دعم السياحة أولوية كبيرة، خاصة فى ظل الظروف الراهنة المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد، وتضرر هذا القطاع بصورة غير مسبوقة أدت إلى إغلاق كامل للفنادق والمنتجعات السياحية على مستوى العالم، وتسريح ملايين العاملين وتوقف العديد من الأنشطة والخدمات، على رأسها رحلات الطيران، الأمر الذى يجعل تشجيع السياحة أولوية كبيرة في الوقت الراهن، سواء كانت داخلية أو خارجية، حتى نتخطى الظروف الراهنة، ونستعيد الأجواء الطبيعية مرة أخرى.
ورغم كل الكلمات الطيبة والنوايا الحسنة فى عودة السياحة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها إلا أن حجم الضرائب المفروضة على هذا القطاع، وما يعانيه من تكاليف إضافية يعصف بكل التصريحات التى تنادى بالدعم والمساندة، وإذا كنت فى حاجة إلى تجربة عملية لفهم ما أقول فليس عليك إلا فتح أحد التطبيقات الخاصة بحجز الرحلات السياحية، عالمية كانت أو محلية، ثم اختر التوقيتات التى تناسب رحلتك والغرفة التى ترغب الإقامة فيها، والخدمات التى تأمل الحصول عليها خلال برنامج الزيارة، وفق خطة التكاليف التى تضعها، وأخيرا سوف تصل إلى الخطوة النهائية الخاصة بـ "الحجز" وهنا ستجد المفاجأة التي تتمثل فى 27% ضرائب متنوعة ما بين 12% خدمة، و14% ضريبة القيمة المضافة، ثم 1% ضريبة للمدينة السياحية التى يقع بها مقر فندق الإقامة.
كيف نشجع القطاع السياحى وهو متخم ومثقل بهذا الكم الكبير من الضرائب، التي يتحملها السائح بالأساس، الأمر الذى يجعله يراجع نفسه عشرات المرات عندما يعلم أن السعر المعلن على برنامج الحجز غير حقيقى، وسيدفع ما يعادل ثلث القيمة المطلوبة فى الضرائب والمصروفات التى لا يعرف عنها شيء، بل الأدهى والأمر أنه قد يفاجأ بدفع هذه التكاليف فى الفندق إذا كان قليل الخبرة، لتتحول رحلته في النهاية من فكرة للتنزه والراحة والاستمتاع بالأجواء الهادئة، لـ " نكد " نتيجة تخطى التكاليف المرصودة للرحلة بواقع 27% عن الأسعار المعلنة.
دعم وتشجيع السياحة يجب أن يكون من خلال برامج تحفيز مميزة تطرحها الفنادق وتساندها الدولة من خلال إلغاء الضرائب والتكاليف الإضافية، حتى نضمن حركة سياحية مناسبة خلال الفترة المقبلة، فالفنادق التي أغلقت أبوابها منذ أكثر من 6 أشهر لا يمكنها أن تتحمل التكلفة بمفردها، وكذلك الحكومة، ليتم تحميل كل هذه الأعباء على السائح، الذى قد يرى أن العروض التى تقدمها الفنادق المصرية غير ملائمة، وهناك عروض أفضل فى بلاد محيطة وبتكلفة أقل، لذلك علينا أن ننتبه إلى خطورة هذه القضية وننظر إليها بمنطق إحياء هذا القطاع مرة أخرى ودعمه بصورة تحفز السائح القادم من الخارج، أو المواطن الذى يخطط لقضاء عطلة صيفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة