" يا بيروت يا ست الدنيا..نعترف أمام الله الواحد..أنّْا كنا منك نغار ..وكان جمالك يؤذينا ..نعترف الآن..بأنّْا لم ننصفك ولم نرحمك..بأنّْا لم نفهمك ولم نعذرك..وأهديناك مكان الوردة سكيناً..نعترف أمام الله العادل بأنّْا جرحناك واتعبناك..بأنّْا أحرقناك وأبكيناك..وحملناك أيا بيروت معاصينا.. قومي من تحت الردم..كزهرة لوز في نيسان..قومي من حزنك قومي..إن الثورة تولد من رحم الأحزان..قومي من تحت الردم ..قومي اكراماً للغابات..قومي اكراماً للأنهار..قومي اكراماً للأنهار والوديان.. والإنسان"
هكذا شدت الجميلة ماجدة الرومى فى أجمل أغانيها معبرة عن حال بيروت وجمالها ومعاناتها ومأساتها وكأن هذه الأغنية التى غنتها النجمة الجميلة فى الثمانينات تعبر عن حال بيروت اليوم بعد الانفجار البشع بمرفأها والأحداث الساخنة التى تشهدها حالياً، لذلك تتردد هذه الأغنية على مسامعنا وألسنتنا بعد أن شاهدنا هذه الأحداث.
ولهذه الأغنية التى كتبها الشاعر الكير نزار قبانى ولحنها الموسيقار الكبير جمال سلامة قصة حكاها لنا سلامة فى حوار لليوم السابع تحدث خلاله عن علاقته بالفنانة ماجدة الرومى منذ بداياتها وقصة تعاونه معها فى أكثر من أغنية.
وقال جمال سلامة لليوم السابع :"عندما كنت فى بعثتى لروسيا اتصل بى الموسيقار كمال الطويل والشاعر الكبير صلاح جاهين وأخبرونى أن هناك عملا كبيرا يستعد له المخرج يوسف شاهين وأن هناك مطربة لبنانية صغيرة ستغنى فيه، وهو فيلم عودة الابن الضال ، وكانت هذه أول علاقة لى بماجدة الرومى عام 1974"
وتابع سلامة متحدثاً عن قصة تليحين أغنية بيروت ياست الدنيا :" بعدها جاءتنى ماجدة الرومى فى الثمانينيات أثناء الحرب اللبنانية ومعها قصيدة لنزار قبانى وطلبت منى تلحينها علشان نبعتها للجيش اللبنانى وكان بداية القصيدة «نعترف أمام الله»
وأوضح:"كنت أهتم بأن تكون بداية الأغنية جاذبة للجمهور، واقترحت أن نبدأ مطلع الأغنية بعبارة «يابيروت ياست الدنيا»، ووافق نزار قبانى ونجحت القصيدة نجاحا كبيرا وأصبحت كأنها السلام الجمهورى للبنان"
وأردف الملحن الكبير قائلاً:" لم تكن هذه هى المرة الوحيدة التى يقبل فيها نزار قبانى تعديلات أضعها على قصائده التى لحنتها، فعندما طلبت منى ماجدة الرومى تلحين قصيدة «مع جريدة» وكانت تريد أن تغنيها فى نصف ساعة قلت لها لو اتلحنت مش هتاخد أكتر من 3 دقايق فقط، فاتصلت بنزار وطلبت منه تطويل القصيدة، وقلت له ممكن أشخلع وأطبل مع كلمة «ذوبنى» فضحك وقال لى: «طبل وعفرتنى»، وقلت له القصيدة تقول إن الحبيب قرأ الجريدة ومشى، بس ماقلتش ماذا حدث للحبيبة بعدها، فضحك وقال لى «عمرى ماغيرت فى حياتى كلمات قصيدة غير مرتين مرة لعبدالحليم ومرة لنجاة لكن علشانك هاغير» وتانى يوم بعتلى 4 صفحات، وعندما ألفت سعاد الصباح كتابا عن نزار قبانى أكدت أنه قال عن قصيدة «مع جريدة» إنها قصيدة القرن الواحد والعشرون وإن الحان جمال سلامة جعلتها مختلفة عن باقى قصائده"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة