قال رسول الله محمد صل الله عليه وسلم يوصي الجيش في غزوة مؤته: (أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً، اغزوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً). قد سمع الجميع بقرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. آيا صوفيا الكنيسة المركزية للدولة البيزنطية التى شيدت بأوامر من الامبراطور الرومانى جستنيان الأول عام 537 وقد أشرف على بنائها مهندسان مسيحيان من آسيا الصغرى ليقدما هذه التحفة المعمارية التى صمدت لقرون عديدة فى وجهة كل الزلازل التى ضربت إسطنبول لتقف شاهدة على عبقرية البناء غير التقليدى لأبنية عصرها. وقد احتفت العديد من التيارات وخصوصا تيارات الاسلام السياسى واعتبرته نصر الإسلام بالقرن العشرين وأى أحد لا يظهرالفرح بهذا القرار ففى إسلامه قولان، وتتلى الآيات الكريمة (ولا يطئون موطئًا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح). فهل استنكار مثل هذا الحادث ينقص شيئا من دينك، هل عمر بن الخطاب كان أقل دينا عندما رفض الصلاة بكنيسة القيامة بالقدس مخافة أن يغلب أهلها عليها. أم هل كما ادعى البعض أن السلطان محمد الفاتح قد اشتراها بماله فهذا الادعاء قد أثار أكبر تساؤلاتى سذاجة، كيف تباع المقدسات، من يملكها أصلا ليقوم ببيعها، هل يمكن فى يوم من الأيام تباع الأهرامات، أم هل يأتى يوم نسمع فيه عن شراء إسرائيل للأقصى وتقديم إسرائيل سندات مالية ببيع وشراء المسجد؟.
ببالغ الأسف اسمح لى أن أحتقر دموعك عندما تسيل صادقة مرة ثخينة لكن على أرضك، على وطنك، على أهلك، وعلى مقدساتك، اسمح لى أن أحتقرها لأنها دموع الوحش، دموع السفاح والمجرم. أنا أريد دموع الإنسان الذى هو حقا إنسان التى تسيل لكل ضحية وبرىء، أريد من المسلمين ان ينددو بهذا القرار، كما أطلب من المسيحيين التنديد باغتصاب مقدسات المسلمين، لابد أن يعرف الجميع أن الأولوية لا لديانة ولا لوطن ولا لحزب ولا لطائفة الأولوية دائما للإنسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة