مات الراهب "ليوكوان" منذ سنة 1100 ميلادية، وذلك بعدما عرض جسده لعملية شاقة استمرت ست سنوات من الجوع والجفاف بغرض تحنيط نفسه، وتم اكتشاف جثمانه داخل تمثال لـ بوذا.
وأفاد علم الآثار الأيرلندى، حسبما نقل موقع ncient-origins أن الدراسة أجريت فى هولندا فى مركز Meander الطبى تحت إشراف إيريك بيجين، خبير فى الفن والثقافة البوذية، وساعده رينود فيرميدين، طبيب الجهاز الهضمى، وبن هيجلمان، أخصائى الأشعة، الذى أجرى أشعة المقطعية، وأكد البحث أن التمثال يحتوى بقايا محفوظة جيدًا للراهب.
ويُعتقد أن الراهب هو المعلم الصينى، ليوكوان من مدرسة التأمل الصينية، واستخدام الباحثون منظارا داخليا مصنوعا خصيصًا لدراسة المومياء، وأخذ "فيرميدن" عينات من مادة مجهولة الهوية وفحص تجاويف الصدر والبطن.
وأجرى فحص بالأشعة المقطعية أظهر بشكل واضح كيف تبدو المومياء بالداخل وأخذ عينات من مادة العظام لاختبار الحمض النووى."
ورجح الباحثون أن هذا الاكتشاف يعكس مثالاً على التحنيط الذاتي، حيث قام الرهبان بطقوس لتحنيط أنفسهم حتى الموت، وكانت هذه الممارسة منتشرة أيضًا فى اليابان، بدأت منذ أكثر من 1000 عام واستمرت حتى تم حظرها فى القرن التاسع عشر.
وخلال الألف يوم الأولى، توقف الراهب عن تناول الطعام باستثناء والفواكه وقام بنشاط بدنى مكثف لتجريد نفسه من كل دهون الجسم، وخلال الألف يوم التالية، اقتصر نظامه الغذائى على اللحاء والجذور فقط، وقرب نهاية هذه الفترة، كان يشرب الشاى السام المصنوع من عصارة شجرة أوروشى، مما تسبب فى القىء وفقدان سريع لسوائل الجسم، كما أنه يعمل كمادة حافظة وقتل الديدان والبكتيريا التى من شأنها أن تتسبب فى فساد الجسم بعد الموت.
فى المرحلة الأخيرة، وبعد أكثر من ست سنوات من الاستعداد العنيف، كان الراهب يحبس نفسه فى قبر حجرى بالكاد أكبر من جسده، حيث يدخل فى حالة تأمل. كان جالسًا فى وضع اللوتس، ولن ينتقل منه حتى وفاته، وفى كل يوم، قرع الراهب الجرس ليخبر العالم الخارجى أنه لا يزال على قيد الحياة، عندما توقف الجرس عن الرنين.
فى نهاية هذه الفترة، سيتم فتح القبر لمعرفة ما إذا كان الراهب قد نجح فى تحنيط نفسه، إذا تم العثور على الجثة فى حالة محفوظة، فقد تم رفع الراهب إلى مرتبة بوذا، وتم إخراج جسده من القبر ووضعه فى معبد حيث كان يعبد ويوقر، وإذا كان الجسد قد تحلل، أُعيد الراهب فى قبره ولا يعبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة