تعانى أمريكا اللاتينية من ازمة اقتصادية كبرى بسبب أزمة كورونا، لذا اتجهت بعض الدول إلى الدولرة فى محاولة للخروج من مشاكل الاقتصاد، واعتمدت ثلاث دول فى أمريكا اللاتينية العمل الأمريكية رسميا لأسباب مختلفة، وهى بنما والاكوادور والسلفادور، على الرغم من أن العديد من الدول الآخرى تستخدمها بشكل غير رسمى، مثل فنزويلا، وقالت صحيفة "الاوردن مونديال" الإسبانية إن الازمة الاقتصادية فى امريكا اللاتينية أدت إلى انخفاض كبير فى العملات ، مما أدى إلى انتشار الدولار الأمريكى فى الدوائر الاقتصادية للعديد من دول أمريكا اللاتينية، وتعنى الدولرة اعتماد الدولار الأمريكى كعملة ، واستبدال العملة المحلية عند تحديد الأسعار أو طريقة الدفع، ويمكن أن تكون الدولرة رسمية أو شاملة .
وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أن فنزويلا لم تقر بشكل رسمى الدولرة ولكن المواطنون اتجهوا من تلقاء أنفسهم إلى استخدام الدولار الأمريكى بسبب التضخم المفرط للعملة الفنزويلية البوليفار، الذى يعانى من تضخم ، ولذلك 50% من معاملات الدولة تتم بالدولار.
وأشار عدد من الخبراء إلى أن من إحدى المزايا الكبيرة للدولرة ، هى تجنب انخفاض قيمة العملة ، مما يقلل بدوره من تدفقات رأس المال الخارجة من الدولة، علاوة على ذلك يضمن ذلك القضاء على مخاطر تخفيض قيمة العملة ، وتنخفض علاوة المخاطر التى يدفعها البلد، مما يقلل من سعر الفائدة، كما أن اعتماد الدولار يربط حتما اقتصاد البلد المدولر باقتصاد الولايات المتحدة، التى لا تزال القوة الاقتصادية الرئيسية ويسهل الوصول الى الاسواق العالمية .
ومن ناحية آخرى، يرى الخبراء أن للدولرة مساوئ أيضا وأضرار، والتى منها فقدان الدولة سيادتها النقدية أى أن بنكها الوطنى لم يعد يتحكم فى العملة التى يتم تداوليها فى أراضيها ، وتأتى هذه القوة من واشنطن، أى البنك المركزى الأمريكى، وهذا يولد اختلال فى ميزان المدفوعات تؤدى إلى نشوء ديون خارجية.
وأشار التقرير إلى أن بنما تعتبر أولى دول امريكا اللاتينية التى تتجه الى الدولرة، وكان ذلك فى عام 1903، وذلك جنبا الى جنب مع عملها الرسمية بالبوا.
وفى السياق نفسه، قالت وكالة "برينسا لاتينا" الكوبية إن السياحة فى أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبى ، ستخسر 230 مليار دولار بسبب أزمة كورونا، وقالت جلوريا جيفارا ، رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة WTTC ، إن صناعة السفر والسياحة تتوقع خسائر تقارب 230 مليار دولار وفقدان 12.4 مليون وظيفة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هذا العام بسبب وباء كورونا.
وأشارت الوكالة فى تقرير لها إلى أنه منذ بداية الوباء ، تأثر القطاع بانخفاض الطلب من قبل المسافرين ، ولكن أيضًا بالقيود المطبقة عالميًا لاحتواء انتشار الفيروس الذي خلف ما يقرب من 28 مليونًا مصابًا ونحو 900 ألف حالة وفاة في العالم.
وسيؤثر ذلك على ثلثي الوظائف والنشاط السياحي الإقليمي هذا العام ، وفقًا لبيانات من WTTC ، المنتدى الرئيسي لقطاع السياحة الخاص.
وفي عام 2019 ، بلغ نشاط الصناعة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 358 مليار دولار.
وفي المكسيك ، وجهة أمريكا اللاتينية التي تستقبل أكبر عدد من السياح ، ستصل الخسائر بسبب انخفاض حركة المسافرين إلى 129000 مليون دولار في نهاية العام ، أي أقل بنسبة 66٪ عن عام 2019 ، مع خسارة ما يقرب من خمسة ملايين وظيفة ، أي 69٪ من القوى العاملة في القطاع المحلي.
وقالت جيفارا: "إنه حقًا تأثير كبير" ، مضيفًا أن الصناعة في البلاد حذرت من نقص الدعم الحكومي ، بما في ذلك الإعفاء من دفع بعض الضرائب أثناء استمرار الوباء ، مما خلف أكثر من 69000 حالة وفاة و أسوأ أزمة اقتصادية منذ ما يقرب من 100 عام في البلاد.
وتابعت جيفارا أن القطاع يواجه نقصًا في البروتوكولات الموحدة بينما لا تزال المحطات والحدود مغلقة ، مثل تطبيق الاختبارات السريعة في المطارات ، والتي تعطي اليقين للسائحين وتساعد على تسريع التعافي.