لليوم السابع على التوالى، يستمر المئات من الليبيين فى التجمع بالعاصمة طرابلس، للتظاهر احتجاجا على حكومة فايز السراج وتدهور الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد وانقطاع الخدمات كالكهرباء والماء ونقص كبير فى المواد البترولية.
ولاقت مظاهرات طرابلس صدى واسع فى مدن الجنوب الليبى، فيما خرج مواطنون ليبيون من مدينتى سبها وأوبارى، دعما لتظاهرات شباب العاصمة ضد حكومة السراج. وجاب مئات الليبيين بسياراتهم الشوارع رافعين الرايات البيضاء وشعارات ضد حكومة الوفاق.
وتوفى شاب ليبى، اليوم السبت، متأثرا بجراحه التى أصيب بها خلال إطلاق النار على المتظاهرين الذين خرجوا فى شوارع طرابلس قبل أيام، مطالبين حكومة فايز السراح بتحسين أوضاعهم المعيشية، ليصبح أول ضحية لرصاص الميليشيات التى تحاول قمع الحراك الشعبى المطالب بالتغيير. وفقا لسكاى نيوز عربية.
وأكدت مصادر ليبية متطابقة وفاة الشاب الليبى، الذى لم يعلن عن اسمه، فى إحدى مستشفيات العاصمة الليبية، على إثر إصابته برصاص أطلقته ميليشيات موالية للسراج مساء الجمعة الماضى على المتظاهرين فى أحد أحياء طرابلس السكنية.
وكان الشاب القتيل ضمن مجموعات من الشبان الليبيين الذين منعتهم ميليشيات طرابلس المسلحة من الوصول إلى المتظاهرين فى ميدان الشهداء وسط العاصمة الليبية.
من جهتها أعربت بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا، عن قلقها إزاء استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والاعتقال التعسفى للمدنيين فى طرابلس.
وقالت البعثة فى بيان لها، اليوم السبت: "تشهد ليبيا تحولًا لافتًا فى الأحداث يؤكد الحاجة الملحة للعودة إلى عملية سياسية شاملة ومتكاملة من شأنها أن تلبى تطلعات الشعب الليبى إلى حكومة تمثله بشكل ملائم، كما وإلى الكرامة والسلام".
وأضاف البيان: "تحث بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا على الهدوء وتطبيق سيادة القانون والحفاظ على حقوق جميع المواطنين فى التعبير السلمى عن آرائهم".
وتابع البيان: "فى كل أنحاء ليبيا، تشهد البعثة على زيادة فى التقارير بشأن انتهاكات حقوق الإنسان بما فى ذلك الاعتقال التعسفى والاحتجاز والقيود المفروضة على حرية التنقل والتعبير، وكذلك الحق فى التجمع السلمى والاحتجاج".
وشهدت مدينة طرابلس الليلة الماضية فوضى سببتها الميليشيات المسلحة التى أطلقت النار بشكل عشوائى على الشبان العزل، وكان من بينهم نساء، وقد خرجوا جميعا من أجل المطالبة بحياة أفضل.
وانتشرت الميليشيات التابعة لحكومة طرابلس فى تقاطعات الطرق والشوارع فى المدينة، الجمعة، فى محاولة لمنع خروج الاحتجاجات التى بدأت قبل أيام غربى ليبيا اعتراضا على سياسات الحكومة.
وكان شباب وفتيات من المحتجين يحاولون التوجه فى جماعات إلى وسط طرابلس من اتجاهات متفرقة، للتحايل على انتشار الميليشيات وتلبية دعوات الاحتجاج فى "مليونية إسقاط السراج"، التى كانت مقررة الجمعة.
وتحدث آخرون عن انتشار مكثف لعربات عسكرية تابعة للميليشيات الموالية لحكومة السراج بميدان الشهداء، قبيل انطلاق المظاهرات، وقالوا إنها تحمل مدافع رشاشة.
وقال نشطاء ليبيون، إن زعماء كتيبة النواصى التابعة لميليشيات طرابلس "اتصلوا بنا وخيرونا بين البقاء فى بيوتنا أو مواجهة موت محتم".
لكن حراك "همة شباب 23 أغسطس"، أكدوا الجمعة أن استخدام العنف "لن ينال من عزيمة المتظاهرين" فى طرابلس، وقال بيان لمتظاهرى طرابلس أن "الحراك مستمر حتى تحقيق أهدافه".
وتشهد الجارة ليبيا، منذ عدة سنوات، تدهور فى الأوضاع السياسية والاقتصادية، بعد سقوط الرئيس السابق معمر القذافى، نتيجة التدخلات الخارجية فى ليبيا التى أدت لإشعال حرب داخلية لإسقاط الجيش الوطنى الليبى وهدم مؤسسات الدولة الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة