ بما فيه الكفاية للبقاء على متن الطائرة؟ وإلا، فيجب اتخاذ احتياطات أخرى للأسف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة