رصدت المركبة الفضائية المركبة على كوكب المريخ كيريوسيتي التابعة لناسا شيطانا غباريا يحوم في منطقة الكوكب الأحمر الجافة، وصوّر كيريوسيتي شيطان الغبار في 9 أغسطس، حيث التقط ميزة طيفية ترقص على طول الحدود بين المنحدرات المظلمة والخفيفة داخل حفرة غيل كريتر التي يبلغ قطرها 96 ميلا "154 كيلومترا".
وقال أعضاء فريق كيريوسيتي إنه ليس من المستغرب أن هذه الزوابع الجافة، التي نرصدها هنا أيضا على الأرض، تظهر داخل فوهة البركان هذه الأيام، وتقع العاصفة على بعد 4.5 درجة جنوب خط الاستواء المريخي، وكتبت كلير نيومان، عالمة الغلاف الجوي في شركة Aeolis Research ومقرها أريزونا، في تحديث للمهمة يوم الأربعاء 26 أغسطس: "تسخين الأسطح الأقوى يميل إلى إنتاج حمل حراري أقوى ودوامات حمل حراري، والتي تتكون من رياح سريعة تلتف حول نوى الضغط المنخفض، وإذا كانت هذه الدوامات قوية بما فيه الكفاية، فيمكنها رفع الغبار من السطح وتصبح مرئية كشياطين الغبار، التي يمكننا تصويرها بكاميراتنا".
وأضاف نيومان أن شياطين الغبار عادة ما تكون باهتة للغاية، لذلك يجب معالجة صور كيوريوسيتي قبل ظهور الميزات. لكن زوبعة 9 أغسطس ظهرت حتى في صور المسبار الخام وغير المعالجة، وأشارت نيومان إلى أن أنشطة كيريوسيتي الأخيرة تضمنت دراسة مثل هذه الشياطين الترابية، باستخدام كاميرات المسبار ومحطة الطقس الموجودة على متنه. لكن العمل العلمي الرئيسي للبعثة البالغة قيمتها 2.5 مليار دولار، يركز على تحليل صخور وتربة المريخ لمعرفة المزيد عن تطور مناخ الكوكب وقدرته في الماضي على دعم الحياة.
وبعد وقت قصير من الهبوط داخل حفرة غيل كريتر، في أغسطس 2012، سمحت ملاحظات كيريوسيتي للعلماء بتحديد أنه منذ مليارات السنين، استضافت المنطقة نظام بحيرة وجدول قابل للسكن، وفي سبتمبر 2014، وصل الروبوت بحجم السيارة إلى قاعدة جبل شارب، الذي يرتفع 3.4 ميل "5.5 كيلومتر" نحو سماء المريخ من مركز غيل، ومنذ ذلك الحين، كان كيوريوسيتي يتسلق سفوح الجبل، ويقرأ العديد من طبقات الصخور بحثا عن أدلة حول كيفية تغير الكوكب الأحمر بمرور الوقت.