قرأت لك.. كتاب "الاحتجاجات العراقية" يبحث أحداث بغداد والتدخل الإيرانى

السبت، 29 أغسطس 2020 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب "الاحتجاجات العراقية" يبحث أحداث بغداد والتدخل الإيرانى غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم مركز المسبار للدراسات والبحوث كتابا جديدا بعنوان "الاحتجاجات العراقية 2019-2020: هل تفرض أفقاً للدولة المدنية؟" يدرس فيه الدوافع السياسية والاجتماعية المسببة لغليان المشهد السياسى فى العراق، الذى وصل ذروته فى الحراك الاحتجاجى عام 2019، ويطرح أسئلةً صعبة عن مستقبل الدولة، ومراوغة أحزاب الإسلام السياسي، والنفوذ الإيرانى فى البلاد. 
الاحتاجات العراقية
 
وكشفت دراسات فى الكتاب عن تحولات جذرية فى الوعى السياسى للجيل الجديد من العراقيين، ظهر فيه حنق شبابى عام من سطوة أحزاب الإسلام السياسي، لا يقل عن دوى المطالب الاقتصادية، ودعوات التغيير الاجتماعي، وظاهرة مساهمة المرأة فى الاحتجاجات.
وشارك فى الكتاب باحثون وأكاديميون عراقيون، تطرّقوا إلى قضايا الحراك الاحتجاجى والتفاعلات المترتبة عليها، على المستويين الداخلى والإقليمي. ركزت الدراسات على المسار التأريخى العام للاحتجاجات فى العراق، منذ العهد الملكي، مروراً بتظاهرات عام 2011، التى فشلت فى كسر الطوق الطائفى المفروض من السلطة منذ عام 2003، وصولاً إلى احتجاجات «تشرين» 2019، شارحةً مغزى تعدد المكوِّنات المشاركة فيها، ومفصلةً التطلعات الشبابية الجديدة، عبر الوقوف على تصنيفٍ علمى لشعاراتها. وجرى تحليل مواقف الأحزاب الإسلاموية المحسوبة على إيران، التى حاولت الالتفاف على مطالب المحتجين المنادين برفع «اليد الإيرانية» عن العراق. 
وشكل "التصعيد" ضد النفوذ الإيرانى ركيزة أساسية فى الاحتجاجات، الذى انبجس من تنامى رفض الشباب العراقى لوصاية الأجنبى –عموماً- على القرار الوطني. فالضيق من تدخل طهران وصل إلى حدٍ غير مسبوق لدرجة حرق صور الخميني، كما زاد التذمر، من التدخل والاستفزاز التركي، النفور من الإسلام السياسى الشيعى والسُنّى على حد سواء، إضافةً إلى رفض التطرف الذى عمقتّه تجربة العراقيين مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
 
وشكّل سؤال الدولة المدنية، عصب وروح دفوعات المؤيدين للاحتجاجات، الذين رأوا فيها أساس بناء دولة المواطنة والحقوق والواجبات، على طرف نقيض من نظام المحاصصة الطائفية والسياسية الذى أرهق المؤسسات العراقية، التى يتلاعب فيها لاعبون محليون ووكلاء سياسيون يرتبطون بأجندات خارجية. ينطلق هذا التصوّر، من فرضيّةٍ مركزيّة، ترى أن الصراع بين الدولة و«تنظيمات اللادولة»، أدى إلى فشل وضعف المؤسسات الرسمية؛ وعجزها عن فرض سلطتها وتنفيذ القانون، فى ظل تلاشى الخط الفاصل بين السياسة والأمن، فتمّ بسبب ذلك التأسيس لـ«شرعيات بديلة وموازية» للدولة، وباتت الولاءات تنتظم حولها. وتوارد «التراضي» بالصمت عليها، وعُدت ضمن العرف المسكوت عنه، إلى أنّ فجرت احتجاجات 2019، الرفض الشبابى لها، فتأسس على نقيضها، اجتهادٌ دعا إلى نبذ الطائفية، وطالب بتعزيز الوحدة الوطنيّة، وحاول تغيير قواعد اللعبة السياسية، ترافق ذلك مع الدعوة إلى محاربة الفساد. 
وتضمن الكتاب دراستين حاولتا تبيان المخاطر السياسية والوطنية الناجمة عن تأزّم المسار الديمقراطي، والمحاصصة الطائفية عند الفئات العراقية الحاكمة. حاولت الآراء إثبات "أن المتحاصصين لم يربحوا كل شيء فى البلاد، بعد أن سادت ثقافة جديدة يقودها جيل من الشباب، قائمة على أساس المشاركة فى صنع بيئة قادرة على إصلاح النظام السياسي، تمكنت خلال مدة وجيزة، من تأسيس فضاء عمومى مؤثر سياسياً، أرغم رئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدى على الاستقالة، وانتزع قانوناً انتخابياً، ومفوضية انتخابات جديدين، فضلاً عن تغييرات جذرية أخرى، عُدت بأنها مؤثرة فى بنية النظام السياسي".
وأثارت الاحتجاجات العراقية مواقفَ دولية وإقليمية، غطى الكتاب أربعة منها: الأمريكي، الإيراني، العربي، والأممي. اتسمت هذه المواقف –كما تفيد بعض التحليلات- بالتفاوت، وفقاً للعلاقات السياسية والاقتصادية بين كل دولة وأخرى، إذ اتخذت كل دولة موقفها بناءً على معادلة تقوم على أساس الترابط مع الأطراف الرئيسة المعنية بالأوضاع الداخلية، وليس على أساس رسمي. ولكن الاتفاق بينها كان الدعم العربى لمسار استقلال القرار العراقى عن النفوذ الأجنبي. 
وحاول الكتاب الإجابة عن مجموعة من الأسئلة: كيف يمكن قراءة الموقف الشعبى العراقى فى الاحتجاجات، تجاه التدخل الإيراني، بعيداً عن الاصطفافات الأيديولوجية؟ وما المعايير العامة لهذه القراءة؟ وهل ستكون الاحتجاجات العراقية البداية الحقيقية لإنهاء الدور الإيرانى ونفوذه؟ 
وترك الصراع الأمريكي– الإيرانى فى العراق تأثيراً فى «المشهدية» الاحتجاجية، فتباينت المواقف بين الدولتين، ففى حين حاولت واشنطن عدم التدخل المباشر فى تأييد التظاهرات -كما تلفت إحدى الدراسات- ربما تجنباً لاتهامات تحميلها مسؤولية أنها خسرت، بسبب هذا التردد، لصالح إيران التى لا تخجل من مهاجمة المتظاهرين علناً، وإغراء وكلائها بمهاجمتهم؛ إذ اتخذت طهران موقفاً معادياً للاحتجاجات، ورأت فيها تآمراً وعمالة وأنها مُموّلة من قوى دولية وإقليمية لإضعاف المحور الإيرانى وحلفائه!
وتناول الكتاب، باهتمام، اضطلاع المرأة العراقية بأدوار بارزة ولافتة فى احتجاجات 2019. تقدِّر الدراسات أن هذا الحضور فى النشاط السياسى الاحتجاجى ليس جديداً أو مستغرباً، بل يعود لمشاركة النساء فى «ثورة العشرين» فى عشرينيات القرن الماضي. 
وشكلت منصات التواصل الاجتماعى عاملاً أساسياً لفهم الدور الجديد، الساعى لتحديث التعاطى مع الوقائع والواقع، ساعد على تزخيم الاحتجاج؛ ناقشت دراستان كيفية توظيفها من قبل الناشطين الشباب باعتبارها نواة التغيير فى ظل التقانة الحديثة والفضاءات الافتراضية.
دَرس الكتاب أثر جائحة (كوفيد -19)، على الاحتجاجات العراقية، وتضمّن تقريراً عن تأثير الفيروس المستجد على الديمقراطية فى دول العالم. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة