يعانى الكثيرون من التعثر فى نطق بعض الحروف بصورة صحيحة، وهو ما يطلق عليه "اللدغة"، وقد يستطيع البعض التخلص من هذه اللدغة باتباع تدريبات معينة بينما تلازم اللدغة الكثيرين ولا يستطيعون التخلص منها.
وكان من بين أشهر الفنانين الذين يعانون من اللدغة الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وكتبت فى مذكراتها التى نشرتها مجلة الكواكب فى منتصف الستينيات عن موقف طريف حدث لها عندما التحقت بمعهد التمثيل جعلها تتخلص من هذه اللدغة.
ففى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى أغسطس عام 1965 نشرت المجلة الحلقة التاسعة من مذكرات فاتن حمامة تحت عنوان "معهد التمثيل خلصنى من لدغتى".
وقالت سيدة الشاشة العربية إنها تقدمت للالتحاق بمعهد التمثيل وكان هناك عدد كبير من المتقدمين لاجتياز اختبارات القبول وصل عددهم إلى أكثر من 400 شاب وفتاة، واجتازت الاختبارات وتم اختيارها ضمن 12 شابا و7 فتيات من بين كل أعداد المتقدمين.
وكشفت فاتن حمامة تفاصيل موقف طريف تعرضت له فى أول أيام الدراسة بالمعهد مع الفنان الكبير زكى طليمات الذى كان أستاذاً بالمعهد.
وأوضحت فاتن أن طليمات دخل المحاضرة وبدأ يتحدث إلى الطلبة والطالبات وما كاد يلمحها حتى ناداها قائلاً "تعالى هنا ياعروسة".
وكتبت الفنانة الكبيرة فى مذكراتها "دفع الغضب بالدماء إلى وجهى وصحت بعصبية وأنا جالسة فى مكانى.. أنا مش عروسة أنا فاتن".
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أن زكى طليمات بذل مجهوداً كبيراً محاولاً إخفاء ابتسامته ثم قال "طيب تعالى هنا يا فاتن"، فذهبت إلى مقدمة الفصل ليسألها أستاذها "اسمك إيه يا فاتن"، فأجابت ولا زالت أثار الغضب عليها "فاتن حمامة".
وتابعت "ضحك زكى طليمات وضحك معه الطلبة والطالبات، فصرخت فيهم: بتضحكوا على إيه ياحضرات؟، ثم سألنى "انتى بتحبى التمثيل يافاتن"، فأجبت بلهجة عصبية "طبعا، ولو ماكنتش بحبه ماكنتش جيت هنا".
وسأل طليمات فاتن حمامة عن اسم المسرحية التى امتحنت فيها فأجابته.
واستكملت سيدة الشاشة العربية باقى الحكاية قائلة :" لاحظ طليمات أننى أنطق "الراء" "غين"، وهى لدغة كانت تلازمنى منذ الصغر ولم يكتشفها إلا أفراد قلائل، فقام إلى السبورة وكتب جملة طويلة مليئة بحرف " الراء" ، وطلب منى أن أقرأ الجملة بصوت مرتفع، ولما قرأتها كان يسد أذنه بيده حتى لا يسمع نطقى لحرف الراء".
وتابعت "فجأة قال لى طلعى لسانك يا فاتن، وضحكت من هذا الطلب وسألته: "أطلع لسانى ليه؟ "، فقال :" علشان اشوف الحتة الناقصة منه"، فضحكت وضحك الجميع".
وأضافت فاتن حمامة:" منذ هذا اليوم نشأت بينى وبين زكى طليمات صداقة التلميذة وأستاذها وكان يشيد بمواهبى التى تؤهلنى لمكانة طيبة فى عالم المسرح ، ولم يمض العام الأول من دراستى بالمعهد حتى كنت قد تخلصت تماماً من نطق " الغين"، وأصبحت أنطق "الراء" واضحة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة