ما أنتجه سيد قطب مُنظر الإخوان بالأمس ، يعيد انتاجه اليوم جماعة الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم الهارب أحمد المغير ، الشهير بفتى خيرت الشاطر، نفس الفكر المتطرف، ونفس الكلام عن فكرة الوطن الذي يعتبرونه عبارة عن "حفنة من التراب العفن" نفس النظرة للشعوب والأوطان.
بالأمس وصف سيد قطب، الوطن قائلا " ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن" واليوم يؤكد فتى خيرت الشاطر ، نائب مرشد الإخوان، بزعم أن الوطنية دين يخالف الدين الإسلامى، مسترجعا بذلك أفكار كبيرهم "قطب".
ولم تتوقف مزاعم "المغير" عن وصف الوطنية بدين يخالف الدين الإسلامى، بل واصل مزاعم تعبر عن فكر الإخوان إزاء الأوطان، إذ قال إن المسلم مؤمن بالله كخالق واله وحاكم ومدبر لهذا الكون ، اله واحد لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد ، مؤمن بأن محمد بن عبد الله، هو رسول الله اوحى اليه القرآن وختم به الرسالات ، والله فقط من يستحق أن يموت من أجله ولإقامة دينه وتحكيم شرعه، بينما الوطني مؤمن بالوطن ، ويفديه بروحه وعقله وماله، و مؤمن بالدستور والقانون المنبثق عنه، كما أنه يعتبر حدود الوطن وترابه شىء مقدس" وبهذه الكلمات حاول "المغير" كذبا يرسخ لفكرة أن حب الوطن يتنافى مع الدين.
كما زعم "المغير" الهارب خارج البلاد، أن الإنسان إما أن يكون ومنتمى لوطنه أو للإسلام، قائلا:"مفيش حاجة اسمها تكون مسلم ووطني ، أو وطني ومسلم أو مسلم وطني ، انت يا تكون مسلم يا تكون وطنى" مختتما حديثه المتطرف بقوله :"فأن أكون الارهابي الذي يدخل الجنة خير لي من أن أكون الوطني الذي يدخل النار".
تصريحات فتى خيرت الشاطر، ليست غريبة، خاصة عندما نعلم أن منظرهم التكفيرى سيد قطب، يصف الوطن بحفنة من التراب، وأن المسلم ليس له وطن، ليسير فتى خيرت الشاطر وقيادات الإخوان على درب سيد قطب ويظهرون كفرهم بالأوطان.
الإخوان والكفر بالأوطان
وتعليقا على تصريحات أحمد المغير، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذا هو الطبيعي بشأن الاخوان عمومًا فهذا هو معتقدهم وهو ما تربوا عليه وفق المناهج الفكرية والتربوية التي نشأوا عليها وظلت تدرس لهم لسنوات، وعقيدة جماعة الإخوان بها خلل وفوضى ومخالفة للاعتقاد الاسلامي القويم لكنها موضوعة بشكل يخدم مصلحة التنظيم في تقسيم المجتمع وشقه واستقطاب مخدوعين ومن ليس لديهم الوعي والدراية الكافية والحصانة الفكرية والتربوية لاعتناق تلك الأفكار.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن هذه الأفكار مؤسسة على الكفر بفكرة الوطن والانتماء له وتقديس التراب الوطني والاستهانة بالرموز الوطنية وتكفيرها ليسهل عليهم طرح مشروع جماعتهم ورموز جماعتهم كبديل لما يكفرون به ويشوهونه وينعتونه بالكفر والمروق من الدين، وتلك أحد أساسيات فكر الخوارج والمتردين والخارجين عن السياق والنسق الوطني العام بالسلاح وشق الصف، فهم يختلقون لهم تصورات خاصة بهم ويكفرون ما هو قائم وما هو متعارف عليه ليشرعنوا ويستحلوا التمرد على الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة.