فى مثل هذا اليوم الموافق 30 أغسطس عام 1985 رحل عن عالمنا الفنان والكاتب والمخرج الكبير السيد بدير بعد حياة حافلة بالعطاء الفنى، كان السيد بدير الذى ولد فى قرية أبو الشقوق مركز كفر صقر بالشرقية عام 1915 متعدد المواهب ذو عقلية فنية فذة إخراجاً وتمثيلاً وكتابة وإدارة ، كما تقلد العديد من المناصب الفنية التى ساعدته على اكتشاف العديد من النجوم وعمالقة الفن، لذلك أطلق عليه لقب رجل المهام الصعبة فى المسرح واالإذاعة والتلفزيون والسينما.
ترك السيد بدير كلية الطب البيطرى وتفرغ للفن وكانت بدايته من خلال تأليف فيلم (تيتاوونج) عام 1937 وكذلك التمثيل فيه، ثم شارك بالتمثيل فى عدد من الأفلام ولكن شهرته الحقيقية تحققت عند قيامه بدور عبد الموجود ابن عبد الرحيم كبير الرحمية قبلي.
وكتب عددا كبيرا من أهم الأفلام والمسلسلات الإذاعية ، ومن الأفلام التي كتبها "حكم القوي ، حميدو ، بياعة الخبز ، جعلوني مجرماً ، فتوات الحسينية ،شباب امرأة ، رصيف نمرة 5 ، السلخانة وغيرها" ، وفي عام 1957 تحول إلى الإخراج فقدم مجموعة من الأفلام من أشهرها المجد وليلة رهيبة و كهرمانة والزوجة العذراء وغلطة حبيبي، أم رتيبة وغيرها .
قدم السيد بدير ثروة فنية إذاعية حيث قام بتأليف وإخراج العديد من المسلسلات والبرامج الإذاعية ، التى وصل عددها إلى أكثر من 3 ألاف عمل إذاعى، وتم تعيينه عام 1947 كبير المخرجين بالإذاعة المصرية، ثم مستشارا للإذاعة.
وعينه وزير الثقافة والإعلام ومؤسس التلفزيون المصري الدكتور محمد عبد القادر حاتم مديرا لتمثيليات التلفزيون فور بدء إرساله عام 1960، ثم مستشارا ومشرفا على فرق مسارح التلفزيون الأربعة، والتي رفعها السيد بدير إلى 6 فرق مسرحية ثم إلى 11 فرقة مسرحية، حقق من خلالها نهضة مسرحية، وصنع نجوما وعمالقة للمسرح ومنهم فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، أمين الهنيدي، محمد عوض، أبو بكر عزت، حسن مصطفى، عزت العلايلي، سميحة أيوب، نوال أبو الفتوح، شويكار، نظيم شعراوي، عادل إمام، الضيف أحمد.
وفى آخر حوار أجريناه مع الفنانة الكبيرة شويكار قبل رحيلها بأيام تحدثت عن دور السيد بدير فى حياتها وفى لقائها بفؤاد المهندس حب عمرها الذى كونت معه أشهر ثنائى فنى.
وقالت شويكار فى حوارها لليوم السابع:" :"رشحنى الأستاذ السيد بدير لبطولة مسرحية السكرتير الفنى وكان المفروض هو اللى هيعمل دور البطل، وكنت وقتها اشتغلت سينما ولسه ماشتغلتش مسرح، وقلت أجرب، لكن بدير جت له مهمة سفر لروسيا فاعتذر عن المسرحية".
وأضافت: "كنت باشتغل واعمل بروفات وماكنتش أعرف فؤاد ولا شفته، لكن كنت عارفة إسمه من الراديو من خلال برنامج ساعة لقلبك،وكنت اتعرفت على الأستاذ مدبولى، وقالوا هييجى الأستاذ فؤاد بدل الأستاذ بدير".
وتابعت :"ابتديت أخاف لأن معنديش فكرة عن المسرح وقلت أجرب، وكنت باشوف سيد بدير فى دور كبير الرحيمية وعارفة إنه متمكن فى الكوميديا، لكن فؤاد معرفوش خالص، فزاد خوفى من المسرح وقلت الناس بتشوفنى فى السينما واللى جايبنى سيد بدير واعتذر ، ففكرت اعتذر زيه عن المسرحية"
ضحكت وهى تتذكر أول لقاء جمعها بالفنان فؤاد قائلة :" أول مرة شفت الاستاذ فؤاد لما جه بعد ترشيحه لبطولة المسرحية، وفى أول لقاء دخل من غير ما يسلم علينا بالإيد واكتفى بأنه قال السلام عليكم ، وكان جد جدا ، فقت ياماما..إزاى ده هيضحك الناس، ده الاستاذ سيد بدير شربات وكان عامل كبير الرحيمية وهيليق على الدور الكوميدى وكان هيعمل حاجات تضحك"
وبعد هذه الصدفة التى أدت إلى أول لقاء و تعاون فؤاد المهندس وشويكار ارتبط الثنائى الفنى فنياً وعاطفياً وقدما أروع الأعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة