إذا ألقينا النظر على الخريطة الجغرافية فى قارات الدنيا السبع، إفريقيا، وأسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وأستراليا، والقارة القطبية الجنوبية_ وفقا للتعديلات الجغرافية الحديثة_ وأمعنا النظر أكثر على الدول في هذه القارات، لن تجد أوضاعا متفجرة، ونيرانا مشتعلة سوى في الأوطان العربية..!!
وإذا بحثنا عن الأراضى الخصبة التي تلد الخونة الفجرة، لن تجدها سوى في الأقطار العربية، متمثلة في جماعات وتنظيمات، لا تؤمن بعقيدة الوطن، وتتخذ من الدين ستارا لتنفيذ أهدافها في السيطرة والاستحواذ على السلطة، وخدمة مشروعات استعمارية، تتوافق معها فقط في الفكر والنهج.
ولا نحتاج للتدليل على المناطق المشتعلة في الوطن العربى، بشكل واضح وجلى، فيكفى إلقاء النظر على سوريا وليبيا واليمن والعراق ولبنان والصومال، بجانب بقاء النار تحت الرماد في باقى الأوطان العربية جميعا، ولا يوجد دولة عربية واحدة بعيدة عن الاشتعال، مع اختلاف فقط في حدة وعنف هذا الاشتعال، وفقا لثقافة الشعب وقدرات المؤسسات الأمنية.
وإذا كان البعض يرجع اشتعال الأوضاع في الأوطان العربية إلى المطامع في ثرواته سواء مطامع الاستعمار القديم، المتمثل في العثمانيين والفرس، أو الحديث المتمثل في عدد من الدول الأوروبية القديمة بجانب إسرائيل ومشروعها الدينى القائم على ما يسمى أرض الميعاد "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات".. فإن هناك جماعات وتنظيمات ولدت من رحم الأمة العربية أكثر عداوة وخيانة من الاستعمار، تتمثل في جماعة الإخوان الإرهابية.
حتى الصراعات بين الدول الكبرى، مجرد مناوشات فقط، ومعارك كلامية مبطنة بتهديدات معظمها لا تجد طريقها للتنفيذ، مثل المعركة الكلامية بين أمريكا والصين، ولا تأثير فعلى لهذه المعركة على أمن واستقرار الدولتين، لكن الغريب أن الذى يدفع ثمن هذه المعركة، دول العالم الثالث، بشكل عام، والدول العربية، على وجه التحديد.
لكن الأخطر، التهديدات المباشرة لمطامع دول بعينها في الأقطار العربية، مثل مطامع إيران ومحاولة إعادة التاريخ المفقود لأجدادهم "الفرس" فاستباحت لنفسها العبث في الأوطان العربية واستقرارها وأمنها، وما العراق واليمن ولبنان وسوريا، سوى مسرح واضح وضوح الشمس في كبد السماء، للأطماع الإيرانية في الثروات والمقدرات العربية، وللأسف تجد إيران في التنظيمات والجماعات الخائنة، خنجرا مسموما تغرسه في ظهر الأوطان مثل الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبى في العراق.
أيضا الأطماع التركية الوقحة في ثروات ومقدرات الأوطان العربية، تحت شعار إعادة جغرافيتها القديمة، أو ما يسمى زورا وبهتانا، إرث الأجداد، واضحة للعيان، ويقود رجب طيب أردوغان، وحزبه الإخوانى سليل العثمانيين، المخطط بكل قوة، ويرون في أن الاتفاقية التي قسمت ظهر الدولة العثمانية تنتهى عام 2023 أي بعد أقل من ثلاثة أعوام، فرصة لاستعادة الإرث، فبدأت بالسيطرة على الشمال العراقى والشمال السورى ومحاولة السيطرة على ليبيا، وتهديد الأمن القومى المصرى، وثروات الغاز في منطقة شرق المتوسط، كما وضعت لها قدما في الخليج عبر "الزائدة الدودية الملتهبة والمؤلمة للجسد العربى" دويلة قطر لتهدد المملكة العربية السعودية والإمارات.
ووجد أردوغان وحزبه ضالته في جماعة الإخوان الإرهابية وأبنائها داعش وجبهة النصرة، لتنفيذ مخطط إحياء الخلافة العثمانية، ولم تكذب جماعة الإخوان، وتنظيمها الدولى، خبرا، بل قدمت كل الدعم والولاءات لرجب طيب أردوغان لتنفيذ مشروعه الاستعمارى، واستحوذت على كل أنواع الخيانة بما يكفى وفاض، لدرجة أن قيادات وأعضاء الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى، صار ولاؤهم لأردوغان ونظامه، مقدما على الولاء للجماعة نفسها.
هذه نبذة مبسطة، من مخططات ضخمة رامية لإشعال النار في الأوطان العربية وإسقاطها في بحور الفوضى، ومن ثم السيطرة على ثرواتها ومقدراتها، وتنفذ دويلة قطر المخطط، والأدوات جماعة الإخوان وأتباعها والحوثيين وحزب الله والحشد الشعبى، وغيرها من هذه الجماعات والتنظيمات، لإشعال النار في الأقطار العربية والإسلامية، بينما دول العالم ومن بينها إسرائيل، تعيش في أمن واستقرار، وتقدم وازدهار..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة