رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش باتفاق السلام بين حكومة السودان، والجبهة الثورية السودانية وجيش تحرير السودان، خلال حفل أقيم في جوبا، عاصمة جنوب السودان.
وهنأ الأمين العام، في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، شعب السودان على هذا الإنجاز التاريخي، مشيدا بأطراف المفاوضات لإبداء إرادتها السياسية وتصميمها على العمل من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل في السلام.
كما أعرب جوتيريش عن شكره لحكومة جنوب السودان والرئيس سلفا كير ميارديت على دورهما المهم في تسهيل المحادثات، داعيا الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور للانضمام لعملية السلام.
وأكد الأمين العام التزامه التام بدعم تنفيذ هذه الاتفاقية "التي تمثل بداية عهد جديد لأبناء السودان ولسكان دارفور والمنطقتين على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن ذلك سيتطلب التزاما وتعاونا مستمرين بين الأطراف وشعب السودان."
وقال إن الأمم المتحدة ستقدم، من خلال يونيتامس ويوناميد، وبالشراكة مع الاتحاد الأفريقي، الدعم، بناء على طلب الأطراف، وفي حدود قدراتها وولايتها، لتنفيذ هذا الاتفاق واتفاقات السلام المستقبلية، خلال الفترة الانتقالية.
وأضاف الأمين العام أن الأمم المتحدة ستدعم أيضا أصحاب المصلحة السودانيين في جهود بناء السلام، طويلة الأجل، التي تهدف إلى تحقيق المساءلة وتوطيد مكاسب السلام والأمن.
وبدوره، قال رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) إن اتفاق السلام بين الحكومية الانتقالية السودانية والحركات المسلحة الرئيسية في دارفور يمكن أن يعبد الطريق نحو تحقيق الوحدة الوطنية.
وقال جيريمايا مامابولو، الممثل الخاص المشترك لليوناميد، خلال حفل التوقيع:"أود أن أهنئ الشعب السوداني على هذه الخطوة المهمة. وأشيد بشكل خاص بالأطراف الموقعة على تصميمهم وشجاعتهم والتزامهم بإحلال سلام دائم في السودان".
ومن المتوقع أن ينهي اتفاق السلام 17 عاما من الصراع الوحشي في إقليم دارفور،وخلفت المعارك بين قوات الرئيس السابق عمر البشيروحركات التمرد نحو 300 ألف قتيل، فضلا عن نزوح الملايين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.وفقا لبيان الأمم المتحدة وقد تمت الإطاحة بالرئيس البشير في أبريل 2019 في أعقاب الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر 2018.
وأعرب مامابولو عن أمله في أن "يُنظر إلى هذه الاتفاقية على أنها بداية لعملية تشمل الجميع في خطوة إيجابية نحو السلام والعدالة والوحدة الوطنية. وهذا يشمل التحقيق الكامل لآمال وأحلام وتطلعات كل الشعب السوداني، بما في ذلك مواطنو دارفور."
وخلال الحفل، نقل رئيس بعثة يوناميد تحية الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد كما أشاد المسؤول الأممي بفريق الوساطة في جنوب السودان لتسهيل عملية التفاوض برغم التحديات.
وأعرب مامابولو عن أمله في أن تنضم الأطراف غير الموقعة إلى عملية السلام قريبا بهدف تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني وأهداف ثورة ديسمبر 2018. وقال: "في سبيل تحقيق هذه الغاية، تظل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ملتزمين بدعم هذه العملية حتى آخر يوم من ولاية بعثة يوناميد".