احتل العثمانيون لبنان فى عام 1516 وخضع لحكمهم بقيادة السلطان سليم الأول الذى عين الأمير فخر الدين المعنى الأول حاكما على لبنان المعروف فى ذلك الحين لكن الأتراك انزعجوا من محاولات الأمير فخر الدين التملص من الفرائض العثمانية وخاصة الجزية، الأمر الذى أزعج الأتراك فعزلوه ثم توفى مسموما فى دمشق، وعام 1590عين الأتراك فخر الدين الثانى حفيد فخر الدين الأول حاكما على جبل لبنان ومناطقه الساحلية، وقد عرف بدهائه وذكائه ومهارته السياسية.
مجاعات
بحسب موقع الجيش اللبنانى، عانى لبنان كثيرًا، قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى وجلاء الاتراك عنه العام 1918. فقد خضع (1915) إلى حصار تجويعى قاسٍ فضلًا عن انتشار المجاعة فيه بسبب الجراد. فتوفى الكثيرون من الجوع فى بيروت وجبل لبنان، كما لجأ متوسطو الحال إلى بيع ممتلكاتهم بأبخس الأثمان لسد حاجاتهم، وفى نهاية العام 1917، سمح القائد الأعلى فى الجيش العثمانى جمال باشا بإرسال القمح إلى جبل لبنان، والعام 1918 انتهت الحرب العالمية الأولى وسيطرت الجيوش الفرنسية والبريطانية على لبنان.
الفتنة الطائفية
وقعت مذابح الدروز والموارنة فى 1860، وهى سلسلة أحداث دامية وقعت فى لبنان وسوريا بين الموارنة الكاثوليك من جهة وبين الدروز والمسلمين من جهة أخرى. بدأت بثورة الفلاحين الموارنة على الإقطاعيين وملاك الأراضى من الدروز، وسرعان ما امتدت إلى جنوب لبنان حيث تغير طابع النزاع، فبادر الدروز بالهجوم على الموارنة.
وبلغ عدد القتلى من المسيحيين فى تلك الأحداث إلى نحو 20,000، إضافة إلى دمار أكثر من 380 قرية مسيحية و560 كنيسة. وبالمثل تكبد الدروز والمسلمون خسائر كبيرة كذلك.
ففى 3 سبتمبر 1840، عين بشير الثالث أميرا على جبل لبنان من قبل السلطان العثمانى عبد المجيد الأول، وزادت الثورات التى أشعلها الفلاحون الموارنة ضد السادة الإقطاعيين من الدروز، فقام السلطان العثماني، بخلع بشير الثالث يوم 13 يناير 1842، وعين عمر باشا كحاكم لجبل لبنان بدلا منه. ولكن هذا التعيين، خلق مشاكل أكثر مما حل.
واقترح ممثلو الدول الأوروبية على السلطان تقسيم لبنان إلى مقاطعتين، واحدة للمسيحيين والأخرى للدروز. وفى 7 ديسمبر 1842، اعتمد الاقتراح السلطان هذا المقترح وطلب من أسعد باشا، حاكم دمشق، تقسيم المنطقة، إلى منطقتين: منطقة شمالية تحت حاكم نائب مسيحى وجنوبية تحت سلطة نائب درزي. وعرف هذا الترتيب باسم "القائمقامية المزدوجة"، وتبع كلا المسؤولين حاكم صيدا، الذى بدأ يقيم فى بيروت، واعتبر طريق بيروت-دمشق السريع الخط الفاصل بين هاتين المقاطعتين.
الاحتلال الفرنسى
وفى فترة ضعف الدولة العثمانيّة أخذت الدول الأوروبيّة الكبرى تتصل بالقوى المحليّة فى لبنان، وبدأت تحرضهم ضدها لتنال من ضعفها، كما أن بعض القوى المحليّة أخذت تتصل بالدول الأوروبيّة لتدعم مكانتها المحليّة ضد القوى المحليّة الأخرى المنافسة لها.
وبقى لبنان تحت الحكم العثمانى حتى نهاية الحرب العالمية الأولى حيث انسحبت القوات التركية وتنازلت عن لبنان للفرنسيين، وحلت محلها القوات الفرنسية، وأثناء الحرب الإيطالية التركية، وصلت السفن الحربية الإيطالية عام 1912 إلى مقربة من بيروت وأطلقت نيرانها على السفن التركية الراسية فى الميناء، مما سمح لفرنسا بالإعلان أن لها مصالح خاصة فى سوريا ولبنان وأنها لن تتخلى عن مواقعها التقليدية فيهما ولا عن حقها بالدفاع عن مصالحها.، إقتسمت بريطانيا وفرنسا بلاد الشام والعراق، ووقع لبنان وسوريا تحت الإستعمار الفرنسي. وفى عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية، والتى تعبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.