توطدت العلاقات الثنائية بين قطر وتركيا خلال السنوات الماضية بشكل غير مسبوق على جميع الأصعدة، وفى كثير من المجالات، خاصة بعد أن أصبحت قطر منعزلة تجاريًا ودبلوماسيًا جراء مقاطعة دول الرباعى العربى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» منذ يونيو 2017، بسبب ما تُمارسه الدوحة من إرهاب فى حقها جميعًا، بدعم وتمويل التطرف والجماعات الإرهابية والعناصر المسلحة بهدف تهديد أمن واستقرار الشرق الأوسط.
النظام التركى انتهز هذه الفرصة، وعمل على دعم الدوحة ومساندتها فى أزمتها، لكن بالطبع مع تحقيق استفادة اقتصادية فى ظل انهيار عملته الوطنية «الليرة التركية» بسبب سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان، والتى أضّرت بشعبه وبلاده إلى حد كبير، فقد ورّط وطنه فى حروب لا دخل له بها، إضافة إلى ممارسات ضد الإنسانية فى حق المعارضين الأتراك ممن يُحاولون التعبير عن رأيهم، أو انتقاد سياسات النظام التركى.
ومن حين لآخر تحاول الوسائل الإعلامية القطرية تسليط الضوء على مدى دعم الدوحة والأمير تميم بن حمد آل ثانى لـ«أردوغان» بشتى الطرق، خاصة من خلال ضخّ أموال طائلة فى الخزانة التركية من خلال تقديم الهدايا للنظام التركى، أو إبرام الكثير من الاتفاقيات ومزيد من الاستثمارات فى تركيا، وقد تحدثت تقارير عدة خلال السنوات الماضية عن محاولات قطر شراء حمايتها من تركيا، حيث توفير النظام التركى لحراسة من قبل جنود أتراك للديوان الأميرى، فى ظل ما يخشاه تنظيم الحمدين من انقلابات داخلية بسبب سياساته الفاشلة فى حق شعب قطر، والمقيمين والوافدين على أرضها.
وفى خبر لافت نشرت صحيفة «الشرق» القطرية خبرًا بعنوان «أكثر من 170 شركة قطرية تستثمر فى تركيا»، أكدت من خلاله عُمق الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مُنوهة إلى السعى إلى توفير فُرص عمل بالبلدين، وأن قطر مُستعدة لإزالة أى عقبات مُتبقية لتحقيق هذا الأمر، حتى تصل العلاقات الثنائية إلى حد التكامل، وأوضح الخبر ذاته أن قانون الاستثمار الجديد فى قطر ونشاط الاندماج والاستحواذ الذى تشهده تركيا، بإمكانه أن يوُفر المزيد من الشراكات بين البلدين. الأرقام التى يتضمنها الخبر تحمل، بما لا يدع مجالًا للشك، التأكيد على العلاقات المتينة بين الدوحة وأنقرة، فقد زاد حجم التبادل التجارى بينهما من 340 مليون دولار عام 2010 إلى أكثر من 2 مليار دولار فى عام 2019، بزيادة قدرها 1 مليار و660 مليون دولار أى حوالى 6 أضعاف زيادة خلال 9 سنوات فقط، كما يُشير الخبر الذى أفردت له «الشرق» القطرية مساحة على صفحتها الرئيسية بموقعها الإليكترونى إلى توقعات بمزيد من العلاقات على كافة المستويات خلال الفترة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة