حددت شركات التأمين، العاملة فى نشاط التأمين الطبى عددا من الأمراض المستثناة من التغطية التأمينية والمصاريف المرتبطة بها أو الناتجة عنها ، وعلى راسها تغطية تكاليف العلاج النفسى على الرغم من المطالبات المستمرة من المرضى والأطباء بتوفير تغطيته ضمن الباقات التأمينية، إلا أنها مازالت عند موقفها بسبب ارتفاع تكاليف العلاج ، ومنذ الإعلان عن توفير خدمات العلاج النفسى بمنظومة التامين الصحى الشامل تنفس الكثير من المواطنين الصعداء في انتظار تطبيقه في جميع المحافظات اسوة بما تم تنفيذه في المرحلة الأولى بمدن القناة .
وبحسب ما أعلنته الأمانة العامة للصحة النفسية عن وجود منظومة جديدة لتقديم الخدمة الطبية للمرضي النفسيين عند تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل الجديد في مصر والذى يبدأ معه مرحلة جديدة من العلاج لكافة الأمراض ابرزها منظومة علاج الأمراض النفسية التى تستهدف التيسير على المريض وبناء قاعدة بيانات شاملة عن الأمراض النفسية متضمنه أعداد المرضى وبروتوكولات العلاج والقوى البشرية والبرنامج يهدف إلى دمج خدمات الصحة النفسية فى جميع المحافظات ويطبق تحت رعاية منظمة الصحة العالمية وإشراف الأمانة بالتزامن مع تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل الجديد ، وذلك من خلال وحدات الرعاية الصحية الأولية كمرحلة أولى لتقديم الخدمة للمريض.
وبداية لن يذهب المريض النفسى إلى مستشفى الصحة النفسية مباشرة ولكن يجب أن يمر أولا على وحدة الرعاية الصحية الأولية بهدف خفض التكلفة على المريض الموجود فى المحافظات، فضلا عن تقليل الوصمة المرتبطة بالمرض النفسى واعتباره مثل أى مرض آخر وجميع المرضى يدخلون لوحدات الرعاية الصحية الأولية للكشف الأولى عليهم ثم التحويل إلى المستشفيات إذا تطلب الأمر ذلك، وفى حالات الطوارئ تقدم لها التدخلات النفسية الأولية ثم يتم تحويلها من الوحدة إلى المستشفيات المتخصصة، بينما الحالات البسيطة والمتوسطة يتم علاجها فى الوحدة وصرف العلاج لها، وتقدم المتابعة الدورية للمرضى النفسيين سواء أطفال أو مراهقين أو بالغين من خلال وحدات الرعاية الأولية شهريًا على أن تتم المتابعة الدورية كل ٣ أشهر بالمستشفيات المتخصصة وذلك ضمانًا لتقديم أفضل متابعة علاجية للمرضى النفسيين وحتى يكون هناك همزة وصل ممتدة بين مستويات الرعاية الطبية المتعددة، ودور الطبيب النفسى فى المنظومة الجديدة يكون داخل المستشفى المتخصصة ومتابعة حالة المريض كل 3 شهور ووحدات طب المجتمع الموجودة بكل مستشفى نفسى سوف تزور وحدات الرعاية الصحية الأولية لتقديم الدعم الفنى المستمر المقدم للمرضى النفسيين.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية في أكتوبر ٢٠١٨ قدرت وجود ٤٥٠ مليون شخص حول العالم لديهم اضطرابات نفسية، وأن ثلثي المصابين بالاضطرابات النفسية لم يتلقوا العلاج الطبي، وإهمال علاج المرض النفسي سبب ظهور أمراض عضوية، وبعض المرضى لا يراجعون العيادات النفسية الخاصة إلا عندما تصل حالاتهم إلى مراحل حرجة، بسبب عدم إدراج أمراضهم في وثائق تأمينهم الصحي.