قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الوفد الأمريكى الإسرائيلى للإمارات، يمثل قفزة استراتيجية كبيرة في المنطقة وبداية لطريق طويل، ومن الصعب من الآن التكهن بمسار هذه البداية، وماذا ستكون نتائجها بالنسبة للمنطقة، وهل ستكون مرضية خاصة فى ظل المشاكل والتحديات في المنطقة، ومنها التحدي الإسرائيلي نفسه، لأن المنطقة مكبلة بقوى إقليمية متربصة ومنها إسرائيل، ولا يمكن وضع إسرائيل في مصاف الدول التي ترى أهمية التعامل مع المنطقة بشكل ندى.
وأشار وزير الخارجية السابق فى تصريحات لتليفزيون اليوم السابع، إلى أن إسرائيل وتركيا وإيران وأثيوبيا هي دول إقليمية مجاورة للإقليم وهي دول قوية ولها أهدافها وأطماعها، مشيرًا إلى أنه يرى أنه بالفعل بمثل هذه الاتفاقيات يتم اجتياز حواجز كثيرة ونقفز قفزات استراتيجية قد تكون مفيدة للمنطقة ولكن صعب جدا التكهن بمسار هذه القفزة.
وأوضح العرابى، أن نجاح اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل مرتبط بالتزام تل أبيب بمحددات المنطقة، لأن المحددات فى المنطقة معروفة ومتفق عليها، ومنها محدد هام جدا وهو حقوق الشعب الفلسطينى، ولا يمكن التحرك بمعزل عن هذا الحق لأنه أمر هام جدا بالنسبة للاستقرار والسلام وحتى بالنسبة لاستقرار وأمن إسرائيل نفسها، مشيرا إلى أن إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه أحد العوامل الهامة والرصيد المهم للأمن في المنطقة بأثرها.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق، أن الخطوة التي قامت بها الإمارات باتفاق السلام مع إسرائيل خطوة جريئة، ولكن نجاح هذه الخطوة يرتبط بمدى التزام إسرائيل بالمحددات وهل هى ستتجاوب مع هذه المحددات أم ستأخذ الخطوة وتعتقد أنها مخرد مغنم لها وتبنى عليها سياسيات من الممكن أن تكون مخالفة إلى حد ما لهذه المحددات، وبالتالي يجب رصد التزام إسرائيل بهذه المحددات، والوقوف بجانب الإمارات في هذه الخطوة وعدم مهاجمتها في المرحلة الحالية، والنظر إليها بنظرة بها قدر من التفاؤل الحذر، مع إعطاء الولايات المتحدة كل المحددات التي نرغب في أن تسير عليها المنطقة.
وأشار العرابى إلى أنه غير مرحب برئاسة جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط للوفد الإسرائيلي الذى يزور الإمارات، لأنه يعيد للأذهان المبادرة الأمريكية التي لم تبدأ بعد نتيجة أنها أخفقت في التعامل مع طموحات الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن تواجد كوشنر على رأس الوفد أضاف بعض الشكوك في المسار الخاص بتطبيق المبادرة الأمريكية الأخيرة، التى لم تظهر إلى الوجود نتيجة المعارضة الموجدة لها، خاصة أنها لا تلبى الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني، ووجوده لم يضيف الكثير، وكان من الممكن أن يتواجد وزير الخارجية الأمريكى أو أى شخص آخر، وتأخذ الأمور مجراها الطبيعى.
وأوضح العرابي أنه يرفض أن يدخل حدث زيارة أول وفد إسرائيلي إلى الإمارات في أسلوب تزايد الانقسام بين الدول العربية، مشيرا إلى أن دولة الإمارات هي دولة ذات سيادة اتخذت خطوة ترى فيها أن لها فائدة كبيرة لها ولأمن منطقة الخليج والقضية الفلسطينية، وعلينا الوقوف بجانبها، وتوجيه النصائح أو التحذيرات، مشيرًا إلى أنه عند زيارة الرئيس السادات للقدس في القرن الماضى كان سفير لمصر في الكويت، وتم اتهامنا بالخاينة من الدول العربية وخلافه، موضحا أنه يرفض هذا النهج، خاصة وأن دولة الإمارات جديرة بالمساندة خلال هذه الفترة، ويجب الوقوف معهم كعالم عربي، ولا نزيد الانقسام أو الفرقة والتجاذبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة