قدم تليفزيون "اليوم السابع" تغطية خاصة لانفجار العاصمة اللبنانية بيروت، من قلب الحدث في بيروت، من إعداد محمد الحناوى وتقديم نسرين فؤاد، وجاء في التغطية ما يلي:
موجة انفجارية هائلة طالت عنان السماء، تشابهت فى شكلها مع تلك الموجة الانفجارية التى خلفتها قنبلة هيروشيما وناجازاكى في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945، الانفجار الذى هز كل أنحاء العاصمة اللبنانية وطالت أضراره كل الأحياء وصولا إلى الضواحي، بل بلغ صداه قبرص على بعد 240كم، وراح ضحيته حتى كتابة هذه الأسطر نحو 100 شهيد وآلاف الجرحى، وهى أرقام مرشحة للزيادة الساعات والأيام المقبلة.
واستضافت التغطية العميد ركن متقاعد يوسف الجدم الخبير العسكرى والاستراتيجى، الذى أكد فى تصريحات لتليفزيون اليوم السابع، أن بيروت الآن تلملم جراحها، مشيرا إلى أن الكارثة أكبر كثيرا من قدرة لبنان على لملمة جراحه، مضيفا أن التفاصيل تظهر تباعا، واصفا الوضع بأنه "الدمار الذى حدث هو نفس الدمار الذى ينتج عن انفجار قنبلة نووية صغيرة ولكنه يخلو من الإشعاعات النووية".
وأضاف الجدم أن المعلومات تشير إلى وجود حوالى 2750 طنا من نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ 6 سنوات في أحد العنابر بمرفأ بيروت، والتي انفجرت خلال الحادث ، موضحا أن القصة في لبنان مركبة، مشيرا إلى أن لبنان يعانى من فساد هائل في الإدارة بدأ بالتراكم منذ حوالى 30 سنة، مشيرا إلى أن ذلك الفساد انتشر مثل السرطان، متهما من هم في السلطة بعدم التصدي للفساد".
وحول أسباب الحادث قال الجدم أن المعلومات حتى الآن تأتى تباعا ولكن دون وضوح، مشيرا إلى أنه يمكن الوصول إلى لاشىء في النهاية، موضحا أن الرواية الرسمية تشير إلى وجود مخزن للألعاب النارية، والذى اشتعلت به النيران بجوار مخزن نترات الأمونيوم، موضحا أن نترات الأمونيوم عندما تتعرض لحرارة عالية فإنها تنفجر ".
وأضاف :" هناك رواية أخرى تشير إلى وجود مخزن أسلحة أو صواريخ أو متفجرات تابع لحزب الله وتم قصفه من إسرائيل"، مشيرا إلى نفى إسرائيل ونفى حزب الله لتلك الرواية ".
وعن تأثير ذلك الحادث على الاقتصاد اللبنانى المنهك، أكد الجدم أن هذا الحادث سيزيد الجراح جراحا وكارثة فوق الكارثة، موضحا أن مرفأ بيروت هو ثروة وطنية هائلة كبير وحيوى وأساسى ومعظم الدول العربية تستخدمه، والآن كل شيء راح ، وأن المباني المحيطة دمرت كاملة.
وحول إمكانية تدبير مثل هذا الحادث أو خلفيته السياسية ومن المستفيد من وراء الحادث، أكد الجدم أنه اذا استبعدنا رواية وجود مخزن سلاح لحزب الله في المرفأ قصفته إسرائيل، يكون السبب هو نتيجة الإهمال وعدم كفاءة موظفى القطاع العام لإدارة مثل تلك المهام، مشيرا إلى أن معظم موظفي القطاع العام خاصة بالمرافق خارج مؤسسات الجيش والمؤسسات العسكرية بشكل عام لا يحصل على وظائف إلا عبر انتماءه لتيارات سياسية معينة ، مشيرا إلى أن كل جهة سياسية نافذة تريد أخذ حصة من وظائف الدولة حتى تسيطر عليها وتغطى الفساد التابع لها".
وعن خطوات لبنان في الساعات القادمة أكد الجدم أن لبنان ستحاول لملمة الجراح وتعويض المتضريين بالمتوفر، مشيرا إلى صعوبة الوضع ، مقارنا الوضع بالاعتداءات الإسرائيلية في اعتداءات عام 96 و 99 و 2006 ، مشيرا إلى أن ضرر حادث الأمس أكبر بكثير من أضرار اعتداءات إسرائيل السابقة، مشيرا إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية في لبنان".
وعن موقف الدول العربية من الحادث، أشار الجدم إلى وصول بعض المساعدات العينية من بعض الدول العربية دول الخليج تحديدا، مشيرا إلى صعوبة تعويض خسائر المواطنين، مشيرا إلى صعوبة مساعدة لبنان ماليا للعودة لما كانت عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة