بدأت أوروبا من جديد تفقد السيطرة على فيروس كورونا وانتشار العدوى، حيث فى الأيام الأخيرة، تم تسجيل زيادات فى الحالات اليومية فى بعض الدول الأوروبية ، مما وضع القارة بأكملها فى حالة تأهب ويتم بالفعل فرض بعض القيود، خاصة فى اسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأشارت صحيفة "الموندو" الإسبانية إلى أن فرنسا تجاوزت أمس 1695 حالة إيجابية جديدة وهو أعلى رقم لحالات كورونا فى يوم واحد منذ مايو الماضى، كما وصل عدد الوفيات الى 9 اشخاص.
وأيضا إيطاليا، سجلت أمس 402 حالة إيجابية للمرض، وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها 400 إصابة يومية في أكثر من شهر ونصف، هذا بالاضافة الى تفشى عدوى كورونا فى اسبانيا وخاصة كتالونيا ،حيث سجلت 2953 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، في أعلى حصيلة إصابات يومية بالفيروس التاجي تسجلها البلاد منذ نحو شهرين.
وأعلنت وزارة الصحة البلجيكية عن تسجيل 510 إصابة جديدة بوباء كورونا وسبع وفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وتأتي هذه المعطيات الجديدة لترفع أعداد ضحايا الوباء في البلاد إلى 9859 شخصاً والاصابات إلى 71158 من مختلف الشرائح العمرية.
الإجراءات الوقائية
وفى الوقت الذى ترتفع فيه أعداد المصابين بالفيروس مجددا، شددت بعض الدول الأوروبية على اتباع الإجراءات الوقائية وعلى رأسها ارتداء الكمامة، الذى أصبح إلزاميا.
وأصبح وضع الكمامة إلزاميا، اعتبارًا من الأربعاء الماضى فى فرنسا، حتى في الهواء الطلق في أكثر المناطق ازدحامًا في مدينة تولوز، الواقعة في جنوب غرب فرنسا، كما سيفرض هذا التدبير قريباً في باريس ومدن أخرى، بحسب السلطات.
كما فرضت هولندا وضع الكمامات اعتبارا من الأربعاء الماضى أيضا فى "الحى الأحمر" الشهير في أمستردام كما في الأحياء التجارية في روتردام.
من جهتها، قررت إيرلندا إرجاء المرحلة الأخيرة من رفع اجراءات العزل، التي تشمل خصوصاً إعادة فتح كافة الحانات. وسيُفرض وضع الكمامات في المحلات في البلاد اعتباراً من 10 من أغسطس.
كما أدرجت ألمانيا منطقة انتويرب البلجيكية على قائمة المناطق التي يطلب من المسافرين القادمين منها، الحجر لمدة 14 يوما في حال عدم إبراز فحوص تثبت عدم إصابتهم بالفيروس
وفي إسبانيا، واصلت كاتالونيا حملتها الواسعة للكشف عن الإصابات بالفيروس في ثلاث مدن متوسطة الحجم وأحياناً في المنازل، لمحاولة الحد من ارتفاع عدد الإصابات.
وأسفر الفيروس عن وفاة أكثر من 211 ألف شخص في أوروبا من أصل أكثر من 700 ألف وفاة في العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين ظهور الوباء أواخر ديسمبر.
وفى هذا السياق، قالت دراسة بريطانية حديثة، صادرة عن كلية لندن إن زيادة الاصابات بين الشباب لها عواقب خطيرة ، حيث أن جميع النتائج الاخيرة لاختبارات كورونا تكشف أن الاصابات تنتشر بين الشباب الذى تتراوح اعمارهم بين 18 و24 عاما.
وقال دكتور جيريمى روسمان، وهو محاضر أول فى علم الفيروسات بجامعة كينت الأمريكية، إن زيادة الإصابات بين الشباب له عواقب خطيرة لأنهم سينقلون الفيروس للفئات العمرية المختلفة وخاصة كبار السن لكثرة اختلاطهم بالمجتمع يوميا.
وأوضح أن ظهور أعراض طفيفة عند العديد من الشباب تجعلهم أقل إقبالا على فحص أنفسهم ولهذا يوجد الكثير منهم حاملين للفيروس خارج الأعداد الرسمية، وينشرونه دون معرفتهم لذلك ويتعاملون بكل حرية مع الجميع.
مخاوف على الاقتصاد
وترى صحيفة "لابانجورديا" أن هناك العديد من الدول الأوروبية تخشى الاغلاق مرة أخرى رغم ارتفاع الاصابات وذلك بسبب المخاوف على الاقتصاد الذى يواجه أزمة كبيرة فى أوروبا .
وأشارت الصحيفة إلى أن اقتصاد منطقة اليورو يسير بخطى ثابتة ، مع مؤشرات بالتعافى بسرعة من تباطؤ الحاد الذى شهدته فى الربع الأول من عام 2020، ولذلك فإن هناك مخاوف للعودة للورا مرىةرآخرى فى حال اعادة اغلاق بعض الدول بسبب تفشى موجة ثانية من وباء كورونا.
واتخذ قادة الاتحاد الأوروبي خطوة كبيرة إلى الأمام من خلال التوصل إلى اتفاق بشأن خطة التعافي الاقتصادي والميزانية المتوسطة الأجل خلال الفترة الماضية، وتعتبر الصفقة النهائية التي تم التوصل إليها في هذا الصدد أقل طموحاً مما كان مخططاً، حيث تضمنت مِنحاً بقيمة 390 مليار يورو فقط.
وتقدر مؤسسة غولدمان ساكس أن "إيطاليا وأسبانيا ستحصلان على منح بنسبة 5% و6%من الناتج المحلي الإجمالي، على التوالي، خلال الفترة من 2021 إلى 2023، إضافة إلى قروض بسعر فائدة مخفض تبلغ نسبتها %7 من الناتج المحلي الإجمالي".