أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، غضبه من الانفجار الهائل الذي أصاب مرفأ بيروت ولكن الهدف في النهاية اظهار الحقيقة أمام الرأي العام وعدم اتهام الأبرياء وتبرئة المسؤولين، وغرد عون عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، قائلا: "إنني كما الشعب اللبناني غاضب للانفجار الذي حصل في المرفأ، وهدفنا اليوم تبيان الحقيقة لأن الرأي العام بدأ يتغير شيئاً فشيئاً، وبات يذهب باتجاه الأبرياء وليس المسؤولين، والحقيقة لا يمكن إظهارها إلا من خلال التحقيق الذي سيعين المسؤولين، على أن تستكمل الإجراءات الأخرى في مرحلة لاحقة".
وأقر الرئيس عون، بأن العزاء الوحيد لأسر الضحايا هو القصاص من الجاني، مضيفا: "من يفقد قريباً او حبيباً لا شيء يمكن أن يعزيه إلا الاقتصاص من الجاني، والشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به سعينا لأن نعوض عليه خسارته المادية ولكن هذا ليس بعزاء... فالعزاء تحققه العدالة التي ستقوم بواجباتها".
رسالة ميشال عون
وتابع: "العماد عون في الحرب كما في السلم؛ لا أحد يمكن أن يدفعني باتجاه الخطأ كما لا أحد يمكنه أن يمنعني من كشف الحقائق، أنا لست آتيا من القصور بل من الشعب، وأعرف كل بيت، والكثير من اللبنانيين يعرفونني ويعرفون أني لا أتراجع عن أي مسؤولية ولا عن الإقدام في سبيل الدفاع عن وطني الذي هو الشعب".
جانب من التغريدات
وقدم عون، واجب العزاء، قائلا:"أقدم للّبنانيين تعازي القلبية الصادقة... أما العزاء الحقيقي فهو بتطبيق العدالة؛ وأمام هذه العدالة لن يكون هناك كبير أو صغير لا يمكن مطاولته، ولن تكون العدالة كالعادة حيث الصغار يعلقون والكبار ينفذون"، كما أكد أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية المرفأ الهدف منها تضييع الحقيقة، ولا معنى لأي حكم أي معنى اذا طال صدوره، والقضاء يجب أن يكون سريعاً لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة".
وأوضح العماد عون، أن مسؤولية ما حدث تتوزع على 3 مراحل: كيف دخلت المواد المتفجرة الى المرفأ، وكيف وضعت، وكيف حفظت لـ7 سنوات وتعاقبت عدة حكومات وعدد من المسؤولين وقد كتب البعض الى السلطات المختصة والمسؤولين عن الموضوع وأنذروهم بخطورة الموضوع، وبالتأكيد كان هناك عدم إدراك أو إهمال في القيام بالأعمال اللازمة.
تعليق ميشال عون على تفجير لبنان
واستكمل: " ثمة احتمالين لما حصل، إما نتيجة إهمال أو تدخل خارجي بواسطة صاروخ او قنبلة، وقد طلبت شخصيا من الرئيس الفرنسي ان يزودنا بالصور الجوية كي نستطيع ان نحدد اذا ما كانت هناك طائرات في الأجواء او صواريخ. واذا لم تكن هذه الصور متوفرة لدى الفرنسيين فسنطلبها من دول أخرى".
وأردف: " التحقيق اليوم يشمل 20 شخصاً ولكن لا يمكن القبض على أي أحد وادخاله السجن قبل التحقيق، وعندما تصل التحقيقات الى أي من المسؤولين تؤخذ إفاداته ثم تتخذ الإجراءات اللازمة بحقه".
ميشال عون
عن المساعدات الفرنسية، قال ميشال عون " ما خص المساعدات، الحديث مع الرئيس الفرنسي تناولها لكن من دون تحديدها. وهناك أنواع من المساعدات الغذائية منها والطبية ومساعدات الاعمار. وقد تم حل المشكلة الأولى ولكن تبقى مشكلة الاعمار. ونحن نقوم الان بدراسة هذه القضية لنتمكن من تحقيقها".
وأكد أننا أمام تغييرات وإعادة رؤية بنظامنا القائم على التراضي بعد أن تبيّن أنّه مشلول ولا يمكن اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة، لأنه يجب أن تمر عبر عدة سلطات وتكون توافقية، وعندما يكثر عدد الأشخاص لا يمكن الوصول الى توافق، ومن النادر بالتالي تحقيق أي إصلاح في مثل هذه الاجواء، وقال: "إذا لم نتمكن من حكم أنفسنا، فلا يمكن لأحد أن يحكمنا... والسيادة اللبنانية لن تُمس خلال عهدي".
وكشف عون، عن أنه تلقى منذ فترة قصيرة معلومات حول عملية التخزين في المرفأ، مضيفا: أوعزنا فوراً بالاتصال بالأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى والتواصل مع المعنيين بالأمر لإجراء اللازم.
وجدد الرئيس اللبناني ميشال عون عزاء لأسر الضحايا، قائلا: " لا عزاء يمكن أن يعوّض فقدان قريب أو حبيب، وقد يكون هناك من عزاء نسبي بتحقيق العدالة وتطبيقها... ولا غطاء لأحد في هذا الموضوع.. النقمة علينا سببها اتخاذنا لإجراءات إصلاحية كبيرة قد تطال أشخاصاً متهمين يعرفهم الجميع ولا يسميهم أحد".
واختتم: "هناك من يسعى للوصول الى السلطة عبر استعمال كل الوسائل المتاحة... التضامن بعد وقوع مصيبة هو في تقاليدنا ووجداننا، وعادة ما تسقط امامه كل العداوات والخصومات ولكن للأسف، هذا التضامن الجميل بدأ ينفقد الآن، الصعوبة في المحاسبة تكمن في عدم إعلان من تعرض للسرقة عمن سرقه، ولا يمكن تخطي أصول العدالة والديمقراطية، لذلك يكتفي الاشخاص بتوجيه الشتيمة التي تحولت عند البعض في لبنان الى مصطلح "التعبير الحر"، مشيرا إلى أن ما تردد من كلام حول استقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية يستوجب تحضير الاجواء المناسبة لذلك، لأنّه لا يمكننا أن ندعو الى حكومة وحدة لنصل في ما بعد الى الانقسام الذي شهدناه في الحكومات السابقة.