داخل شارع النصر، بمنطقة المنشية، فى محافظة الإسكندرية، يعيش الحاج مصطفى على الرصيف، يجلس على كرسيه المتحرك، يتأمل فى المارة، وينظر إلى السماء لمناجاة ربه، بعد مروره بأزمات عديدة، يسمع الأذان يصلى وهو فى مكانه ويحمد الله على ما ابتلاه، تتحدث معه تجده رجلا مثقفا راضيا بقضاء الله وقدره، ولكن غدر الزمان أصابه بمصائب عديدة.
هو " مصطفى محمد أحمد عقده"، فى الستينات من عمره كان يعمل تاجرا للأدوات المنزلية تزوج مرة واحدة وانفصل عنها ولم ينجب أطفال، وغدر به أشقاؤه وأسرته وتركوه فى الشارع بلا سكن ولا عمل، " اليوم السابع" التقى بالحاج مصطفى، وبعد حديث دام أكثر من نصف ساعة لمحاولة مساعدته كان رده: "أنا راضى بقضاء الله وبحالتى ومبسوط "، ثم دمعت عيناه التى حاول إخفاءها طوال الحديث، ثم قال:"أنا عايز أعيش عيشة محترمة لحد ما أموت".
وفى حديثه لــ " اليوم السابع"، قال الحاج مصطفى، أنه كان يعيش ولديه منزل ولكن بسبب مشاكل مع أشقائه أخرجوه منه وأصيب بجلطات وأجرى العديد من العمليات الجراحية منذ عام 2007 ، ولازال يتعاطى العلاج حتى الآن، ثم التحق بدار مسنين " بليز أوزهايم"، بمقابل شهرى 1200 جنيه، واستمر فيها فترة طويلة، وبسبب عدم وجود أموال تركها وعاش فى الشارع.
وإستطرد الحاج مصطفى، أن فريق التدخل السريع ألحقه بدار مسنين بمنطقة كرموز بقيمة 1200 جنيه مقابل الإستقرار فى غرفة منفصلة، ولكن وجد سوء معاملة من العمال المتواجدين فى الدار، وقرر تركها وإستقر أن يجلس فى الشارع بمنطقة المنشية على الرصيف وذلك منذ 15 يوما .
وقال الرجل المسن:"أدخل منزل أحد الجيران لكى أقضى حاجتى وأتوضأ للصلاة بمساعدة أحد الأشخاص، وأعود إلى مكانى على الرصيف، مبسوط ومرتاح ومش عايز حاجه من حد كفاية اللى جراللى من الدنيا اللى إتبهدلت فيها بما فيه الكفاية".
وقال إنه كان يعمل تاجرا للأدوات المنزلية فى منطقة المنشية، وحاصل على بكالوريوس خدمة إجتماعية، وكان يعيش فى رخاء ولكن طمع المشاكل جاءت بدون رحمة إصابته بالمرض والعجز، وقرر أن يعيش بمفرده فى دار مسنين ولكن لم يجد الراحة فى بقية عمره .
وفى نهاية الحديث طالب الحاج مصطفى، بمسكن يعيش فيه ويحميه من برد الشتاء القادم الذى يصعب أن يعيش طول اليوم فيه وهو على الرصيف، ومصدر رزق يستطيع أن يجلب منه قوت يومه حتى لا يتسول من أحد لعزة نفسه، ونظرا لعدم قدرته على الحركة وجلوسه على كرسى متحرك طالب بكشك لكى يستطيع أن يشترى ويبيع منه كما تمنى سكنا مجاورا يعيش فيه حتى لا يتحرك كثيرا بالكرسى المتحرك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة