قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إن رئيس الحكومة البريطانى بوريس جونسون يواجه غضب حزبه المحافظين فى ظل تراجع الحزب وفقا لما بينه استطلاع صادم، وأوضحت الصحيفة أن جونسون فى مواجهة مع النواب المحافظين الغاضبين بسبب تعامل حكومته الفوضوى مع أزمة كوفيد 19، حيث كشف استطلاع جديد للرأى أن المحافظين فقدوا تفوقهم الكبير على حزب العمال المعارض فى 5 أشهر فقط.
ومع استعداد أعضاء مجلس العموم للعودة إلى ويسمنيستر يوم الثلاثاء، قال تشارلز ووكر، نائب رئيس لجنة 1922 للنواب المحافظين للصحيفة إن التحول الأخير قد ترك العديد من زملائه فى حالة يأس، ويكافح بعضهم لدعم حكومتهم والدفاع عنها أمام الناخبين، مضيفا أن الحكم بالتحول بهذه الطريقة لم يكن مستداما.
وأشارت الصحيفة إلى أن ووكر، الذى عادة ما يعتبر مواليا قويا لجونسون، قال إنه بدا فى كثير من المرات أن هذه الحكومة، وكأنها ترفع أصابعها فى الهواء لتعرف فى أى اتجاه تسير الرياح، وهذه ليست طريقة مستدامة للتعامل مع أمور الحكم.
وتابع قائلا إنه أصبح من الصعب بشكل متزايد على أعضاء الحزب العاديين الترويج لسياسة الحكومة والدفاع عنها، حيث غالبا ما يتم تغيير السياسة أو التخلى عنها دون سابق إنذار، وسواء كان هذا النهج عمدا أو يحدث عن طريق الصدفة، فإن مناخ عديم اليقين الذى يخلقه غير مستدام ويؤدى إلى تآكل الروح المعنوية.
وتوقع ووكر ورئيس لجنة 1922 السير جراهام برادى أن يتم توبيخهما من قبل زملائهما الغاضبين عندما يجتمع أعضاء مجلس العموم مجددا قبل نقل هذه المخاوف وقوة المشاعر إلى الحكومة. وقال أحد المصادر ، نحن بحاجة لقياس الحرارة يومى الثلاثاء والأربعاء ثم تحديد خطة العمل.
يأتى هذا فى الوقت الذى كشف فيه استطلاع أجرته شركة أوبينيوم لصالح الأوبزرفر أن حزب العمال الآن يقترب المحافظين لأول مرة منذ الصيف الماضى قبل أن يصبح جونسون زعيما.
وفى غضون خمسة أشهر فقط منذ فرض الإغلاق الكامل، فقد المحافظون تفوقهم بـ 26 نقطة على العمال الذين يقتربون من الحزب الحاكم عند 40 نقطة مئوية.
بينما حصل الديمقراطيون الأحرار تحت قيادة زعيمهم الجديد إد دافى، الذى تم انتخابه الأسبوع الماضى على 6% وذلك وفقا لاستطلاع رأى.
وقال أدم دروموند من مؤسسة أوبينيوم، إن هذه هى المرة الأولى التى يصل فيها حزب العمال إلى هذا المستوى منذ عام 2019 عندما كان الحزبين الرئيسيين يتراجعان ويخسران الأصوات لصالح حزب بريكست والديمقراطيين الأحرار.
من ناحية أخرى، أدى الفشل الذريع فى الامتحانات الأخيرة الخاصة بطلبة المرحلة الثانوية، وغيرها من الانتكاسات السياسية المفاجئة وآخرها ما يتعلق بارتداء الكمامات فى المدارس، إلى اعتقاد العديد من نواب حزب المحافظين بأن جونسون ووزراء حكومته فقدوا قبضتهم.
كما أن أعضاء البرلمان المحافظين، ومن بينهم العديد من الوزراء السابقين ذوى الخبرة الواسعة داخل الحكومة، غاضبون بشكل متزايد من تجاهل أصواتهم واهتماماتهم، وكذلك تجاهل أصوات كبار مسئولى الحكومة الذين لديهم سنوات عديدة فى الخدمة، لأن السلطة وصنع القرار يتركزان بشكل متزايد فى يد مجموعة ضيقة لكنها عديمة الخبرة داخل داوننج ستريت.