"كورس مجاني..فرص عمل من البيت..رواتب بالدولار"..هذه ليست عبارة إعلان للنصب على الشباب حول تدريب مجانى على الإنترنت يمكنك من خلاله الحصول على فرصة عمل "أون لاين" برواتب شهرية بالدولار، ولكنها واقع حقيقى لمبادرة مستقبلنا رقمي، التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتستهدف تدريب 100 ألف شاب وشابة خلال عام ونصف بتكلفة تصل إلى 300 مليون جنيه للمنافسة فى سوق العمل الحر.
وحسبما أعلن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى الجامعة المصرية اليابانية ببرج العرب، وعدد من الجامعات الأهلية، اليوم الأربعاء، فإن عدد خريجى مبادرة "مستقبلنا رقمي"، وصل إلى 5 آلاف شاب وشابة، فضلا عن 34 ألف متدرب حالياً.
"اليوم السابع" التقى 3 نماذج من الشباب الملتحقين بالمبادرة، الذين عرضوا تجربتهم على الرئيس خلال الافتتاحية، للتعرف على كيفية الاستفادة من المبادرة، ورسالتهم للشباب.
سها أبو زيد
يقضى آلاف الطلاب وخريجو الجامعات ساعات على الإنترنت دون جدوى، ولكن سها أبو زيد صاحبت الـ26 عاماً، كان لها اهتمام آخر على الشبكة الدولية حيث عملت "سها"، خريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، فى التسويق الرقمى منذ 5 سنوات واتجهت للعمل الحر منذ عامين، ولكنها لم تكتفى بذلك بل واصلت سعيها للبحث عن أى دورات لزيادة مهارتها فى التسويق الرقمي، والالتحاق بفرص جديدة، ولذا عندما قرأت إعلان عن مبادة مستقبلنا رقمى قدمت على الفور.
تقول "سها" عن تجربتها بمبادرة مستقبلنا رقمى :"أولاً المبادرة تتميز عن غيرها من البرامج المتاحة أون لاين بعدة مزايا أبزرها محتوى جيد وثرى تشرف عليه مؤسسة عالمية، جدية واهتمام بالغ من وزارة الاتصالات والمشرفين على المبادرة، علاوة على تقديمها مجاني، فى حين أن هناك دورات مماثلة تكلفتها مرتفعة جداً"، مضيفة :"ولذا أنصح الشباب "متضيعوش" فرصة المبادرة، وخسارة تضيع عليك".
ورداً على كيفية استفادتها من المبادرة، قالت "سها" :"استفادت من المبادرة فى الجانب التقنى بشكل كبير"، مشيرة إلى إتاحة المبادرة دورة لتعليم العمل الحر يمكن من خلالها الشباب توفير فرص عمل حر أون لاين، مختتمة حديثها بتوجيه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لحرصه على توفير دورات عالمية مثل مبادرة مستقبلنا رقمى للشباب، كما وجهت الشكر للدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات على اهتمامه بالمبادرة وحرصه على استفادة الشباب منها، والالتحاق بوظائف.
مروان الجندى
شغف مروان الجندى بعلوم البرمجة دفعه للالتحاق بكلية حاسبات ومعلومات جامعة عين شمس، ولأن مقولة "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب" صحيحة، حرص "مروان" رغم صغر سنه، والذى لم يتخط سن الـ18 عاماً بعد، أن يبحث عن المشاركة فى دورات تثقل معرفته خاصة وأنه يرى أن علوم البرمجة مستقبل مصر والعالم، ولذا عندما رأى إعلان مبادرة "مستقبلنا رقمي" على موقع فيس بوك سارع للانضمام.
يقول "مروان" عن تجربته بمبادرة مستقبلنا رقمي: "شاركت فى مبادرة مستقبلنا الرقمى تحديداً فى مجال تطوير المنصات الرقمية، وكنت سعيداً بسبب اهتمام وزارة الاتصالات بالمبادرة، وفى الوقت نفسه الحصول على تدريب بمؤسسة عالمية بحجم منصة Udacity، وكذلك الحصول على شهادة عالمية منها"، ويضيف :"بجانب استفادتى من الناحية التقنية كذلك استفدت عدداً من مفاهيم الالتزام والجدية فى العمل مثل كيفية تنظيم وقتي، وإدارة المفاوضات بالإضافة إلى أن المبادرة عرفتنى على منصات العمل الحر التى تمكنت من خلالها الالتحاق بوظيفة براتب ألف دولار شهرياً، فى أوقات عمل يومية من اختياره دون التأثير عن الدراسة.
ووجه نصيحة للشباب، قائلاً :"العالم كله يتحول فى الاتجاه الرقمي، ولابد من مواكبة هذه التغيرات ودراسة مجالات جديدة مثل صناعة البيانات والذكاء الصناعي، بالإضافة إلى العمل على تطوير أنفسنا باستمرار، ومبادرة مستقبلنا رقمى فرصة لتحقيق ذلك".
واختتم حديثه، قائلاً :"كنت سعيد وفخورى خلال عرض تجربتى أمام رئيس الجمهورية، والذى يبدى اهتمام كبير بالمبادرة وأى فرص مماثلة لتدريب الشباب وتوفير فرص العمل، ولذا فنحن لأول مرة نشعر أن الدولة تهتما بنا".
كان الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قد استعرض 3 مبادرات تعمل الوزارة على تنفيذها، منها مبادرة "مستقبلنا رقمي"، والتى تستهدف إلحاق الشباب بسوق العمل فى وقت قصير، من خلال تدريب 100 ألف شاب وشابة خلال عام ونصف بتكلفة تصل إلى 300 مليون جنيه للمنافسة فى سوق العمل الحر.
وأوضح الوزير، أن سوق العمل الحر عبارة عن مجموعة من المنصات العالمية التى تطرح فيها مشروعات بأحجام متبانية ونطاقات مختلفة، ومن خلالها يتبارى المتخصصون فى مختلف دول العالم للفوز بهذه المشروعات وتنفيذها فى محل إقامتهم، وهى تكريس حقيقى لعولمة قطاع الاتصالات، وهناك 36 مليار دولار قوام هذه الصناعة ويعمل فيها أكثر من 6 ملايين متخصص حول العالم وتنمو بمقدار أكثر من 20%.
وأشار إلى أن المبادرة ترتكز على 3 محاور رئيسية لتأهيل الشباب المصري، وهى التدريب التقنى الخاص، حيث جرى اختيار البدء فى تخصصات علوم البيانات، والتسويق الرقمي، وبناء وتطوير المنصات الرقمية، والمحور الثانى هو مهارات العمل الحر، فالشاب المصرى يجب أن يستحوذ على مهارات وملكات للمنافسة فى هذا القطاع، وبالتالى فالمبادرة تناسب أطيافًا مختلفة من شبابنا أيًا كانت خلفياتهم التعليمية، والمحور الثالث من المبادرة هو مجموعة من الأدوات التى توفرها الشركة العالمية التى نتعاون معها، تتمثل فى تزكية هؤلاء الخريجين لدى مواقع ومنصات العمل الحر الرئيسية فى العالم، لكى تثق فيها هذه الشركات وتزكيهم عند عملائها.
وأكد أن المبادرة تقوم على مبدأ التعليم التفاعلي، كى يستطيع الشباب تلقيها فى محل عملهم، لكن هذا التعليم الرقمى الذاتى لا يمنع أن يساعد الطلاب مجموعة من الخبراء العالميين ما قد يصعب فهمه، من خلال توجيه الشباب الأسئلة التى يستعصى عليها فهمه.