للمرة الثالثة، سرقت لوحة الصبيان الضحكان، للفنان فرانس هالس، من متحف صغير في بلدة ليردام الهولندية، بعدما تمكن لصوص الفن من فتح الباب الخلفى للمتحف وسرقة اللوحة صباح يوم الأربعاء الماضى، ويعد الفنان فرانس هالس من أشهر الرسامين الهولندين 1580–1666)، قام بتقديم لوحات متنوعة للحياة الاجتماعة المختلفة معبرا عن جميع الطبقات الهولندية.
عاش فرانس هالس، حياة غير مستقرة مع زوجته الأولى، فسجلات محكمة الشرطة فى عام 1616 تروى أنه قبض عليه بتهمة ضرب زوجته ضرباً مبرحاً، وأنب تأنيباً قاسياً، ثم أفرج عنه بعد تعهده بأن يكون مهذباً ويبعتد عن شرب الخمر، وبعد بضعة شهور توفيت زوجته الأولى وقام بالزواج مرة ثانية من امرأة أخرى، وبسبب هذه الزيجة خلف لنا لوحة رائعة تمثله مع زوجته الثانية، التي عاشت معه طوال السنوات الأربع والسبعين التى بقيت فى حياته.
وعندما بلغ السادسة والثلاثين حقق نجاحاً هائلاً بلوحته "مأدبة نقابة رماة سانت جوريس"وهي إحدى لوحات دولين الخمس التي هيأت لفرانس مكانته العالية، وأنتج في هذه الحقبة رسوماً تعد من روائع الفن الهولندى.
وقدم هالس لوحة "بائع السردين"، واللوحة المشهورة "الفارس الضاحك" وتتجسد فيها الثقة بالنفس وثياب ذات أهداب مع طوق مكشكش حول العنق، وعباءة مزدانة بالأزهار، وابتسامة تكاد تشبه ابتسامة الجيوكندا فى رقتها، ثم بعدذلك قام برسم العديد من اللوحات وفى سن الثمانين رسم لوحة تصور شاب في قبعة مترهلة.
وكانت نهاية الفنان مأساوية، ففى عام 1639 أرسل ابنه بيتر إلى مصحة الأمراض العقلية على نفقة البلدية، وفي 1641 وضعت ابنته الكبرى المتمردة في إصلاحية الأحداث بناء على طلب أمها.
وفى 1654 أقام الخباز المحلى ضده الدعوى يطالبه بسداد مائتى جلدر وحجز على أدوات الرسام، ومات هالس فقيراً معدماً 1666 ولكنهم احتفلوا بدفنه احتفالاً مهيباً في هيكل كنيسة سانت بافون.