حسمت الجهات التعليمية في دولة الإمارات الجدل حول آلية الدوام المدرسي في العام الدراسي الجديد 2020/2021، إذ أقرت تطبيق نموذج التعليم الهجين (الدمج بين التعليم في المدرسة والتعليم عن بعد) في المدارس الحكومية، بينما أتاحت للمدارس الخاصة خيارات عدة لتحديد دوام الطلبة، بما يضمن التوازن بين مصلحة الطلبة وعدم تغيبهم عن المقاعد الدراسية طويلاً، وبين الحفاظ على الإجراءات الوقائية ومسافة التباعد الآمنة. وفق الإمارات اليوم.
وحددت وزارة التربية والتعليم الإماراتية 30 أغسطس الجاري موعداً لانطلاق العام الدراسي الجديد للطلبة، فيما سيبدأ المعلمون والإداريون الدوام يوم 23 من الشهر نفسه، حسب القرار المعتمد من المجلس الوزاري للتنمية، للتقويم المدرسي لجميع مدارس الدولة بمختلف أنواعها الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج الوزارة والمناهج الأجنبية.
و تعتزم وزارة التربية والتعليم تطبيق نظام التعليم الهجين ضمن المدرسة الإماراتية الذكية بدءاً من العام الدراسي المقبل، ووضعت أربعة سيناريوهات مرنة للدوام المدرسي على أن يكون التعليم المدرسي بنسبة 70% مقابل 30% تعليم إلكتروني، وتراوح ساعات الدوام بين 5.30 ساعات وست ساعات.
وأوضحت الوزارة أن الدوام المدرسي في السيناريو الأول يبدأ من الساعة 7:15 صباحاً إلى 12:50 ظهراً، والثاني من الساعة 7:30 إلى 1:05، والثالث من الساعة 8:00 صباحاً إلى 1:35 ظهراً، والرابع من 8:30 إلى 2:50، على أن يكون الدوام مرناً يواكب احتياجات وميول الطلبة وتعديل أوقات دراستهم بما يتناسب مع قدراتهم التعليمية المختلفة.
وأكدت الوزارة أن هذا النظام يضمن مرونة التوقيت لتطبيق التعلم الذاتي، وتشجيع طلبة المدرسة الإماراتية على استخدام المصادر الذكية التي تثري معلومات الطلبة في مجالات عدة في المستقبل، وتعدهم للدراسات العليا وسوق العمل، وتطبيق الأكاديميات الافتراضية لدعم تعلم الطلبة من خلال نخبة من المعلمين المتميزين، وسهولة تطبيق الفعاليات والأنشطة الافتراضية، منها الرحلات، والسينما والاحتفالات.
وحددت في السيناريوهات المطروحة إجمالي عدد الحصص لطلبة المراحل التعليمية كافة بحيث يكون زمن الحصة 45 دقيقة لجميع الصفوف، موضحة أن عدد الحصص في مرحلة رياض الأطفال 30 حصة أسبوعياً، بواقع 25 لـ«التعليم المدرسي»، وخمس حصص «تعليم ذاتي»، والحلقة الأولى 35 حصة، موزعة على 30 «تعليم مدرسي» وخمس «تعليم ذاتي»، والحلقة الثانية 40 حصة بواقع 30 «تعليم مدرسي» وثلاث «تعليم مباشر»، وسبع «تعليم ذاتي»، ومرحلة التعليم الثانوي 40 حصة، بواقع 30 تعليم مدرسي، وخمس «تعليم مباشر»، وخمس تعلمي ذاتي، على أن يكون زمن الحصة 45 دقيقة للجميع.
وأفادت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، بأنها تتيح للمدارس الخاصة اختيار الأسلوب الأنسب لها ولمجتمعها المدرسي لاستقبال طلبتها، شريطة الالتزام الكامل بالتوجيهات والتدابير الوقائية المعتمدة، ومن بين هذه الأساليب استقبال جميع الطلبة في الوقت نفسه، ومواصلة تطبيق التعلم عن بُعد بشكل جزئي، وتنظيم الدوام المدرسي للطلبة ضمن فترات متعاقبة (مثلاً دوام صباحي وآخر مسائي)، وحلول إبداعية أخرى، داعية المدارس إلى التشاور مع أولياء أمور الطلبة والمعلمين والطلبة عند اختيار الأسلوب الأفضل لهم.
وأضافت الهيئة أن قرار العودة للمدرسة قد يكون مُقلقاً لبعض أولياء الأمور والطلبة، لكن المدارس ستلتزم بإجراءات صارمة في الصحة والسلامة لحماية الطلبة والكوادر المدرسية من الإصابة بالعدوى، مشيرة إلى أن كل مدرسة ستقدم خيارات عدة للاستفادة من خدماتها التعليمية في العام الدراسي المقبل، بعد التشاور مع أولياء الأمور.
من جانبها، خيرت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي المدارس الخاصة العاملة في الإمارة بين خمسة نماذج تعليمية يتم تطبيقها العام الدراسي المقبل، يشمل الانتظام بنظام الدوام الكامل، وحضور الأطفال يومياً إلى المدرسة، والانتظام بنظام الدوام الجزئي، حيث يحضر الأطفال يومياً إلى المدرسة نصف دوام، والتناوب بالأيام يتيح تلقي الأطفال التعليم مباشرة أياماً متناوبة (يومان في الأسبوع)، والتناوب بالأسابيع يتيح تلقي الأطفال التعليم في المدرسة، والتعليم عن بعد لمدة أسبوعين في كل شهر، إضافة إلى أسلوب التعليم الهجين والخاص بتلقي الأطفال التعليم في المدرسة يومين في أسبوع وثلاثة أيام في الأسبوع التالي، والتعليم عن بعد في الأيام التي يكون فيها في المنزل.
وأشارت الدائرة ، إلى أن نتائج استبيان أولياء أمور الطلبة الخاص بإعادة فتح المدارس استقطبت مشاركة 63% من أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة في أبوظبي، وفضل 45% منهم عودة أبنائهم إلى الدوام المدرسي، فيما لم يتخذ 21% من المشاركين قرارهم في هذا الخصوص، وأشار 34% من المشاركين إلى أنهم يفضلون استمرار نموذج التعليم عن بعد، معتبرين أن هذا النموذج يمكّنهم من إدارة وقتهم بأفضل شكل ممكن.
وأفادت هيئة الشارقة للتعليم الخاص بأنها وضعت عدداً من الإجراءات الاحترازية لعودة الطلبة إلى مدارسهم بداية العام الدراسي المقبل، تراعي مختلف الظروف، تحسباً للتطورات التي قد يحدثها فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن نظام «التعليم عن بعد»، سيتواصل مع استئناف الدراسة في العام الدراسي المقبل.
وأشارت الهيئة ، إلى أن إمكانية استئناف الطلبة دراستهم العام المقبل في جميع المدارس الخاصة بالإمارة سيتم وفق الضوابط والاشتراطات الوقائية الصادرة عن الجهات المعنية، إذ تم التعميم على جميع المدارس بتعيين مسؤول صحة وسلامة مدرّب في كل مدرسة، بالإضافة الى كادر تمريضي مرخّص، لضمان الالتزام بتطبيق التعليمات والضوابط والاشتراطات الاحترازية.
ولفتت إلى أن قرار استئناف الدراسة خلال الموسم الدراسي المقبل سيكون ضمن خطة شاملة ترتكز على التزام المؤسسات التعليمية بالتدابير الاحترازية، مشيرة إلى أنها عممت على المدارس بضرورة استثمار كل المساحات المتوافرة والمرافق وطرح حلول ابتكارية تخدم الهدف من عودة الطلبة إلى مقاعدهم، وستتولى فرق مختصة في الهيئة دراسة الخطط المقدمة من قبل المدارس والتأكد من قابلية تنفيذها بعد زيارة المدرسة وبحث آلية تنفيذ الخطة على أرض الواقع في الحرم المدرسي، وسيتم لاحقاً البت في الخطط المقدمة بحيث سيكون بوسع كل مدرسة تعميم السيناريو المعتمد وإطلاع أولياء الأمور والطلبة والكادر المدرسي عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة