بعد أن تحولت الرحلات البحرية فى بداية انتشار فيروس كورونا عالميا إلى كابوس متنقل يحمل بداخله لعنة انتقال العدوى كانتشار النار فى الهشيم، بدأت حركة تعافى على استحياء فى حركة السياحة البحرية والنهرية، وسط توقعات بانتعاشة اكبر مع قدوم الخريف.
وكان بداية الكارثة بالباخرة السياحية "دايموند برنسيس" التى جابت الموانئ دون أن تجد من يستقبلها وهى على متنها حالات مصابة مما حولها إلى مستشفى عزل صحى فى وسط الامواج، وتلتها حالات عديدة فى مناطق متفرقة من العالم، مما أدى إلى انحسار الطلب، انتهى بوقف الرحلات شأنها شأن بقية الانشطة السياحية الاخرى التى توقفت عالميا.
ولكن خلال الاسبوعين الماضيين بدأت السياحة البحرية فى العوظة مرة أخرى، حيث أعلنت مجموعة توى العالمية للسياحة والسفر TUI عدًا تنازليًا لمدة 100 يوم لإطلاق أحدث مشاريعها الرحلات النهرية، TUI River Cruises.
وقالت الشركة ان السفن ستبحر اعتبارًا من نوفمبر ، مع تخطيط مسارات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة ، وبرنامج كامل معروض من أبريل.
وقال الدكتور سعيد البطوطى عضو اتحاد السياحة والسفر الالمانى انه فى ظل تخوف تجنب ركوب الطائرات وعدم رغبتهم السفر بالسيارات أو القطارات في الوقت الحالي، أدى إلى انتعاش الطلب على الرحلات النهرية في أوروبا نظرا لخط سير تلك السفن النهرية القريب من الشاطئ والذي يجعل النزلاء في إحساس بالأمان في حالة وجود طوارئ.
وأشار إلى ان البواخر النهرية عادت للإبحار مرة أخرى منذ يونيو الماضي، وانتعشت الرحلات النهرية بشكل ملحوظ خاصة في أنهار الراين والدانوب ونهر Douro ونهر السين.
شركات الرحلات النهرية المعروفين في أوروبا صرحوا لمجلة fvw الشهيرة المتخصصة فى السياحة بأنهم مرتاحين وراضين عن حجم الحجوزات وانتعاش الطلب في الوقت الراهن، وقال Klaus Daccache مدير المبيعات في Globalis Erlebnisreisen "الطلب جيد ونتمنى كل يوم ان تظل الخالة كما هى".
نفس الرأي قالته بقية الشركات المعروفة بتشغيل الرحلات النهرية في أوروبا، مثل شركة Plantours وشركة Arosa River Cruises وشركة Phoenix Reisen وشركة Viva Cruises وشركة Nicko Tours وشركة 1A Vista
بعض الشركات تقول أنهم وصلوا إلى بيع نسبة تتراوح بين 70% إلى 80% من الكبائن على السفن النهرية الخاصة بهم، وهذا مؤشر جيد جداً على أن الطلب لازال موجودا وبقوة وأن ذلك ربما سوف يجعلهم أن يعوضوا جزءا من خسائر الفترة الماضية.
وفقا لتقرير صادر عن رابطة منظمي الرحلات النهرية IG River Cruise، فإن حوالي 30% من إجمالي عدد 300 سفينة نهرية قيد التشغيل حاليا في المياه الأوروبية، وأن على متنهم نزلاء أوروبيين فقط نظرا للقيود التي لازالت مفروضة على دخول دول الاتحاد الأوروبي خاصة مواطني الولايات المتحدة الأمريكية.
في ندوة عبر الإنترنت Webinar قال Rudi Schreiner رئيس شركة Ama Waterways الأمريكية أنه لا يتوقع أن ينتعش سوق الرحلات النهرية في الولايات المتحدة الأمريكية حتى مارس 2021، ويشير هذا إلى أن مقدمي الخدمة الأوروبيون خاصة الألمان سيتعين عليهم التنافس مع زملائهم في الولايات المتحدة للحصول على سعة تأجير في العام المقبل.
أما بالنسبة للرحلات البحرية تتحسس طريقها، فالاسبوع الماضى غادرت أول سفينة سياحية كبيرة ميناء جنوى بإيطاليا لتقوم بجولة في البحر المتوسط، بإرشادات وأنظمة سلامة جديدة، أملاً في إحياء هذا القطاع الأساسي لاقتصاد البلاد والذي تأثر كثيراً جراء جائحة كوفيد-19.
وتخوض المملكة العربية السعودية تجربة سياحية جديدة تعد الاولى من نوعها فى تاريخ المملكة، بعد أن اعلنت عن تسييرها لرحلات كروز فى للبحر الاحمر تحمل السائح فى تجربة جديدة داخل البحر الأحمر.
وقالت هيئة السياحة السعودية أن إطلاق رحلات السفن السياحية الفاخرة (الكروز) في البحر الأحمر ضمن موسم صيف السعودية "تنفس"، الذي أعلنت الهيئة عن إقامته خلال الفترة من 25 يونيو إلى 30 سبتمبر 2020، في عشر وجهات سياحية حول المملكة.
وتسعى الهيئة السعودية للسياحة لتقديم تجارب سياحية استثنائية تسعى من خلالها لإبراز الكنوز السياحية في البحر الأحمر، وتمكين السياح من الاستمتاع بالمقومات السياحية الهائلة التي تقع على امتداد سواحل البحر الأحمر في المملكة.
كذلك عقدت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي وطيران الإمارات ورشة العمل الإفتراضية لبحث استئناف الرحلات البحرية في دبي للموسم السياحي 2020/2021 .
وتضمنت نقاشات عامة حول الوضع الراهن للسياحة البحرية في دبي والتأكيد على أن كافة الفنادق في الإمارة ملتزمة بتطبيق بروتوكولات السلامة بشكل صارم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمكافحة "كوفيد-19"، لاسيما مع إعادة فتح معظم الأنشطة السياحية فضلا عن إطلاق إمارة دبي ختم "دبي الضمانة"، الذي يمنح للمنشآت التي تلتزم بكافة بروتوكولات السلامة والصحة العالمة للوقاية من الجائحة، وهو ما يتم تطبيقه أيضا على قطاع سفن الرحلات البحرية وحصولها على ختم السفر الآمن من قبل المجلس العالمي للسفر والسياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة