حالة من الألم تنتاب كافة اللبنانيين، جراء الانفجار الذى ضرب مرفأ بيروت بالأمس، في ظل مخاوف كبيرة، في المستقبل، مع تفاقم الأزمات بصورة كبيرة، فى المرحلة الراهنة، خاصة فى ضوء تزامنها مع العديد من الأبعاد الأخرى، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية، وانهيار قيمة العملة، بالإضافة إلى حالة الاضطراب السياسى نتيجة الانقسام الحاد فى المشهد اللبنانى.
انفجار بيروت بالأمس كان بمثابة ضربة جديدة قاصمة، للدولة التى مزقها الإنقسام والاستقطاب منذ عقود طويلة من الزمن، فى ظل حالة من التداخل الدولى والإقليمى في المشهد اللبنانى، فى الوقت الذى عجز فيه المسئولون عن اتباع نهج محايد تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية، فى مواجهة محاولات الاستقطاب بين القوى الإقليمية.
وفى هذا الإطار يقول رئيس تحرير موقع "في دى إل نيوز" اللبناني، جورج غرة، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن انفجار بيروت يمثل كارثة جديدة للبنان، في ظل العديد من المعطيات الراهنة، موضحا أنه يمثل انعكاسا صريحا لفشل الحكومة، في المرحلة الحالية.
وأضاف غرة، أن الانفجار هو نتيجة حتمية للإهمال، الذى يجب أن تتحمل مسئوليته الحكومة اللبنانية، متسائلا كيف يكون المسئولون على علم بوجود مواد خطرة بالمرفأ، منذ سنوات، دون أي تحرك، مؤكدا أن هذا التراخى السبب فيما آلت إليه بيروت من دمار.
واستطرد الكاتب الصحفى اللبناني أنه لا يمكن التنبؤ بأى أسباب أخرى للانفجار سوى إهمال الحكومة، معقبا على ما أثير حول احتمالات إلقاء قنبلة على المرفأ بقوله أن كل الاحتمالات واردة، وأنه ينبغي انتظار نتائج التحقيقات لتكشف عن كواليس الحادث، الذى وصفه بـ"الأكبر" ليس فقط في تاريخ لبنان، ولكن في تاريخ الأمة العربية بأسرها.
وأضاف الكاتب أن بيروت تحتاج الآن إلى إعادة إعمار، موضحا أن دعم المجتمع الدولى للبنان يبقى التحدى الأكبر في مرحلة ما بعد الكارثة، موضحا أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للبنان غدا، ربما تحمل أمالا في مساعدة اقتصادية جادة من باريس يمكنها احتواء تداعيات الكارثة.
وأشار غرة إلى أن لبنان يواجه ما يشبه حالة من الحصار الاقتصادى، والسبب حزب الله، موضحا أنه ليس من المنتظر أن تقدم الولايات المتحدة أو بعض دول الخليج المساعدات الاقتصادية المرجوة لإعادة إعمار بيروت بسبب سياسات الحركة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة