"الإعاقة ليست إعاقة جسد بل إعاقة عقل وأى إنسان يقدر يوصل لحلمه بالإصرار والتحدى مفيش حاجة اسمها مستحيل"، بهذه الكلمات بدأت " يارا نبيل" الحاصلة على المركز الأول بكلية تجارة جامعة الزقازيق هذا العام ، بمجموع 1046 بنسبة 96.85% قصتها لـ"اليوم السابع"، وقالت يارا: اسمى يارا نبيل 22 سنة مقيمة قرية كفر بدران مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأنا أكبر أشقائى الثلاثة، وكنت بمشى زى الأطفال لحد الصف الخامس الإبتدائي، بدأت حركتى تقل واكتشفت أسرتى إصابتى بمرض وراثى ينتج عنه ضمور فى العضلات وظهر بالتدريج وتسبب فى إصابتى بعجز كلى، وهذا إرادة الله، وبعد فترة أصيب شقيقى" محمد" بنفس المرض فقد القدرة على الحركة.
وتابعت: والدى كان عامل بسيط، وحاول الذهاب للعديد من الأطباء للبحث عن علاج لنا، وذات يوم وصلنى للدرس عندما كنت فى الصف الثانى الإعدادى، ولم يأتى ليأخذنى حيث توفى فجأة من الزعل حزنا على إصابة شقيقي، ومن هذا اليوم، بدات الرحلة الصعبة لأمى التى كانت أم وأب وكل شيء لنا.
وأكدت: والدتى وفرت لى الدعم المعنوى والمادى لتلبية كافة المتطلبات ولم تشعرنى يوما بأى تقصير من جانبها، حيث بعض الأسر تقف عائق اتجاه أبنائهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، دون قصد منهم بخوفهم الشديد عليهم وعدم إتاحة الفرصة لهم لإكمال تعليمهم للخوف عليهم من صعوبات الحياة، لكن والدتى كانت تدفعنى للأمام، والحمد لله كنت متفوقة فى دراستى من الصغر، حيث حصلت على المركز الأول فى الشهادة الابتدائية وكانت متفوقة فى الإعدادية والتحقت بالثانوية العامة، وكنت أتمنى بكليات القمة لكن كنت مدركة بأنها تمثل صعوبة بالنسبة لى، فقررت الالتحاق بكلية التجارة جامعة الزقازيق، وعانيت كثيرا فى السنة الدراسية الأولى بالكلية، لعدم وجود صديقات لى، لكن فى العام الثانى كونت صداقات عديدة وتعرفت على زميلات كانت أكثر من أخواتى.
واستطردت: وجدت شغفا كبيرا وفرحة بالالتحاق بكلية التجارة، بالرغم من إحباط العديد لى بأنها كلية مرهقة حيث نصحونى بالالتحاق بكليات التربية والأداب، لكنى صممت على الالتحاق بالتجارة، وكنت بحضر جميع المحاضرات، دون أخذ دروس أو كورسات، واعتمادى الكلى كان على المحاضرات فقط، ولم أتغيب يوما عن محاضرة، وبعد حصولى على المركز الأول على الكلية بالفرقة الثانية، بدأ العديد من الطلاب يتحدثون معى عن الطريقة التى أذكر بها، وخلال دراستى بالكلية لم أنقطع يوما عن المحاضرات وكل اعتمادى عليها، والحمد لله حصلت على تقدير إمتياز والمركز الأول على مستوى الكلية.
وعن الصعوبات التى واجهتها قالت: الصعوبات لم تكن على المستوى الدراسى، كان عندى حلم أتعين فى الكلية والحمد وقابلت مشاكل كتير، قدرت أتغلب عليها مفيش حاجة مستحيلة أو صعبة كل إنسان يقدر يوصل لحلمه بالتحدى والإصرار والعزم، لكن الصعوبات الحقيقة التى واجهتنى هى الذهاب للكلية والعودة منها، حيث ان مواعيد القطار غير مناسبة لي، وأجد صعوبة فى ركوب المواصلات العادية، فكانت أمى تتفق مع سيارة للتوجه بى للكلية والعودة، بأجر مادى مرهق على والدتى التى كانت تعتمد على معاش والدى البسيط فقط.
وعن أمنياتها قالت: نفسى أريح والدتى من المصاريف، ومحتاجة سيارة من سيارات ذوى الاحتياجات الخاصة، وحاولت السير فى الإجراءات، وجدت معوقات لكون إعاقتى شلل رباعى، فذلك يستلزم وجود سائق خاص لى،وذلك مرهق جدا عليه،وأتمنى لو حد يقدر يساعدنى فى هذا الأمر، وخاصة بعد تعيينى معيدة محتاجة أذهب باستمرار للكلية.
فيما قالت والدة يارا: الحمد لله بنتى حققت أملى أن أشوفها معيدة بالجامعة، موضحة أنها واجهت صعوبات كثيرة فى رحلتها فى تربية أبنائها الثلاثة،وحاولت أن تكيف حالها على معاش زوجها، وكان شقيقها الأصغر داعما لها معنويا خلال رحلتها.
وسردت الأم، الصعوبات التى واجهتها قائلة: لما كنت بوصل " يارا" للكلية، وأشوف نظرات عطف فى أعين الناس فى الشارع وال يقولى ربنا يشفيها ليكى، كنت برد عليهم أقول الحمد لله على قضائه، هى زى الفل ومش ناقصها شئ، لكن كنت ببكى مع نفسى وأحس أن أبنائى أقل من الناس بسبب إعاقتهم لكن هم حسسونى أنهم أحسن ناس ف الدنيا " يارا" و"محمد" من المتفوقين أيضا فى دراسته، وكان أجمل فرحة مرت عليه لما" يارا" عينت معيدة بالكلية، ساعتها بس حسيت أن ربنا عوض صبرى خير.
فيما قال الدكتور" هلال عفيفي" عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق، إن الطالبة "يارا نبيل" حصلت على تقدير إمتياز، وأنها مثال يحتذى به، لحصولها على المركز الأول على مستوى الكلية وخاصة بعد حصر درجات الطلاب، ومن المقرر تعيينها معيدة بالكلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة