أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

شائعات إيلون ماسك حول بناة الأهرامات

الإثنين، 03 أغسطس 2020 12:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا أردت أن تصبح مادة لاهتمام كل وسائل الإعلام فى العالم كله ما عليك سوى أن تجدد دائرة الجدل من جديد حول حقيقة بناة الأهرامات، وأن تتقمص دور الخبير الأثرى والمؤرخ الكبير وتروى فيها أدق التفاصيل حول الطريقة التى تم بها تشييد هذا البناء الخالد عبر التاريخ، هذا بالضبط ما فعله الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مؤخرا.

فالملياردير الأمريكي قرر القفز على كل حقائق التاريخ الثابتة والتي تشير بإعجاب شديد إلى الدور الكبير الذى لعبه قدماء المصريون منذ فجر التاريخ في تشييد واحدة من أعظم الحضارات عبر التاريخ، والتي لا تزال أثارها شاهدة على حجم التقدم العلمى والهندسى الذى وصلوا إليه والذى مكنهم من تشييد عشرات المعابد، كما تركوا خلفهم الأهرامات والعشرات من المقابر الفرعونية التي تحوى أسرارا كثيرة مازال العلماء يحاولون كشف أسرارها حتى اليوم.

ما فعله الملياردير الأمريكى هو أنه اختار أن يسلب الحق من أهله بإطلاق شائعات ومزاعم رددها غيره من قبل ولم يمتلك أى منهم تقديم دليل واحد فقط يؤكد أو يبرهن على صدق ما سعوا جاهدين لترويجه، حيث زعم ماسك أن كائنات فضائية بنت الأهرامات"، وأشار إلى رمسيس الثانى باستخدام رمز تعبيرى يظهر وجها يحمل نظارات سوداء، وهو شكل يشبه الكائنات الفضائية".

وإذا كانت الكائنات الفضائية هي من قامت بالفعل ببناء الأهرامات فلماذا لم تفعل ذلك في أمريكا أو في أي مكان آخر في العالم واختارت مصر الفرعونية موقعا لهذا البناء الضخم الذى مازال شاهدا منذ سنوات طوال على عظمة قدماء المصريين؟.

وأين هو الدليل العلمى الذى بنى عليه السيد ماسك مثل هذا الكلام؟، فقط مجرد مزاعم لا سند لها يعاد تكرراها بنوايا ليست بريئة بين الحين والآخر من قبل البعض، والهدف منها هو محاولة سحب البساط من تحت أقدام شعب يفخر بتاريخه الذى ينظر إليه جميع المنصفين في العالم بإعجاب وتقدير شديد.

وإذا كان الفضائيون الذين يشغلون جزءا كبيرا من تفكير الملياردير الأمريكي قد بنوا الأهرامات كما يزعم، فهل هم أيضا من يملكون سر التحنيط الذى مازلنا نجهل الكثير عنه حتى الساعة، وهل هم أيضا من بنوا المعابد المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وهل هم أيضا من حفروا مقابر الفراعنة وأعدوها بشكل محكم لإخفاء مومياوات الملوك عن اللصوص، وهل ترك الفضائيون فضاءهم في حقبة من الزمن وشاركوا المصريين حضارتهم التي لا يوجد لها مثيل في العالم كله والتي يفوق عمرها بأضعاف كثيرة أعمار إمبراطوريات عظمى في عالمنا اليوم؟.

ليست شائعة ماسك الأولى ولن تكون الأخيرة حول أهرامات الجيزة حيث زعم الأمريكي أجناتيوس لويولا دونيللي في كتاب نشره عام 1882 أن سكان حضارة أتلانتس المفقودة، هم بناة الأهرامات، كما ادعى عالم الفلك روبرت بوفيل أن التكنولوجيا المتطورة للكائنات الفضائية هي من قامت ببناء الأهرامات.

سباق الشائعات حول بناة الأهرامات دخله الإسرائيليون أيضا بقوة حيث زعموا أن اليهود هم من قاموا بتشييد الأهرامات خلال فترة تواجدهم في مصر، ولكن كل هذه الشائعات والأساطير سقطت حقيقة مؤكدة يعلمها كل علماء الآثار وتؤكدها مقابر العمال المصريين التي تم اكتشافها على مقربة من الأهرامات الشامخة والتي تؤكد حقيقة واحدة ثابتة، وهى أن أهرامات الجيزة مصرية مائة في المائة وبنيت على أرض مصرية وبأيدى مصرية.

الحقيقة أن الدعوة التي وجهتها الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى لماسك لزيارة مصر والقيام بجولة في مقابر بناة الأهرامات، واستكشاف الكتابات التى كشفت طريقة بناء الأهرامات العظيمة جاءت في التوقيت الصحيح، وتؤكد على رغبة مصر في مواجهة مثل هذه الشائعات بحسم شديد بل وتحويلها إلى فرصة للترويج لمعالم مصر السياحية ومواجهة الشائعات بحسم.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة