يستمر انتشار فيروس كورونا بشكل واسع فى الولايات المتحدة، حيثقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن الولايات المتحدة تقترب من تسجيل 5 ملايين إصابة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء، وربما يكون العدد الحقيقى للإصابات أضعاف هذا الرقم بحسب ما قال الخبراء من قبل.
وتعنى هذه الأرقام أن ربع إصابات كورونا حول العالم موجودة فى الولايات المتحدة وحدها، وتتصدر أيضا البلاد قائمة الدول صاحبة أكبر عدد من الوفيات، بعد وفاة أكثر من 162 ألف أمريكى.
وتقول سى إن إن إن الوباء لا يظهر أى علامات على التباطؤ، ودعا مسئولو الصحى فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة إلى استخدام الكمامات فى الأماكن العامة، وناشدوا السكان تجنب كل أشكال التجمعات الاجتماعية حتى يتم السيطرة على انتشار الفيروس.
لكن خلال هذا الأسبوع، أصبحت هناك 5 ولايات (من إجمالى 50 ولاية) بها 40% من إجمالى إصابات كورونا فى الولايات المتحدة، وهى كاليفورنيا صاحبة أكبر عدد من الحالات، وفلوريدا وتكساس ونيويورك وجورجيا.
وتجاوزت عدة ولايات نيويورك، التى كانت بؤرة الوباء فى وقت سابق، بعدما شهدت قفزات فى أعداد الحالات فى الأشهر الأخيرة. لكن معدل من جاءت نتائج اختباراتهم إيجابية من بين إجمالى من أجروا الاختبارات، أصبحت الآن 0.93% فى نيويورك، وفقا لمكتب الحاكم أندرو كومو، الذى عزا هذا إلى العمل الشاق من قبل سكان نيويورك لتغيير سلوكهم، وخطة إعادة الفتح على مراحل والمدعمة بالبيانات".
وسجلت ولاية كاليفورنيا وحدها أكثر من 7 آلاف إصابة أمس السبت، ليصبح إجمالى الإصابات بها أكثر من 545 ألف، ويبلغ معدل الإيجابية بها 6% خلال الأسبوعين الماضيين، وتراجع معدل العلاج بالمستشفيات، وهناك الآن 5746 مريض فى مستشفيات الولايات فى تراجع أكثر من الألف عما كان قبل أسبوعين.
وفى ولاية تكساس، أمد الحاكم إعلان الطوارئ فى التعامل مع كورونا بعد تسجيل أعلى معدل إصابات خلال 7 أيام بالولاية بلغ 19.41%، وكان أعلى معدل سابق تم تسجيله هو 17.43% فى منتصف يوليو. وتم تسجيل أكثر من 481 إصابة عبر الولاية، ولا يزال هناك 7872 شخص يتلقون العلاج فى المستشفى.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن دراسة وجدت أن 40% من المصابين بكورونا لا تظهر عليهم أعراض. ففى أحد ملاجئ إيواء المشردين، كانت هناك 147 إصابة، لكن 88 منها بلا أعراض، وفى أحد مصانع الأغذية، كان هناك 481 إصابة، 95% منها بلا أعراض.
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه النسبة الكبيرة من المصابين بلا أعراض أثارت أسئلة عما حمى هؤلاء الذين عاشوا أو عملوا عن قرب شديد مع آخرين عانوا من المرض الشديد؟ هل اختلفت جرعة تعرضهم للعدوى أم أنها الجينات، أم ربما كان لدى البعض مقاومة جزئية للفيروس على العكس من الفهم السابق؟.
وبدأت الجهود المبذولة لفهم التنوع فى المرض تؤتى ثمارها أخيرا، مما يزيد الأمل فى أن تساعد المعرفة فى تسريع تطوير اللقاحات والعلاجات أو ربما حتى إنشاء مسارات جديدة نحو مناعة القطيع، بحيث يصاب عدد كاف من السكان بالفيروس بشكل خفيف لتمنع مزيد من الانتشار وينتهى الوباء.
وقالت الباحثة مونيكا جاندهى، المتخصصة فى الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا فى سان فرانسيسكو إن المعدل المرتفع للعدوى بدون أعراض شئى جيد، سواء للفرد أو المجتمع.
وترك فيروس كورونا أدلة عديدة على انتقاله بشكل غير متكافئ فى أجزاء مختلفة من العالم والتأثير الخفيف غالبا على الأطفال. وربما يكون الأكثر أهمية هو النسبة الكبيرة غير المعتادة من المصابين بلا أعراض، والذين قدرت المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض بأن معدلها حوالى 40%.
ودفعت هذه القرائن العلماء فى اتجاهات مختلفة، حيث يبحث البعض فى دور الخلايا المستقبلة التى يستخدمها الفيروس لاختراق الجسم، وذلك لفهم الدور الذى يلعبه العمر والجينات بشكل أفضل. بينما تعمق آخرون فى دور الكمامة وما إذا كان بإمكانة تنقية ما يكفى من الفيروس بحيث يعانى من يرتدونها من حالات خفيفة أو بدون أعراض على الإطلاق.
والنظرية التى أثارت أكبر قدر من الإثارة فى الأسابيع الأخيرة هى أن بعض الأشخاص الذين يمشون بيننا قد تكون لديهم بالفعل مناعة جزئية.