أكرم القصاص - علا الشافعي

الأنبا رافائيل ينشر رسائل خاصة مع جورج بباوى بعد أزمة التناول

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 01:39 م
الأنبا رافائيل ينشر رسائل خاصة مع جورج بباوى بعد أزمة التناول الأنبا رافائيل وجورج حبيب بباوى
كتب مايكل فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشر الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، نص الرسائل المتبادلة بينه وبين الدكتور جورج حبيب بباوى، بعدما أصدر الأخير بيانا أمس شكر فيه البابا والأسقف على "المصالحة" معه.
 
وقال الأنبا رافائيل عبر الصفحة الرسمية لكنائس وسط القاهرة:" قصتي مع د. جورج حبيب بباوي، المحبة فوق كل فضيلة، بالطبع  كلنا يحب السلام، ويحب عودة الخاطئ الى حضن المسيح والكنيسة، وكلنا يتمنى خلاص كل انسان، مهما اختلفنا، ولكن عندما يكون الموضوع يخص الايمان وسلام الكنيسة، يجب ان يوضع في الاعتبار أمور كثيرة.
الأنبا رافائيل ينشر نص الرسائل
الأنبا رافائيل ينشر نص الرسائل
 
وتابع :" لم يكن في نيتي كتابة شئ يخص د جورج حبيب بباوي، حتى تفاجأت بذكر اسمي في البيان الذي اصدره حضرته منذ قليل، الذي يوحي بأنني قبلت المصالحة، ومددت يدي بالسلام، دون ايضاح انني طلبت منه مرارًا كتابة اعتذار واضح، عن جميع ما اشاعه عن الكنيسة وابائها.
 
واستطرد الأنبا رافائيل، وتهالت علىّ رسائل الأحباء،يستفسرون عن حقيقة الأمر، وهل أنا السبب في تناوله من الاسرار المقدسة؟ وهل انا مددت يد التصالح دون شرط تراجعه عن موقفه المعادي للكنيسة؟ وهل بهذه السهولة نتنازل عن ايمان كنيستنا الذي طعنوا فيه هو وتلاميذه على مدى عقود؟ وهل الامر يخص أسقفًا واحدًا بعيدًا عن المجمع؟، لذا كان لازمًا علىّ أن أذكر تفاصيل ما يخصني في هذا الأمر، وانا لا اعرف ماذا يجري في الدهاليز.
 
ووضع الأنبا رافائيل نص رسائله المتبادلة باللغة الإنجليزية مع بباوى، قائلا، فوجئت باتصال أنه د.جورج حبيب بباوي، بصوته المعروف في كل الفيديوهات التي نشرها، يهاجم الكنيسة، ويهاجمني شخصيًا ويتهكم علىّ، (بالاضافة للكتاب الضخم الذي اصدره هذا العام يتهمني فيه بالهرطقة ويسئ للبابا شنودة، وانبا بيشوي، وانبا موسى، وضعفي).
 
وتابع، أشهد أمام الله انني فرحت جدًا بمكالمته، وللحظة نسيت كل ما تهمني به، وتهكم علىّ به، خاصة انه بدأ مكالمته بكل احترام، وقدم اعتذارًا خجلت من كلماته، وطلب مني المسامحة عن كل الأخطاء التي فاه بها في حقي، واعتبار أن ما قاله هو من باب سوء الفهم،  وطلب الحل، وطلب مني أن اعتذر باسمه لقداسة البابا تواضروس عن كل ما بدر منه بحق الكنيسة، وطلب ان نذكره في الترحيم في القداس، ولم يتكلم اطلاقا على موضوع التناول من الاسرار المقدسة.
 
نص الرسائل
نص الرسائل
 
وتابع، وأرسلت الرسالة التالية للدكتور جورج: تواصلت مع قداسة البابا بخصوص حضرتكم.
مطلوب فقط ان حضرتك تكتب كلمة طيبة في حق الكنيسة، يفرح بها قلب المسيح، ويشعر الناس بطمأنينة من جهة ايمان الكنيسة، بعد موجات من الاضطراب، وبعد الكتابة ممكن طبعا قداسة البابا يمنحكم الحل وتتناول ونرجع تاني واحد في المسيح الواحد الذي أحبنا وبذل نفسه من أجلنا
أنبا رافائيل.
 
وقال الأنبا رافائيل، طبعا في هذه الرسالة، نضع اعتبارًا لحالته الصحية المتأخرة، واحساسه ان قريب من الانتقال، وانه يريد ان نصفح عن اخطائه ضد الكنيسة، ولا مجال في حالته الصحية الحرجة، للدخول في مناقشات كبيرة، كان يكفينا فقط كلمة أنا أخطأت في حق الكنيسة، ونادم على هذا الخطأ.
 
 
وتابع الأنبا رافائيل قلت له، صدقني يا أستاذي الحبيب، شهوة قلبي، ان يجتمع كل اولاد الكنيسة في حضن مسيحنا الواحد، أثق أنكل واحد هو مخلص للمسيح، وما أثير من اختلافات هو لا يمس خلاص الناس، خاصة البسطاء منهم، ولكنه بالعكس يشكك شعب الله، ويشغلهم بقضايا فرعية، ونظريات فلسفية، تلهيهم عن الصلاة والتسبيح والفرح بالمسيح، وتوجد جوًا من الصراع، وكله يصب في صالح الالحاد، وحضرتك عمود مهم في لم شمل ابناء الله، لو كتبت اي مقال يخدم المصالحة، واستعادة ابنائك وتلاميذك ثقتهم في كنيستهم، التي ستظل باقية خالدة، بسبب حضور الله فيها، وبسبب الليتورجيا الثمينة، بغض النظر عن نظريات اللاهوت والفلسفة.
وبغض النظر عن الأشخاص، الذين نكّن لكل واحد فيهم، كل الحب والاحترام، مهما اختلفنا معهم في الأفكار، والمنهاج، لكن بكل تأكيد لن نختلف على المسيح.
 
الرسائل
الرسائل
 
واستطرد الأنبا رافائيل، انتظرت أن يكتب شيئًا، فلم يكتب، فارسلت له الايميل التالي بتاريخ ٦ أغسطس:"استاذنا الكبير أ. د. جورج حبيب بباوي، نعمة لكم وسلام ومحبة في ربنا يسوع المسيح"، وأرجو أن مقالكم المزمع أن تكتبه لعمل المصالحة يتضمن معالجة المشاكل التالية:
 
١- التشكيك في صحة ايمان الكنيسة، وسلامة تعليمها، والاتهام باننا نتبع تعاليم العصر الوسيط، واللاهوت الغربي.
٢- التشكيك في معرفة أباء الكنيسة الحاليين، واتهام المجمع المقدس، بانه جاهل ولا يعرف في أصول اللاهوت.
٣- التطاول على رموز الكنيسة المتنيحين والأحياء. طبعاً لا يهمنا في المقام الأول الأشخاص، لكن يهمنا ثقة الناس في الكنيسة، والإيمان المسلم لنا من أبائنا الأولين، متسلسلاً إلى أبائنا الذين تعلمنا منهم.
٤- ترسيخ مبدأ أنه هناك فرق بين الهرطقة والرأي، وان الاختلاف في بعض أوجه التفسير وارد، حتى عند الآباء الأولين، طالما انه لا يفسد لاهوت الخلاص.
ولا يوجد اتجاه واحد في التفسير يكفي لشرح حقيقة العمل العظيم الذي أتمه المسيح معنا، بل هناك تكامل، وتعدد في زوايا رؤية هذا العمل الخلاصي العظيم، الذي سيظل سراً لا تدرك العقول كماله.
٥- ترسيخ مبدأ جامعية الكنيسة، وضرورة عدم عبادة الأشخاص، والتحزب لهم، بل ان نلتزم بالكنيسة ككيان روحي الهي انساني.
٦- ترسيخ مبدأ أن الكتاب المقدس، هو مرجعنا الأول، وأن الليتورجية مصدر أساسي لفهم ايمانياتنا. وإن نبتعد عن الفلسفة، وزخرفة الكلام؛ لكي نفهم ايماننا الثمين، في بساطة التعبير الليتورجي، بعيداً عن متاهة التعبيرات الفلسفية.
٧- ترسيخ مبدأ أن الاستناد لأقوال الآباء، يجب أن يتوافق مع فكرة الإجماع الكنسي، وليس الاعتماد على قول واحد، أو أب واحد.
٨- دعوة لعمل حوار مفتوح حول فهم المصطلحات اللاهوتية، على ضوء ثقافة عصرنا، كمثل التأليه، والبدلية، والنيابية، والفداء. …
٩- تأكيد احترامنا للكتاب المقدس، ومفهوم الوحي في المسيحية.
١٠- فكرة تقسيم اللاهوت إلى شرقي وغربي هى فكرة حديثة، لان الشرق (القسطنطينية)، والغرب (روما)، كانا في شركة حتى القرن ١١، حتى بعد خروجنا نحن في مجمع خلقدونية.
١١- أن الفكر اللاهوتي في الشرق والغرب كانا متكاملين، ومتوافقين، حتى القرن ١١، ولم يتهم أحد من الشرق أحداً من الغرب بالهرطقة أو البدعة (مثلا القديس أغسطينوس "من الغرب" كان معاصرًا للبابا كيرلس الكبير، ولم يخطئّه بينما دافع عن الايمان ضد نسطور"من الشرق").
١٢- الاختلافات الحديثة، داخل كنيستنا، ومواضيع الصراع الوهمي التي اثيرت في الكنيسة، لا تمس خلاص الناس، ولا تمس اساسيات الايمان، لكنها فقط تؤدي إلى انشغال الناس عن فرحهم بالمسيح في الليتورجيا، وثقتهم في الكنيسة وآبائنا، وسلامة تسلسل التسليم الرسولي، وهذا يصب فقط في صالح الخارجين عن الارثوذكسية، والملحدين.
١٣- تأكيد فكرة وحدة الجنس البشري في ادم، ثم في المسيح لانها تحل مشاكل كثيرة في فهم ما عمله المسيح معنا.
١٤- تأكيد فكرة عجينة البشرية (اللحم والدم)، واشتراك السيد المسيح فيها باتحاده الاقنومي مع الطبيعة البشرية، وليس مع شخص (حسب رأي نسطور)، يسهّل فهم الكثير من الأمور صعبة الفهم من جهة اتحادنا بالمسيح، وموتنا معه وفيه، وقيامتنا معه، وجلوسنا معه، سواء الان من خلال جسده الخاص، أو في الأبدية بأجسادنا المقامة بقوته.
 
وأنهى الأنبا رافائيل رسالته، أخيراً أثق في محبتكم، وإخلاصكم للمسيح والكنيسة، واتضاعكم، وأثق أن هذه الخطوة ستترك للتاريخ نموذجاً يحتذى في حل المشاكل، وستسبب به سلاماً في الكنيسة، وهدوءًا، ووحدانية، بعد ان كانت على وشك التحزب للأشخاص، دون فهم حقائق إيماننا الأقدس، الرب معكم.
 
 
وتابع الأنبا رافائيل: "في الحقيقة، الاختلافات الحادثة بين تياريْن داخل الكنيسة حاليًا، هى مفتعلة من تلاميذ د جورج حبيب بباوي، وآخرين، لاحداث بلبلة وفقدان الثقة في سلامة ايمان الكنيسة، بلا أدنى داعٍ. واستنزفت منا جهدًا، ووقتًا، كان بالأولى أن نشغله بالخدمة والصلاة. لكنه للأسف جرنا إلى هوة الدفاع عن سلامة إيماننا، وما استلمناه من أبائنا حتى البابا شنودة والبابا تواضروس".
 
 
 
وتابع الأنبا رافائيل، يوم ٢٣ أغسطس أرسلت له على الفايبر:" أستاذنا الفاضل
انتظرت طويلا كتابة مقال على coptology حسب وعدكم، لتهدئة النفوس وعمل المصالحة
ارجو ان يكون المانع خيرًا"، فاتصل بي، وقال انه داخل جراحة خطيرة في القلب يوم الاثنين ٢٤ أغسطس، وانه جهز المقال المتفق عليه، فالححت عليه بسرعة نشره؛ لتهدئة النفوس، وطمأنينة الناس الذين تعبوا جدًا بسبب اتهامه للبابا شنودة بالهرطقة، والاتهام أن الكنيسة حاليًا تؤمن بلاهوت العصر الوسيط، وغيره من الاتهامات الباطلة الغريبة.
رسائل الأنبا رافائيل وجورج حبيب بباوى
رسائل الأنبا رافائيل وجورج حبيب بباوى
 
وأردف الأنبا رافائيل، اتصلت به مساء اليوم الاثنين للاطمئنان على صحته بعد الجراحة، فكلمني وطمأني، ثم فوجئت بالبيان الذي اصدره، الذي يوحي بأنني قبلت المصالحة، ومددت يدي بالسلام، دون ايضاح انني طلبت منه مرارًا كتابة اعتذار واضح، عن جميع ما اشاعه عن الكنيسة وابائها.
 
وأنهى الأنبا رافائيل حديثه قائلا، ملحوظة، لدىّ صور كل هذه الرسائل المتبادلة، سواءً على الفايبر أو الإيميل.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة