أعرب المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية الدكتور لؤي شبانة وجميع الموظفين عن تضامنهم مع الشعب اللبناني وكل من تأثر بهذه الكارثة، في أعقاب الانفجار المروع الذي ضرب ميناء العاصمة اللبنانية بيروت، في 4 أغسطس الماضي.
ويكثف صندوق الأمم المتحدة للسكان - وفقًا لبيان وزعه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة - جهوده لتلبية الاحتياجات الناشئة لما يقرب من 84 ألف امرأة في سن الإنجاب، و48 ألف مراهقة من بين 300 ألف ممن نزحوا بسبب الكارثة، ويقدر أن 3478 امرأة حامل بحاجة إلى خدمات رعاية ما قبل الولادة والولادة.
وتركز استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان المنقذة للحياة على الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للنساء والفتيات الأكثر ضعفًا من بين المتضررين بشكل مباشر وغير مباشر؛ نظرًا لأن ما يقدر بنحو 300 ألف فقدوا منازلهم، ولأن عددًا من مرافق الرعاية الصحية قد دمرت كليًا أو جزئيًا ، فهناك حاجة إلى ضمان استمرارية خدمات رعاية الصحة الإنجابية المنقذة للحياة بما في ذلك رعاية صحة الأم، وتحتاج ما يقدر بنحو 84 ألف امرأة في سن الإنجاب (15-49 سنة) من بين الذين فقدوا منازلهم إلى الدعم لتلبية احتياجات النظافة الصحية ومرافق الصرف الصحي والنظافة العامة.
ويقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتعبئة جميع الموارد المالية واللوجستية والبشرية المتاحة للاستجابة للتداعيات المتوقعة، لا سيما في مجالات الصحة الجنسية والإنجابية ورعاية التوليد وحديثي الولادة في حالات الطوارئ، من خلال توفير الإمدادات والمعدات الطبية، ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على زيادة دعم الشركاء للتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال والاعتداء الجنسيين، نظرًا لزيادة المخاطر ونقاط الضعف أثناء الأزمات الإنسانية، ونتيجة لوباء "كوفيد - 19" المستمر.
كما يساهم صندوق الأمم المتحدة للسكان في التقييمات السريعة المشتركة للمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية الأولية لتحديد مدى الأضرار التي لحقت بخدمات الصحة الجنسية والإنجابية وأقسام الأمومة، وتتركز الجهود حاليًا على شراء المعدات والمستلزمات الطبية لأقسام الولادة والمرافق الصحية المتضررة، بالإضافة إلى دعم توفير 25٪ من متطلبات المشتريات للأشهر الستة القادمة كما حددتها منظمة الصحة العالمية؛ ولضمان استمرارية الخدمات، سيقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتعيين ونشر موظفين إضافيين، بما في ذلك القابلات، إلى المرافق الصحية بناءً على طلب وزارة الصحة العامة، ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على توسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية من خلال الشركاء المنفذين الحاليين والجدد للاستفادة من المزيد من العاملين الصحيين وضمان خدمات أوسع تتجاوز الاحتياجات الفورية للصحة الجنسية والإنجابية.
وتتفاقم هذه الأزمة بسبب التهديد الحالي لوباء (كوفيد-19) ويحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تدهور الوضع الوبائي بسبب النزوح الجماعي للسكان إلى مناطق صغيرة مزدحمة، ويخطط صندوق الأمم المتحدة للسكان لشراء 25٪ من احتياجات معدات الوقاية الشخصية لجميع المرافق الصحية المتضررة وشراء مجموعات الصحة الإنجابية المشتركة بين الوكالات لدعم خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة.
نظرًا للطبيعة المؤلمة للانفجار وتداعياته، سيتم التعامل مع الصحة النفسية والاسعافات الأولية النفسية والتدخلات النفسية والاجتماعية، وفي هذا الصدد، سيُشرك صندوق الأمم المتحدة للسكان فريق من الأخصائيين النفسيين للعمل مع الشركاء المنفذين على أمل ضمان تعميم الصحة النفسية بشكل كافٍ في حزمة الخدمات.
ومن المقرر أن يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، بصفته مشاركًا في قيادة مجموعة التنسيق المشتركة بين الوكالات المعنية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، إجراء تقييم سريع لتحديد نقاط الضعف والاحتياجات الفورية علاوة على ذلك، سيشتري صندوق الأمم المتحدة للسكان مجموعات أدوات الكرامة التي تستهدف النساء والفتيات الأكثر ضعفًا بين السكان.
وتشير أحدث التقارير إلى أن ما لا يقل عن 160 شخصًا لقوا حتفهم وجرح أكثر من 6000 وما زال 21 في عداد المفقودين، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار فرق الإنقاذ في البحث في الميناء والمناطق المحيطة عن ناجين، وتظهر البيانات الأولية أيضًا أن الانفجار أثر على نحو 13 مرفقًا للرعاية الصحية الأولية وما بين 6 إلى 10 مستشفيات.