خلقت السحابة التى نشأت بعد الانفجار حالة من عدم اليقين فى لبنان، وهى سحابة عيش الغراب الضخمة، التى دائما مرتبطة بالتفجيرات النووية السابقة لسنوات.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن سحابة "ويلسون" كما أوضحت خدمة الارصاد الجوية فى جنوب البرازيل ميتسول، تظهر عندما تحدث انفجارات كبيرة فى الهواء الرطب بدرجة كافية وتتسبب موجة الصدمة فى حدوث خلخلة (انخفاض فى الكثافة) فى الهواء حول الانفجار.
ووفقا لميتسول، فإنه ينتج عن هذا الانخفاض فى الكثافة تبريدا مؤقتا لذلك الجزء من الهواء مما يؤدى إلى تكثيف جزء من بخار الماء الموجود فيه، مضيفا أن شكل موجة الصدمة يتأثر بعوامل أخرى، مثل التباين فى سرعة الصوت والارتفاع ودرجة الحرارة والرطوبة لطبقات الغلاف الجوى المختلفة.
ويأخذ هذا النوع من تشكيل السحب اسمه من تلك التى تم الإبلاغ عنها بعد التجارب النووية فى عام 1946، حيث هذه الظاهرة هى التى ولدت ما يسمى بسحابة التكثيف أو ويلسون.
وأوضح أندرو سيلا، استاذ الكيمياء فى جامعة كوليدج لندن، لقناة "بى بى سى موندو" على نسختها الإسبانية أن "هذه السحابة تنتج من الصدمة الناتجة عن الهواء المضغوط، حيث أن الهواء يتمدد بسرعة ثم يبرد فجأة ويتكثف الماء مكونا السحابة".
لماذا كانت السحابة كبيرة جدا؟
بحسب الخبراء وصلت موجة الصدمة إلى مايقرب من 10 كيلومتر عبر العاصمة اللبنانية، وقال ميتسول البرازيلى أنه كلما انفجرت الشحنة المتفجرة، زاد حجم السحابة وتأثير موجة الصدمة.
وبناءً على الحفرة التى خلفتها وراءها والتأثير على النوافذ الزجاجية من مسافة بعيدة، قدر بعض الخبراء أن الانفجار يعادل انفجارًا يتراوح بين 2 و3 كيلوطن من مادة تى أن تى، على الرغم من اختلاف التقديرات.
وقال المهندس الكيميائى جابريل دا سيلفا، من جامعة ملبورن، استراليا أن "احد مفاتيح شدة الانفجار والسحابة التى تولدها هو كثافة منتج الاكسجين فى المواد التى انفجرت، مشيرا إلى أن نترات الأمونيوم لا تحترق من تلقاء نفسها، إنها تعمل كمصدر للأكسجين الذى يسرع من احتراق المواد الأخرى.
وأضاف: "تحتوى أقراص نترات الأمونيوم على أكسجين أكثر تركيزًا بكثير من الهواء المحيط بنا، وفى درجات الحرارة المرتفعة، يتحلل هذا المركب بعنف، مما ينتج عنه غازات مثل أكسيد النيتروجين وبخار الماء".
لماذا تسمى سحابة ويلسون؟
يقول صموئيل جلاستون وفيليب جيه دولان فى كتابهما "آثار الأسلحة النووية" أن السحابة سميت على اسم علماء أمريكيين لاحظوا بعض التجارب النووية فى عام 1946 على جزيرة بيكينى أتول فى المحيط الهادئ.
وفقًا للمؤلفين، أطلقوا عليها اسمًا بسبب تشابهها مع سحابة أخرى تظهر بحالة جيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة