تمر اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الألمانى الشهير "جوتة" الذى ولد فى 28 أغسطس من عام 1749، ومن المثير للكلام دائما علاقة "جوته" بالثقافة الشرقية ومنها الثقافة العربية، وما الذى جعله يهتم بهذا الجانب من العالم ويبدى إعجابه به.
تقول مقدمة كتاب "جوته والعالم العربى" تأليف كاتارينا مومزن، ترجمة عدنان عباس على، والصادر عن سلسلة المعرفة فى الكويت "ومن بين الشعراء الذين تركوا بصماتهم على أعمال جوته يجد المرء، بالنسبة للعصر الجاهلى السابق على الإسلام، أسماء كل من امرئ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة والحارث بن حلزة وحاتم الطائى، وتأبط شرا وطرفة بن العبد وزهير بن أبى سلمى، كما يجد من العصور الإسلامية أسماء أبى إسماعيل الطغرائى والمتنبى وابن عرب شاه.
ويقول الكتاب، وإذا أردنا أن نوضح بإيجاز، سبب افتتانه بالعرب والدافع الذى كان يغريه بالانشغال بهم، فإن العبارات التالية، التى يعود جزء كبير منها لـ "جوته" نفسه توضح ذلك، ففى المقام الأول كان العرب بالنسبة له، أمة "تبنى مجدها على تراث موروث وتتمسك بعادات تعارفت عليها منذ القدم"، وإلى جانب تمسكهم الواعى بالتقاليد الموروثة فإن من الأمور التى استحوزت على إعجابه وأثارت اهتمامه بهم الفخر بالنفس والاعتداد بالنسب والاعتزاز بطرائق حياة الأدباء، كما استأثرت بهواه أصالة قريحتهم الشعرية وتذوقهم للغة وقدرتهم على التصور والتخيل، وكان قد لمس باهتمام يبلغ حد الإعجاب والإكبار ما انطوى عليه الشعر العربي من ارتباط بالطبيعة وحماس وحمية وظروف، إلى جانب الحب العارم والبر والإحسان وكرم الضيافة، بالإضافة إلى سمات متناقضة كالتمسك الكامل بالدين من ناحية والروح المستفزة الوثابة التى لا تأبه بالمسالمة حتى تأخذ الثأر من ناحية أخرىـ أو المبالغة وذرابة اللسان والفخر والحماسة من ناحية، والحلم والحنكة وسداد الرأي والقدرة على صياغة الحكمة بالعبارة الموجزة والتسليم بالقدر من ناحية أخرى.