لم تحظ ملكة عبر العصور بما حظت بها الملكة الأشهر كليوباترا السابعة من عشق وهيام وإعجاب ليس له مثيل عبر الأزمنة والعصور ومن خلال الأمكنة والدهور، واليوم تمر ذكرى، تنصب الملكة كليوباترا السابعة ابنها شريكًا لها فى الملك تحت اسم بطليموس الخامس عشر قيصرون، فى مثل هذا اليوم من عام 47 ق.م، فماذا كانت الحكاية؟
كليوباترا السابعة
لقد كانت الأسرة البطلمية شبه ميتة قبل وصول كليوباترا إلى حكم مصر غير أنها عجلت باحتلال الرومان مصر، ليس عن طريق القوة العسكرية فقط، بل عن طريق إلهاب قلوب وعقول قادتها، مما دفعهم إلى احتلالها وتحويلها إلى جزء من الإمبراطورية الرومانية.
ويقول كتاب " ملكات الفراعنة.. دراما الحب والسلطة"، للدكتور حسين عبد البصير، إنه بعد موت بطليموس الثانى عشر الزمار انتقل العرش إلى ابنه وابنته، غير أن الاثنين كان يمتلكان الطموح ليحكم كل منهما مستقلا. فوقع بينهما صراع شديد، وجدت كليوباترا من خلاله أنها لا تحارب أخيها فقط، ولكن رجال القصر أيضا؛ فقررت الهرب حتى تجد الفرصة سانحة للعودة.
ويضيف الكتاب، وكانت كليوباترا تخطط فيه للعودة إلى الحكم، وكان الصراع فى روما للسيطرة عليها على أشده بين يوليوس قيصر وصديقه وشريكه بومبى، وانتهى الصراع بهزيمة بومبى، وهروبه إلى مصر، عسى أن يجد ردًا لجميله عند أبناء بطليموس الزمار إذ كان بومبى هو من أعاده إلى مصر، ووصل بومبى مصر، ولكنه قتل، ووصل يوليوس قيصر الإسكندرية، وحين علم بقتل بومبى، حزن كثيرًا على صديقه، وأكرم مثواه، وبعد أن هدأ يوليوس قيصر من صدمة قتل صديقه، بدأ يتجول فى المدينة وكأنه ملك على البلاد؛ فاستفز ذلك كثيراً من الإسكندريين الوطنيين.
حت للملكة كليوبترا وابنها قيصرون فى معبد دندرة
وعلم يوليوس قيصر بالمشكلات التى بين الأخوين، فأرسل فى طلبهما، ودخلت كليوباترا القصر من خلال خادمها الذى لفها فى سجادة، فخرجت منها كأفروديت، ربة الحب والجمال الخارجة من القوقعة، فانبهر بها يوليوس قيصر. وبعد هزيمة أخيها، أعلن كليوباترا السابعة ملكة على مصر.
وأشار كتاب "ملكات الفراعنة.. دراما الحب والسلطة"، وكان عليها أن تدفع ثمن مساعدة قيصر لها، وكان الثمن هو رحلة نيلية لثلاثة أشهر، عادت منها كليوباترا حاملاً منه، وعاد قيصر إلى روما بعد أن أعلن كليوباترا ملكة على مصر، وزوجها من أخيها بطليموس الرابع عشر، وما لبثت كليوباترا أن أنجبت ابناً من يوليوس قيصر، باسم "قيصر"، وأسماه المصريون ساخرين "قيصرون".
الملكة كليوباترا السابعة
وشهدت مصر فى هذه الفترة من حكم كليوباترا انتعاشة قوية فى الاقتصاد والحياة السياسية، وقامت كليوباترا بزيارة روما ومقابلة قيصر، وشعرت وكأنها أصبحت ملكة على روما، ومكثت هناك عامين، ثم قتل يوليوس قيصر داخل السيناتو.
ومثلت نهاية قيصر غير المتوقعة صدمة عنيقة لكليوباترا التى لملمت أحزانها، وعادت إلى مصر، وأعلنت ابنها شريكاً لها فى الحكم، بعد أن قتلت أخيها بطلميوس الرابع عشر!.