فى 20 مارس 2019، أي قبل قرابة العام ونصف، خرج الدكتور مصطفي كمال رئيس جامعة بدر، بتصريحات قال خلالها أن الجامعة تسعي إلي الحصول علي مركز متقدم في التصنيف الدولي الأسباني للجامعات والتصنيفات الدولية بوجه عام ، لكن ما هي الا أيام وتلقت الجامعة صدمة كبيرة بعدما خرج التصنيف العالمى الأنجليزى خالياً من ذكر أسم جامعة بدر التي أنشئت قبل 6 سنوات دون أن تحرك ساكناً.
وكشفت المؤشرات الدولية للتصنيفات العالمية للجامعات المصرية 2019 و 2020 خروج جامعة بدر من التصنيفات الدولية، بما يعكس ضعف الجامعة فى مجالات البحث العلمى والتطوير، وتراجع دورها على المستويين التعليمى والثقافى ، بما يؤثرعلى منظومة جودة التعليم بداخلها ودورها في خدمة المجتمع.
وأظهر التصنيف العالمى الانجليزى QS عدم وجود جامعة بدر على الإطلاق، إذ نشر المصنف قائمة تضم 1002 جامعة، لا يوجد بها إلا 4 جامعات مصرية فقط لها ترتيب لديه أولهم الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التي تقع في المرتبة 401، ثم جامعة القاهرة، ويلى ذلك ترتيب من 801 إلى 1000 لجامعات عين شمس والإسكندرية.
التصنيف العالمى الأنجليزى QS
ولم تظهر جامعة بدر أيضا بمركز تصنيف الجامعات العالمية CWUR، حيث لم يظهر به إلا 18 جامعة مصرية فقط لها ترتيب به منهم 4 جامعات فقط في أول 1000 جامعة .
بمركز تصنيف الجامعات العالمية CWUR
وفى التصنيف الهولندي ليدن لعام 2020، ظهرت قائمة تضم 7 جامعات مصرية جميعها جامعات حكومية وفى مقدمتها، جامعة القاهرة وجامعة عين شمس وجامعة المنصورة وجامعة الزقازيق وجامعة أسيوط وجامعة طنطا ، مما يؤكد غياب جامعة بدر عن التصنيف .
التصنيف الهولندى ليدن
وأما التصنيف الأسبانى scimagoir، وهو التصنيف الوحيد للجامعات العالمية وكذلك المؤسسات البحثية فقد حل المركز القومى للبحوث ثانيا بترتيب 617، ثم الأكاديمية العلمية للبحوث والتكنولوجيا بالمرتبة 623 ثم جامعة عين شمس 624 ثم جامعات ومؤسسات بحثية مصرية أخرى .
التصنيف الأسبانى scimagoir،
وفيما يخص التصنيف الأمريكي US-NEWS جاءت قائمة التصنيف بها حوالى 1400 جامعة عالمية ولا يوجد به إلا 17 جامعة مصرية فقط بالترتيب وأولهم جامعة القاهرة في أول 500 جامعة عالمية ثم جامعة المنصورة 663 ، يليها جامعة عين شمس 667 ، وجامعة الأسكندرية 778 وآخر ترتيب منشور هو لجامعة المنوفية رقم 14 في مصر و1378 عالميا .
التصنيف الأمريكي US-NEWS
كما غابت أيضا جامعة بدر عن التصنيف الأنجليزى THE ، حيث تضمنت القائمة حوالى 1400 جامعة عالمي ولا يوجد بها إلا 20 جامعة مصرية لها ترتيب لديه أولهم أسوان والمنصورة بترتيب من 401 إلى 500 ثم جامعة قناة السوةيس 501-600 ثم جامعات بنى سويف والقاهرة وكفر الشيخ من 601 إلى 800 ، وجامعات عين شمس والأمريكية وبنها وطنطا من 801 إلى 1000
ووفقا للتصنيفات العالمية لعام 2020 أظهر التصنيف الصينى ARWU غياب جامعة بدر ولا يظهر بالقائمة التي نشرها التصنيف إلا 1000 جامعة ولا يوجد به إلا 5 جامعات مصرية فقط وفى مقدمتهم جامعة القاهرة وهى الجامعة الوحيدة في مصر التي ظهرت ضمن ترتيب أول 500 جامعة عالمية ثم جامعات عين شمس والأسكندرية من 701 إلى 800 ثم المنصورة من 801 إلى 900 وأخيرا الزقازيق من 901 إلى 1000.
وفى هذا الصدد يقول الدكتور محمد القصاص مدير وحدة التصنيفات بجامعة حلوان واستاذ بكلية الطب جامعة حلوان ومستشار الجامعة لشئون البحث العلمى ، أن نظم التصنيفات للجامعات العالمية وضعت لتكون أساس للتفاضل والمقارنة بين الجامعات ، خاصة وأن كل جامعة تدعى أنها أفضل، ومن هناك وضعت التصنيفات وفقا لنظام عادل ودقيق يقارن كافة الأنشطة التي تمارسها الجامعة وترتيبها وفقا لجهودها.
وأوضح الدكتور محمد القصاص في تصريح لـ" اليوم السابع " أن التصنيفات تعتمد على قياس كل الأنشطة والأدوار التي تقوم بها الجامعة مثل التعليم حيث أن أنظمة التصنيف تقيس نظام التعليم ودور الجامعة في البحث العلمى وقيمة الأبحاث وأين نشرت وتأثيرها على العلم والبحث والتنمية وتقيس دور الجامعة في خدمة المجتمع وهل تؤدى الدور المنوط بها وتقيس السمعة الأكاديمية لدى الجامعة ونظرة الأكاديميين الأخرين سواء من نفس الدولة أو الحاملين لجنسيات مختلفة بها.
وأشار مدير وحدة التصنيفات الدولية بجامعة حلوان إلى أن بعض نظم التصنيف تقيس جودة الخريج ومستواه وهل الخريج على مستوى عالى أم لا ومدى قدرته على المنافسة بسوق العمل وتقيسها بمحددات مختلفة وفى النهاية يصدر ترتيب الجامعات.
وذكر أن أشهر نظم التصنيف العالمية شنغهاى الصينى وكذلك مصنف QS الانجليزى، ومصنف التايمز ، وسيماجو الهولندي، والمصنف الأسبانى الذى يعتمد في الأساس على قياس الموقع الإلكتروني للجامعة كمعيار للتفاعل .
وأوضح الدكتور محمد القصاص أن سر غياب الجامعات الخاصة عن التصنيفات العالمية في الأساس مبنى على ما سبق ذكره كونها لازالت اهتمامها بالبحوث قليل ، وان عدد البحوث الصادر من جامعات مصر 500 بحث دولى إلى 2000 بحث دولى منشورين على قواعد البيانات العالمية ، بينما الجامعات الخاصة الصادر منها قليل جدا ، ولو ذكرنا على سبيل المثال جامعة القاهرة كل كلية تصدر عدد أبحاث كبير سنويا ، نظرا لكون الجامعات الخاصة لا يوجد لديها نفس القدرات وبالتالي الأبحاث المنشورة بالجامعات الخاصة لا تقارن بالجامعات الحكومية نظرا لكثرة العوامل البشرية بالجامعات الحكومية .
وأوضح الدكتور محمد القصاص ، أنه في إطار إنشاء وحدة التصنيف الدولى بإشراف المجلس الأعلى للجامعات وبنك المعرفة بدأت الجامعات الخاصة تبذل مجهود في وحدة التصنيف واعتقد أنها ستشهد تحسن كبير خلال الفترة المقبلة .
ومن جانبه قال خبير في مجال التصنيفات الدولية للجامعات رفض ذكر اسمه ، أن تواجد الجامعات بالتصنيفات الدولية أمر مؤثر وكانه في البنية الأساسية للدولة نفسها ، موضحا أن الجامعات الخاصة غائبة عن التصنيفات العالمية ولا تظهر إلا نادرا وأن ظهرت في تصنيف يكون ترتيبها بعد الـ 1000 وبعدها يظهر بعد 1500 .
وأضاف المصدر لـ" اليوم السابع " أن غياب الجامعات الخاصة عن التصنيفات الدولية والعالمية يؤثر على مجمل التعليم وفرص العمل وكفاءة الإنتاج، مشددا على ضرورة الاهتمام بالمستوى القومى بهذا الموضوع لأنه يحقق طفره في خدمة المجتمع .