قال الدكتور محمود حميدة أستاذ المخ والأعصاب، أن مرض التصلب الجانبى هى أحد الأمراض التى تصيب الجهاز الحركى من الجهاز العصبى، وينتج عن ضمور الخلايا الحركية فى المخ والحبل الشوكى، مشيرا إلى أنه مرض غير شائع ويحدث على فترات متباعدة ويبدأ فى سن الـ 40 أو الـ 50 ولكن من الممكن أن يصيب من هم فى أقل من هذا العمر.
وأشار أستاذ المخ والأعصاب فى تصريحات لتليفزيون اليوم السابع إلى أن ضمور الخلايا فى الجهاز العصبى المركزى، وللأسف الشديد هذه الخلايا لا تتجدد وغير معروف السبب الذى يؤدى إلى ضمور هذه الخلايا، مشيرا إلى أن ضمور الخلايا يتبعه ضعف فى العضلات الحركية الإرادية ومن الممكن مع تطور المرض من الممكن أن يؤدى إلى نوع من الإعاقة سواء الكلام أو البلع أو حركة الإيادى أو الأرجل ومن الممكن فى مراحل متقدمة أن يصيب عضلات التنفس وأن يؤثر على التنفس بشكل سلبى، مشيرا إلى وجود دراسات فى مراكز بحثيه على مستوى العالم لمعرفة أسباب كل الأمراض التى تؤدى إلى ضمور الخلايا ولم تنجح هذه الدراسات حتى الآن فى معرفة الأسباب التى تؤدى لذلك.
وأوضح أن التعرض إلى ظروف بيئة معينة مثل التعرض للأملاح الثقيلة أو المبيدات الزراعية أو المبيدات الحشرية من الممكن أن تؤدى للإصابة بمرض التصلب الجانبى، مشيرا إلى أن الإصابة بهذا المرض تصل لـ 5 آلاف حالة على مستوى العالم سنويا، ولكن المشكلة توجد صعوبة فى علاجهم رغم أن التشخيص أصبح أسهل كثيرا من السابق، ولكن التحدى الكبير هو الوصول إلى علاج يشفى، خاصة أن العلاجات التى تم الوصول لها حتى الآن هى أدوية محدودة الفاعلية ونسعى للوصول لعلاج أكثر فاعلية.
وكشف أستاذ المخ والأعصاب، أن أول أعراض الإصابة بهذا المرض، هو ضعف العضلات والأداء الحركى لا يكون بنفس المستوى المعتاد عليه، مشيرا أنه مع تطور المرض العضلات الضعف يظهر ومع التطور يظهر فى الحركة والكلام، مشيرا إلى أن مراحل تطور المرض تصل إلى 3 سنوات، ولكن الأعراض تختلف من مريض إلى آخر، وهو ما يؤكد إلى وجود أسباب مختلفة للإصابة بهذا المرض.
وأشار إلى وجود أدوية باهظة الثمن ظهرت 1995 يحسن كفاءة عضلات البلع ويقلل الإعاقة الحركية بنسبة صغيرة، ولكنه بارقة أمل لناس لم يكن لديها أمل فى العلاج، مشيرا إلى أنه فى عام 2017 ظهر دواء آخر يقلل نسبة الإعاقة الحركية بنسبة 30% ويعتبر جيد وبداية الطريق للوصول إلى أدوية تكون أكثر فاعلية وتخفف من معاناة المرضى، مشيرا إلى أن العلاج ليس مبنى على الأدوية ولكن لو استطعنا إجراء علاج طبيعى لتحسين كفاءة العضلات من الممكن أن يقلل من الإعاقة ومعاناة المريض.
وأضاف إلى أن الدعم النفسى والمجتمعى للمريض له أثر إيجابى فى تخفيف معاناة المرضى مشيرا إلى أن بعض الدراسات أظهر أن الدعم النفسى والمعنوى من الممكن أن يقلل من معدل التدهور فى الحالة الصحية للمرضى، موضحا أن المرضى فى بعض اللحظات يشعرون أنهم يواجهون مرض شديد القسوة.
وأوضح محمود حميدة، إلى أنه للتأكد من المرض يتم إجراء رسم للعضلات ورنين مغناطيسى على المخ والحبل الشوكى بالإضافة إلى تحاليل معملية معينة للتأكد من المرض والتأكد من اشباه المرض التى تسبب نفس الأعراض تقريبا حتى يتم استبعادها، لأنها العلاج التشخيص مختلف والوسائل العلاجية تكون مختلفة، وبعد التأكد من المرض يتم اللجوء إلى الوسائل العلاجية المتاحة ووضعها فى برنامج يسمح للمريض أن يكون فى حالة صحية أحسن ما يكون، والعمل على بطء تدهور المرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة