يضع السويسرى رينيه فايلر، المدير الفنى للنادى الأهلى، نفسه تحت ضغوط هو فى غنى عنها حتى يتجاوز المرحلة الحالية التى يتعرض فيها للنقد، وحتى يتمكن من استكمال مسيرته مع الفريق الأحمر والتتويج بالألقاب، وإذا ما استمر على حالته تلك سيخسر الكثير وسيفقد معه الأهلى الكثير.
بدا للمتابعين لمباراة المصرى والأهلى مدى الضغوط التى يشعر بها فايلر، على المستوى الفنى والشخصى، بداية من استمرار تغيير طريقة اللعب كل مباراة وهو أمر بلا شك يؤثر على تركيز اللاعبين، حيث اعتمد على طريقة 4 / 4 / 2 باللعب برأسى حربة لأول مرة، ليظهر وسط ملعبه فارغا ضعيفا ومعه نجد مساحات كبيرة بين الخطوط قد تكون طريقا لتهديد مرمى الفريق، .. إذ أن تغيير طريقة اللعب واللعب بثنائى هجومى يتطلب معها توظيف مختلف لباقى اللاعبين كزيادة العرضيات من الأطراف ووجود صانع العاب يمد رأسى الحربة بالكرات المساعدة على التسجيل .. كل هذا لم يتحقق منه شئ .. وأن تغير الأمر بعد التغييرات الاضطرارية بنزول قفشه ووليد سليمان، و لم يكن الانتصار يتحقق لولا الحظ الذى صادف الأهلى بسهولة المباراة واستسلام المصري نتاج تاثره بالظروف التى يعيشها من تفشي اصابات كورونا بين صفوفه، ومن هنا جاء الفوز ليس إلا.
خلال المباراة ظهر فايلر كثيرا على خط التماس ليلقى التعليمات على لاعبيه، على غير عاداته، حيث كان دائما ما يجلس على الدكة ويترك لمساعديه توجيه اللاعبين، كما وضح اعتراضه المتواصل والمتزايد على حكم المباراة، وهو المعروف عنه الهدوء منذ بداية توليه تدريب الأهلى، كلها أمور تشير إلى تغييرات طرأت على شخصية المدرب السويسرى الواقع تحت ضغوط نفسية تظهره على خلاف شخصيته المعتادة، ما يؤثر بالسلب على قيادته للأهلى التى تحتاج حكمة وخبرة فى التعامل مع المواقف الصعبة.
ونأتى للأهم مع فايلر وتشعر معه أن الراجل بدأ يفقد ثقته فى نفسه وفى لاعبيه، بمحاولته تجهيز أعذار لأى إخفاق قد يتعرض له وتجهيز الجمهور لذلك، وكأن هذا الطبيعى أن يخسر او يتعادل الأهلى، إذ قال فى المؤتمر الصحفى للمباراة: "من يريد الفوز دائما عليه تشجيع البلايستيشن.. مش طبيعى اكسب بالثلاثة والأداء يفضل زى ما هو".. وهو تصريح لا يلائم شخصية النادى الأهلى تماما.
الأهلى دائما وأبدا كفريق كبير هدفه حصد كل البطولات، يدخل أى مباراة وليس له أى دافع سوى الفوز والطبيعى أن ينتصر ويقدم الأداء الجيد، حتى يحقق المطلوب ويرتقى منصات التتويج، هذا هو الطبيعى يا فايلر مع الأهلى وليس ما تقوله، ما تقوله لا يصنف إلا كشماعات لتبرير الاهتزاز الذى يعانيه الأهلى تحت قيادتك فى المرحلة الحالية، وعليك الحذر قبل المرحلة الأهم والمرتبطة بمنافسات دورى أبطال أفريقيا.
*أفضل ما فى مباراة المصري للأهلى، كان اليو بادجى الذى يتطور مستواه بشكل لافت من مباراة لأخرى، ويمنحه التسجيل الثقة المطلوبة ليظهر كل إمكانياته، وأكثر ما يميزه اللمسة الأخيرة فى مواجهة المرمى دون فلسفة أو تعقيد وهو ما يصب فى صالح النادى الأهلى مستقبلا ويعيد النظر فى خط هجومه، وأيضا هناك أحد الشيخ الذى استغل فرصة مشاركته اساسيا واعتماد فايلر عليه ليقدم ارواقه اعتماده من مباراة لأخرى ويكفيه مساهته فى كل أهداف الأهلى أمام المصري سواء الملغاة أو المحتسبة.. وأخيرا تأتى مشاركة صالح جمعة لتعيده للحياة من جديد لعله يستغل الفرصة ويثبت أنه يستحق رغبة الجميع فى عودته للمستطيل الأخضر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة