حادث مأساوي شهدته قرية عزبة السجن التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية في القليوبية، راح ضحيته شاب في ريعان شبابه عرف عنه الشهامة والمرؤة والنخوة، إلا أنه دفع حياته ثمنا لشهامته ومروءته، ليتم الغدر به عقب عودته من عمله ومصدر رزقه حاملا إيراد يومه لإخوته الصغار حيث يعتبر هو العائل الوحيد لهم بعد وفاة والدهم منذ ما يقرب من 12 عاما، ليصبح هو الأب والأم أيضا بعد الظروف التى تعرضت لها والدته وجعلتها قعيدة بالمنزل.
صورة شهيد الشهامة بمدخل قريته
في البداية قال أحمد عيد، 15 عاما، شقيق شهيد الشهامة محمود عيد، إن شقيقه محمود كان بمثابة الأب له ولأخوته، فهو عمود الخيمة حاليا خاصة بعد وفاة والده في عام 2008، ليبدأ العمل وهو ابن 8 سنوات لينفق على أسرته، إلا أنه واصل تعليمه حتى خرج من التعليم في الصف الأول الإعدادي ليصبح هو رجل المنزل، خاصة بعد إصابة والدته بحالة جعلها جليسة المنزل، فعمل على "توك توك" لكسب قوته يومه وأسرته، فكان محبوبا بين الجميع.
المقابر من الخارج
وأكد شقيق الضحية لـ "اليوم السابع"، إن القصة تتلخص في شراء سيدة ونجلتها وابنها الصغير منزلا بالقرية منذ ما يقرب من سنتين، إلا أنها خلال هذه الفترة أقبل العديد من الشباب والرجال على منزلها ليلا، وعند سؤال أهل القرية لها كانت دائما تدعى أن خطيب ابنتها ورفاقه يأتون للسهر معهم ثم ينصرفون.
أحمد عيد شقيق الضحية
وأضاف "أحمد" لـ "اليوم السابع"، أن أهل القرية ناشدوها بالحسنى بالابتعاد عن تلك الأفعال وتركها حيث أن القرية معروف عنها الهدوء ولم يحدث بها هذا من قبل، ولن يسمح أهلها بحدوث هذا، إلا أنها لم ترضخ لطلبات أهل القرية من بينهم شقيقه "محمود"، ونظرا لكثرة دعوة محمود لها بترك تلك الأفعال، حرضت عليه شابا كانت تدعى أنه خطيب ابنتها للاعتداء على محمود برفقة مجموعة من رفاق السوء.
محرر اليوم السابع مع شقيق الضحية امام قبره
وأوضح، أن المتهم تعرض لشقيقه عدة مرات إلا أن شقيقه لم يكن يسمح بالشجار، قائلا "أخويا عمره ما كان بتاع مشاكل، وكل ما يحصر مشكلة يحاول يهدى الدنيا، لأنه مش بيحب المشاكل نهائيا"، مشيرا إلى أن آخر مرة تعرض له هذا الشاب كان بميدان القناطر الخيرية، وكان برفقته 3 شباب آخرين، وخلال التعرض لشقيقه رد عليهم قائلا "أنتوا بتتجمعوا عليا وعاوزين تضربوني خارج منطقتي وأنا في منطقتكم، فردوا على شقيقى" إحنا هنيجى نعلم عليك في قلب بلدك وقدام الناس كلها".
عمة الضحية وشقيقته ضحى
وأشار، إلى أنه بالفعل بعدها بيوم ترصدوا لشقيقه عقب عودته من العمل، في الساعة السابعة مساء، واستغلوا وجود منطقة بمدخل القرية بجوار الجراج الذي يضع فيه "محمود" التوك توك الذي يكسب منه قوت يومه وأخوته، وقام أحدهم بتوثيقه من يديه للخلف وقدميه، وانهال الثلاثة على محمود بالضرب بأسلحة بيضاء، حتى قام أحدهم بضربه بمطواة بجانبه فسقط غريقا في دمائه.
أصدقاء الضحية يقرأون له الفاتحة
واستطرد، أنه خلال مرور سيدة من أهل القرية رأت هذا المشهد فانهارت بصوتها عاليا، فتجمع أهل القرية على الفور، وتم نقل محمود إلى مستشفى القناطر الخيرية المركزى، وتمكن أهل القرية من ضبط 3 متهمين وفر الرابع هاربا، وتم استدعاء قوات الشرطة، وتمكنت من ضبط المتهم الرابع، وخلال التحقيقات تلقينا تليفونا بأن محمود توفى قبل الوصول إلى المستشفى.
أصدقاء الضحية
وناشد شقيق الضحية، بسرعة اتخاذ اللازم حيال الجناة وتوقيع أقصى عقوبة عليهم، جراء ما فعلوه بشقيقه الأكبر، قائلا "كل اللى عاوزه حق أخويا، وأن الجناة اللى عملوا كده ياخدوا جزائهم وهو الإعدام، حرمونى من أخويا الكبير وأبويا الثاني، من غيره دلوقتى يوجهنى للصح، دا ماكنش أخويا كان صاحبى وأبويا وكل حاجة في حياتي أنا وأخواتي البنات وأمي".
شقيق وأصدقاء الضحية يصلون أمام قبره
وبدوره قال شاكر السيد شاكر، صديق محمود عيد، إنه عقب عودته من العمل لقرية عزبة السجن، وجد تجمعا كبيرا من أهالى القرية، يحاولون إفاقة صديقه، موضحا "أنا وصلت القرية ولقيت تجمع كبير فسألت فيه أيه لحد ما دخلت وسطهم وعرفت إن صاحبى اللى مرمى على الأرض غارق في دمه، شلت صاحبى وهو غرقان في دمه وحطيته في عربية نصف نقل، والدكتور قالنا مات، وروحنا على بنها، وتانى يوم استخرجنا الجثة".
شاكر السيد صديق الضحية
وتابع: "آخر لحظة بينى وبين محمود جالى قالى عاوز أقعد معاك أخر النهار، ودا كان حوالى 5.5 مساء، جيت الساعى 7 مساء لقيته ميت، ومحمود كان طول عمره بيحب الكل، والبسمة عمرها ما فارقت وشه مع الكل، وكان بيحترم الصغير قبل الكبير ودا كان محبب فيه كل الناس، وقالى قبل ما روحه تطلع قالى حقى في رقبتك يا أخويا".
منزل الضحية من الداخل
ومن ناحيتها قالت شقيقة الضحية "ضحى"، إن شقيقها محمود شهيد الشهامة كان كل حياتهم فكان هو الأب حيث أنهم مات والدها وهي ابنة 4 سنوات، فتحمل شقيقها مسؤوليتها هي وشقيتها منذ نعومة أظافرهما، موضحة "محمود كل حاجة بالنسبة لنا، والمجرمين أخدوه مننا في لحظة علشان مروءته وشهامته ونخوته، وطفوا النور اللى في حياتنا، وبرحيل محمود ظهرنا إتكسر ملناش ظهر تانى نتسند عليه".
باب منزله بقرية عزبة السجن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة