مازالت أزمة شاطئ النخيل بالعجمى غرب الإسكندرية مستمرة، حيث يواصل البحر حصد أرواح المصطافين، فى ظل وجود حالات غرق يومية، خاصة فى ظل توافد المواطنين على الشاطئ الممتد بطول 1800 متر يوميا بعد الساعة الخامسة عصرا، والإصرار على السباحة بجوار حواجز الموت بالرغم من قرار إغلاق الشاطئ ،والتحذيرات المستمرة من خطورة السباحة فى ظل وجود تيارات مائية شديدة تتسبب فى خلق دوامات تؤدى إلى غرق من يدخل فى نطاقها ،حتى أطلق على هذا الشاطئ "مثلث برمودا" مصر، فالداخل إليه مفقود .
وفى إطار إيجاد حل جذرى لمشكلة هذا الشاطئ بعد إرتفاع حالات الغرق به، قال اللواء محمد الجمال، رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات المستأجرة لشاطئ النخيل إنه تم تشكيل لجنة تضم كافة الجهات المعنية بأزمة شاطئ النخيل، برئاسة وزارة الموارد المائية و جهاز حماية الشواطئ ومحافظة الإسكندرية لدراسة أفضل الحلول الهندسية لحل تلك الأزمة .
وأوضح اللواء محمد الجمال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن أعمال تلك اللجنة تستغرق 3 أِشهر، تقوم خلالها بدراسة أسباب مشكلة ارتفاع أعداد الغرقى بالشاطئ، والوضع الهندسي لحواجز الأمواج، ورفع تقرير مفصل يشمل أسباب المشكلة وآليات حل وإصلاح حواجز الأمواج اذا كانت المشكلة ترجع إلى عيب فى وضع حواجز الأمواج، مؤكدا أن الجمعية فى انتظار التقرير الفنى للجنة المشكلة و التى سوف تحدد أسباب المشكلة ووضع آليات الحل.
وحول أزمة تمويل أعمال إصلاح حواجز الأمواج، أكد اللواء محمد الجمال أن الجمعية ليس لديها أزمة تمويل ولديها اشتراكات الوحدات السكنية، والتى سيتم من خلالها تمويل أعمال الاصلاح، بالإضافة الى وضع تصميم جديد للشاطئ يجعله فى مصاف الشواطئ السياحية بمصر نافيا ما أشيع حول جمع أموال من الوحدات السكنية لاصلاح الشاطئ، مؤكدا على أنه كلام عار تمام من الصحة.
وحول البدء فى أعمال إصلاح حواجز الأمواج و إقامة بوابات خارجية، قال "محمد الجمال" إن الأمر يتوقف على الانتهاء من الانتخابات التكميلية بمجلس إدارة الجمعية، حيث أن المجلس الحالى هو مجلس تيسير أعمال فقط، وجارى استكمال المقاعد الشاغرة بالمجلس بإجراء انتخابات تكميلية خلال شهر، وعليه سيتم البت بالقرارات و الاعتمادات المالية بشكل رسمى، كما سيتم توقيع بروتوكول تفاهم مع محافظة الإسكندرية حول وضع الشاطئ و الجمعية فى شهر يناير القادم وبعد ذلك سيتم البدء فى تنفيذ البوابات الخارجية لمدينة النخيل.
ويعد شاطئ النخيل بالعجمى غرب الإسكندرية، أحد الشواطئ التى اشتهرت بارتفاع حالات الغرق بها على مدار العشر سنوات الماضية، ففى كل صيف تأتى النسبة الأكبر من عدد الغرقى بشواطئ الإسكندرية، من شاطئ النخيل.
القصة تعود إلى عدة سنوات عندما ارتفعت أعداد حالات الغرق حتى بلغ عدد الحالات 16 حالة فى يوم واحد فى العام قبل الماضى، مع صعوبة انتشال الجثث والتى قد تطول إلى عدة أسابيع، مما أدى إلى توجه أنظار الأجهزة التنفيذية للبحث عن أسباب تلك الظاهرة، ومحاولة وضع حلول علمية لمواجهتها والحد من حالات الغرق بالشاطئ.
وتصاعدت نظريات تؤكد أن حواجز الأمواج التى وضعت بالشاطئ تتسبب فى دوامات تحصد أرواح المصطافين خاصة من لا يعرف فنون السباحة جيدا، إلا أن تلك النظرية لم تتأكد بشكل كامل، وطالبت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية فى عام 2017 الجمعية الخاصة المسئولة عن الشاطئ، بالأوراق والدراسات التى تمت خلال إنشاء حواجز الأمواج الموجودة بالشاطئ ليتم عرضها على المختصين من أساتذة كلية هندسة، والبت فيما إذا كانت الحواجز الموجودة بالشاطئ تؤثر على التيارات المائية لخلق دوامات تؤدى إلى حالات الغرق من عدمه.
وفى عام 2018 ، أعلن الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى فى ذلك الوقت، أن فرق المساحة البحرية التابعة لهيئة الشواطئ قامت بعمليات رفع مساحى كامل لمنطقة شاطئ النخيل التابع للجمعية بالعجمى، وذلك لتقييم الوضع، ومواجهة حوادث الغرق بالاتفاق مع محافظة الإسكندرية، حيث تم إجراء دراسة علمية شاملة لمنطقة الشاطئ لدراسة تأثير ظاهرة التغيرات المناخية وعوامل المد والجذر والتيارات البحرية لوضع السيناريوهات المختلفة والمشروعات المطلوب تنفيذها لمنع تكرار الحوادث، مؤكدا أن ما يحدث يعتبر ظاهرة طبيعية نتيجة إقامة حواجز الأمواج.
ولم يتغير الأمر كثيرا من 2018 وحتى هذا العام، حيث فوجئ أهالى الإسكندرية بعودة شبح الموت إلى الشاطئ مرة أخرى بوقوع حوادث غرق جماعية، وكان آخرها حادث غرق 11 شخصا فى شهر يوليو الماضى، ولم يتم البت فى الدراسات الخاصة بحواجز الأمواج وما إذا كانت تتسبب فى التيارات المائية و"الدوامات"، وأرجعت الأجهزة التنفيذية ارتفاع حالات الغرق بالشاطئ، إلى نزول معظم الغرقى قبل مواعيد العمل الرسمية أو بعدها، حيث تنص تعليمات السلامة بالشاطئ على مواعيد فتح الشاطئ من الشروق للغروب، سواء فجرا أو بعد الغروب، حيث تكون مياه البحر مظلمة ويصعب فيها الرؤية، بالإضافة إلى عدم تواجد عمال إنقاذ قبل شروق الشمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة