دندراوى الهوارى

لا يوجد إخوانى "تائب أو سابق".. الأفكار الإرهابية محفورة فى العقول والقلوب!!

الأحد، 13 سبتمبر 2020 12:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم إيماننا الكامل بأن الإنسان فى رحلته الحياتية دائم المراجعات الفكرية، وفقًا للنضج والتجارب والوقوف على الحقائق وزيادة المعرفة، إلا أن كل التجارب أثبتت أن الإخوانى التنظيمى بعيد كل البعد عن فضيلة المراجعات الفكرية، وأن الإجماع من الذين أعلنوا توبتهم وتركهم لأفكار الجماعة منذ تأسيسها وحتى الآن، كان شكلًا ظاهريًا وليس مضمونًا، فالأفكار مغروسة بأنياب الوحش على جدران ذاكرتهم وأفئدتهم.

ونضرب مثالًا واضحًا للتأكيد على ما نقوله، إنه مع بداية الألفية الثالثة، كانت هناك أضخم مراجعات فكرية، انطلقت من السجون، وتبنتها الدولة، واحتفى بها الأزهر ورجاله، وتم الإعلان عن توبة معظم القيادات البارزة للجماعة الإسلامية والجهادية والإخوانية، وعلى أعقابها خرجوا من السجون، وترجموا هذه المراجعات فى كتب، ولم تمر سنوات حتى اندلعت ثورة 25 يناير 2011 ووجدنا هؤلاء، بأفكارهم التكفيرية والمتطرفة، يخرجون فى المنابر للترويج لها، وكانت اللحظة الأهم ظهورهم على منصة معسكر رابعة الإرهابى عقب ثورة 30 يونيو، حيث أسقط هؤلاء الأقنعة تمامًا من على وجوههم، ودعوا للقتل والحرق، ثم هربوا خارج البلاد.

تأسيسًا على ذلك، فإنه لا يوجد إخوانى تائب، أو قيادة سابقة، إلا من رحم ربى، فهؤلاء جميعًا تعرضوا لعمليات غسيل مخ، وتربوا على فقه "السمع والطاعة وإعلاء شأن سياسة القطيع" منذ الصغر، لذلك تبقى هذه الأفكار راسخة فى العقول، فى ظل عدم وجود إرادة قوية وحقيقية من المؤسسات الدينية المعنية بتغيير الخطاب الدينى، وتنقية كتب التراث من الشوائب وعمليات التشويه التى طالته.

كما تأتى صعوبة أن يستتاب الإخوانى التنظيمى، ويغادر أفكاره المتطرفة، إنه يتمتع بـ 17 صفة، جميعها تتعارض مع فضيلة وقيمة المراجعات الفكرية، والبحث عن الحقيقة.

 هذه الصفات الراسخة والتى تربى عليها، منها كراهيته للجيش والشرطة والقضاء والإعلام والمثقفين والتنويريين.. وهنا من حقنا أن نسأل إذا كان الإخوانى يكره هذه المؤسسات الرئيسية للدولة فكيف يسعى بقوة للوصول إلى السلطة، وكيف يتمكن من دعم حكمه؟ وهل من المنطق والعقل أن تعلن عداءك الشديد للمؤسسات الأمنية المتمثلة فى الجيش والشرطة، والقضاء المسؤول عن نشر العدل، والمثقفين المسؤولين عن تشكيل وعى ووجدان الأمة، والإعلام الذى يقود ويوجه مؤشر الرأى العام فى الاتجاه الصحيح؟.

أيضًا من صفات الإخوانى أن كراهيته طالت الأزهر والكنيسة، وهما المؤسستان الدينيتان اللتان لهما من الشهرة، والاحترام، والتقدير، ما تجاوز الداخل ليعبر إلى كل قارات الدنيا، ومع ذلك يحمل الإخوانى من الكراهية لهاتين المؤسستين، ما تنوء عن حمله الجبال، لأنهما تتعارضان وتتقاطعان مع نهج الجماعة الدموى والتكفيرى.

علاوة على أن الإخوانى كاره للفن والفنانين، ويتعامل معهم على أنهم «رجس من عمل الشيطان لابد من اجتنابه لكى يفلحوا»، وهذه الصفة تحديدًا تكشف بجلاء عن أن الإخوان كارهون للجمال، وكل ما هو مبهج، ومبدع، وعاشقون «للقبح» والسوداوية بكل صورها، وأشكالها، كما يناصر العداء لكل ما هو قومى وناصرى، المستمد من مخزون الكراهية الاستراتيجى الذى يحتفظون به للحقبة الناصرية برمتها إبان حكم الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر».

ولا ننسى الصفات الجوهرية التى يتصف بها الإخوانى، وهو اعتناقه لأفكار التكفير، ولا يهم عنده أن يكفر مسلم، قبل غيره، بجانب إيمانه بالعنف والقتل وتحويل الجثث إلى أشلاء، والكذب ونشر الشائعات لاغتيال سمعة الناس، وعدم الاعتراف بحدود الوطن، وعدم احترام علم مصر والسلام الوطنى.

هذا بعضا من صفات الإخوانى التنظيمى، فهل تعتقد إنه ممكن أن يعلن توبته، أو يترك أفكار الجماعة بسهولة؟ إذن لا أؤمن مطلقا بأن هناك إخوانى تائب أو قيادة سابقة، ويبقى الإخوانى، إخوانى بأفكاره المغروسة على جدران ذاكرته لا تُمحى بفعل الزمن، أو التطور المعرفى، حتى الممات..!!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة