تعقد كلية الدراسات الإفريقية العليا، بجامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد نوفل عميد الكلية مؤتمرها الدولى السنوى لهذا العام، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وذلك على مدار يومى 8 و 9 أغسطس الجارى، من خلال 7 جلسات علمية ومشاركة عشرات الباحثين من مصر ومختلف الدول الأفريقية والعالمية.
وقالت الجامعة فى بيان اليوم، إن المؤتمر هذا العام يحمل عنوان "مستقبل الاندماج الاقليمى فى إفريقيا والعالم العربى .. فى ضوء تناقضات النظام الدولى"، ويأتى المؤتمر تتويجاً للجهود التى بذلتها وتبذلها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وجامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت فى الملف الإفريقى بصفة عامة وفى التحركات والمساعى لتحقيق التكامل والاندماج الإفريقى العربى على كافة المستويات والأصعدة.
وأكد الدكتور محمد نوفل عميد الكلية ورئيس المؤتمر أنه فى الوقت الذى تسعى فيه كافة شعوب ودول العالم إلى نيل حصة من التأثير الدولى فى عالم بات لا يعترف إلا بالقوة والقدرة على التأثير، تبذل الدول العربية والإفريقية جهوداً حثيثة من أجل إلى الوصول لهذه القوة والقدرة التأثيرية، وهو ما يمكن أن يتم من خلال التكامل وايجاد آليات التنسيق، فى وقت بات العالم يواجه تحدياً يتعلق بمناقشة جدوى التكامل الدولي، ولذا وجدت جامعة القاهرة بقيمتها العلمية ودورها المجتمعى متمثلة فى كلية الدراسات الإفريقية العليا نفسها أمام تحدى اكاديمى وعلمى يتعلق بمناقشة جدوى التكامل فى العالم العربى والإفريقى.
وأضاف نوفل أن المؤتمر سيناقش الجذور التاريخية للاندماج الوطنى فى إفريقيا والعالم العربى من خلال كشف جذور التوجهات الوحدوية القارية الكلية، أو التوجهات على المستوى الإقليمى الفرعي، أو التكامل على مستوى الدول بشكل ثنائى أو كلي، كما سيحاول المؤتمر الكشف عن تأثير التحولات فى النظام الدولى على أسس والتوجهات التكاملية فى أفريقيا والوطن العربي، من خلال مناقشة تأثير العولمة، والتحولات فى ترتيب القوى الدولية والإقليمية، والتحول فى مفاهيم القوى، على واقع ومستقبل الاندماج الإقليمى فى إفريقيا والوطن العربي، وهو ما يتطلب مناقشة التحديات الاقتصادية التى يمكن أن تواجه التوجهات التكاملية وتعوق دون الاندماج الإقليمى فى الوطن العربى وإفريقيا، خاصة تلك التحديات التى تتعلق بالأداء الضريبي، والتحول فى نمط التعاملات الاقتصادية، وخاصة فى منطقة دول حوض النيل.
كما ستعرض الأوراق البحثية فى المؤتمر لمسائل التحديات السياسية والأمنية للاندماج الاقليمى فى افريقيا والوطن العربي، وهى التى تنبع من بعض القضايا والازمات التى تفرز العديد من التحديات والمعوقات، ومناقشة الابعاد الثقافية والاجتماعية للاندماج الاقليمى فى افريقيا والوطن العربي، وهى تلك التحديات التى ترتبط بالقوة الناعمة والابعاد غير المادية للتكامل والاندماج الاقليمى بين الوطن العربى وافريقيا.
ومن المقرر أن يحاول المؤتمر هذا العام مناقشة أثر الاندماج الاقليمى على العلاقات العربية الإفريقية، من خلال عرض نماذج خاصة من تطورات تلك العلاقات، والتحديات التى تعيق تطور هذه العلاقات، وهو ما يتطلب أن يتم تناول كيفية التكامل والاندماج الاقليمى من باب استغلال الموارد الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة فى الاقليمين، والتوجهات الجديدة فى استغلال تلك الموارد، والخبرات التراكمية التى يمكن أن تحقق أكبر استفادة للطرفين.
واختتم نوفل بالتأكيد على أن المؤتمر يأتى ليؤكد أهمية ومحورية التكامل والاندماج الإقليمى فى إفريقيا والوطن العربى سعياً لتحقيق قدر من توازن العلاقات على الصعيد الدولى والاقليمي، وهو ما يمكن أن يكسب الطرفين القدرة على مواجهة العديد من التحديات والأزمات، فى عالم بات لا يعرف إلا منطق التكامل، على الرغم مما تواجهه هذه الأطر الكلية من تحديات فى زمن الكورونا، لكن لا يزال العالم يبحث عن أسس تعميق هذا التكامل، وهو ما يجعل المؤتمر السنوى لهذا العام يحظى بأهمية كبيرة لأنه يلقى الضوء على تلك التحديات والمعوقات التى تحول دون تحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وكذا استشراف لمستقبل الاندماج الإقليمي، وأخيراً تقديم رؤى رصينة لمقترحات ومشروعات من شأنها تحقيق التكامل والاندماج الإفريقى العربي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة