كان الجميع في انتظار نبى يخرجهم من الظلمات إلى النور، وكانت البشارات تتوالى باقترابه، حتى أن الجن بشرت به، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "باب فى هواتف الجان":
تقدم كلام شق وسطيح لربيعة بن نصر ملك اليمن فى البشارة بوجود رسول الله ﷺ، رسول ذكى يأتى إليه الوحى من قبل العلى، وسيأتى فى المولد قول سطيح لعبد المسيح: إذا كثرت التلاوة، وغاضت بحيرة ساوة، وجاء صاحب الهراوة، يعنى بذلك رسول الله ﷺ كما سيأتى بيانه مفصلا.
وقال البخاري: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفى، حدثنى ابن وهب، حدثنى عمرو - هو محمد بن زيد - أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر قال: ما سمعت عمر يقول لشىء قط إنى لأظنه إلا كان كما يظن. بينما عمر بن الخطاب جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظنى، أو إن هذا على دينه فى الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، على الرجل، فدعى به فقال له ذلك فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجلا مسلما.
قال: فإنى أعزم عليك إلا ما أخبرتني. قال: كنت كاهنهم فى الجاهلية، قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك؟ قال: بينما أنا فى السوق يوما جاءتنى أعرف فيها الفزع، فقالت:
ألم تر الجن وإبلاسها * ويلسها من بعد أنكاسها؟
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها
قال عمر: صدق، بينا أنا نائم عند آلهتهم، جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول: يا جليح أمر نجيح، رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله، فوثب القوم فقلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى يا جليح أمر نجيح، رجل فصيح يقول لا إله إلا الله، فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي. تفرد به البخارى.
وهذا الرجل هو: سواد بن قارب الأردي، ويقال: السدوسى من أهل السراة من جبال البلقاء له صحبة ووفادة.
قال أبو حاتم، وابن منده: روى عنه سعيد بن جبير، وأبو جعفر محمد بن علي. وقال البخاري: له صحبة.
وهكذا ذكره فى أسماء الصحابة أحمد بن روح البرذعى الحافظ، والدارقطني، وغيرهما.
وقال الحافظ عبد الغنى بن سعيد المصري: سواد بن قارب بالتخفيف.
وقال عثمان الوقاصي، عن محمد بن كعب القرظي: كان من أشراف أهل اليمن، ذكره أبو نعيم فى (الدلائل) وقد روى حديثه من وجوه أخر مطولة بالبسط من رواية البخاري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة