كشف "اليوم السابع" على مدار الأيام الماضية، إعداد جماعة الإخوان لخطة جديدة لترميم التنظيم وإعادة بناء أركانه المُتهدّمة، عبر هيكلة لجنة الأشبال، وتشكيل جناح جديد باسم «وحدة الشرائح»، تكون مهمّته استقطاب الطلاب من المدارس والأندية، وفرز وانتقاء العناصر وتوزيعها على اللجان الإعلامية والتربوية، وترشيح المؤهلين للانخراط فى الجماعة والحراك على الأرض.
ووضعت الجماعة فى إطار خطة «وحدة الشرائح» خريطة تفصيلية للعمل داخل المدارس فى الأحوال الطبيعية وخلال العام الدراسى، لكنها لم تُغفل الساحات الإضافية التى يُمكن استغلالها، أو المسارات الاحتياطية حال صعوبة النفاذ إلى بعض المدارس المستهدفة، أو تعطّل العام الدراسى كما حدث خلال الشهور الأخيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
تحت عنوان «العمل فى المدارس»، بدأت خطة «المدرسة النموذجية» باستخدام الحديث النبوى «مثـل القـائم على حـدود الله والواقـع فيها كمثل قوم استهموا على سفينـة فأصاب بعضهـم أعلاها وبعضهــم أسفلهــا، فكان الذيــن فى أسفلهـا إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهـم فقالوا لو أنّا خرقنا فى نصيبنـا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكـوا جميعا وإن أخـذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا»، واستخدام هذا الحديث فى الخطة إشارة واضحة من واضعى الخطة للمُكلفين بالتنفيذ والعمل على الأرض بأهمية تكامل كل العناصر الواردة فى الخطة، لأن كلا منها مُكمّل للآخر، ولن يكتب لهم النجاح إلا إذا تناغمت كل الأطراف واللجان ضمن المنظومة الإخوانية التى تستهدف فى النهاية صناعة كوادر طلابية إخوانية، يتم تكليفهم فى المستقبل بمهام خاصة، وهو ما كشفته القضايا الإرهابية المتورط فيها عدد من الشباب والطلاب، فهؤلاء جرى تجنيدهم بذات الطريقة.
وتؤكد الخطة الإخوانية، والتى حصل عليها "اليوم السابع" من مصادره، أن فكرة «المدرسة النموذجية» هى التى تُمكّنهم من تجنيد أكبر عدد من الطلاب، فى ظل تواجد أعداد كبيرة من الطلاب، منهم المؤهلين للانخراط ضمن برامج وخطط الإخوان، وآخرون ما يزالون فى مرحلة يمكن التأثير فيها عليهم وإدخالهم الحظيرة الإخوانية، وكما ورد فى نص الخطة فإن المدرسة النموذجية تنبع أهميتها من سبب تراه الجماعة متقدما على غيره، وهو «وجود تجمع وفير من الطلاب ينتمون لشرائج اجتماعية مختلفة»، إضافة إلى أن تواجد الطلاب داخل المدرسة لأكثر من 8 ساعات فى اليوم يتيح فرصة نموذجية للمعايشة والاحتكاك والتربية بين الطلاب والمعلمين المكلفين باستقطاب الطلاب والفرز، كما أن المدارس بشكل عام تشهد مجالات متنوعة وأنشطة ومحكّات جديدة تزيد من خبرات المعلمين والطلاب، كما تزيد من سرعة تأثر الطلاب بقيم المعلم وسلوكياته، وتُيسّر مهمة انتقائهم واستيعابهم وفق المسارات التربوية والتنظيمية المحددة ضمن مستهدفات «الشرائح».
والمقصود هنا من المدرسة النموذجية «العملية التعليمية لا تكتمل إلا بتوفير أضلاع المثلث: التلميذ والمدرسة والبيت»، ما يؤكد أن الهدف الأكبر يتجاوز أسوار المدارس نفسها، ولا ينحصر فى الساعات والأنشطة التى تحتويها الفصول وينخرط فيها الطلاب، وإنما تسعى الجماعة إلى اختراق التربة الاجتماعية وإعادة مدّ جذورها داخل الفئات الاجتماعية والتنوعات الجغرافية المختلفة، لذا فإنها لا تقتصر فى تحركاتها فقط على الاستقطاب والتجنيد، بل ليكون الطالب نواة للتغيير داخل أسرته وفى محيط المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة