أعاد مجددا موسم هجرة الطيور المهاجرة فتح باب رزق لكثير من البسطاء على سواحل شمال سيناء، الذين ينتظرون فجر كل يوم أسراب الطيور القادمة عبر الجو، وهى فى محطة إستراحتها من عناء السفر بعد عبورها مياه البحر المتوسط لتقنصها شباكهم.
وكان موسم هجرة الطيور بدأ رسميا مع منتصف شهر أغسطس الماضى، وبلغت ذروته مع أواخر سبتمبر وحلول فصل الخريف، وهو موسم يتوارثه أبناء قبائل بدو سيناء القاطنين سواحل شمال سيناء للإحتفاء به بإستقبال الطيور القادمة من وراء البحار بطرق تقليدية متعددة، بينهم من يحيي الموسم إشباعا لهواية، وآخرين بحثا عن طيور تتحول لوجبات طعام فى كل بيت، وكثيرين من بينهم يعتبرونها فرصة فتح باب رزق بجمع هذه الطيور بعد صيدها وبيعها فى الأسواق، وزاد على ذلك هذا العام إستخدام الشباب الصيادين لوسائل التواصل الإجتماعي فى الإعلان عن ما يصطادونه من طيور لبيعها، وقام البعض بتجهيز الطيور فى وجبات سريعة بعضها جاهز ومطبوخ وأخرى يتم تنظيفها وبيعها.
وقال "محمد الدويغري" من الصيادين الشباب، بمنطقة بئر العبد، أنهم ينتظرون كل عام موسم هجرة الطيور، ويتم التجهيز له مبكرا بطرق متعددة، أشهر هذه الطرق إستخدام " المناصب "، وهي عوارض خشبية تركب عليها شباك تقع فيها الطيور عند وصولها وينتظرها الصياد فى مكمن لا يرى ثم يلتقطها، إضافة للصيد التقليدي بنصب الشباك على الأشجار وتعقب الطيور وإصدار صفير لها لحثها على الدخول فى هذه الشباك، وهى طرق تستخدم لصيد أشهر وأهم الطيور المهاجرة وهى "السمان" و"المرعى"، وأنواع قريبة منها.
وتابع الحديث " مسلم حسين "، أحد الصيادين بقوله أنه السائد أن الصيد يقتصر على " السمان"، لكن الصيادين يهتمون كثيرا بصيد أنواع من العصافير التى تصل بدورها مهاجرة ولها طعم لذيذ يقبل عليه متذوقيها بشغف، و لصيدها طرق متعددة، أهمها نصب الشباك على الأشجار الكبيرة وأشجار الظل، بشباك ذات عيون ضيقة نظرا لصغر حجم العصافير هى وطيور أخرى.
وأوضح مسلم، أن للعصافير والطيور أسماء متعددة منها "الفسيسي"، و" القعاي" و"الشحومي "، و"الأشيهب"، و"أم الدبان" و"أبوالوي" و"الزرادي"، و "الرقطي، و"أبو الصفير"، "لبودى" ، و "دكر السويحلي "، و"الصفير"، موضحا أن هذه الطيور وغيرها يتم صيدها، وكثير من الصيادين يعتبرها وجبة طعام أساسى له طوال موسم الصيد، حيث يقيم بعشش فى مناطق الخلاء التى تفضل للصيد بعيدا عن القرى وتواجد السكان.
وأضاف مسلم، أن هناك من يقوم بيعها من الشباب لتحقق له دخل مع طيور أخرى، لافتا إلى أن أسعار هذا العام وصلت لنحو 15 جنيها للطائر الواحد من السمان، والمرعى وذكر المرعا، بينما العصافير تتراوح أسعارها مابين جنيه لـ 6 جنيها بحسب نوع وحجم كل طائر ،حيث أن الغرض من البيع أن تجهز كوجبات.
وقال مسلم، أن الصيادين عليهم الصيد وآخرين من الشباب يقومون بالشراء منهم وبينهم من إستخدام مواقع التواصل للإعلان عن بضاعته من الطيور الحية والمذبوحة والمطبوخة، بعد تجهيزها فى المنازل، لافتا إلى أن طبق العصافير الذى يحتوى على عدد من 10 إلى 15 عصفور يتم تجهيزه، ويباع باسعار من 20 إلى 30 جنيها.
وقال "محمد سالم"، من شباب مناطق بئر العبد بشمال سيناء، أن غالبية سواحل مناطق بئر العبد المسموح الصيد فيها تتحول خلال هذه الفترة لواجهة لعشاق الصيد والزائرين لهم، ويقوم الصيادين بمجهود كبير فى سبيل الحصول على رزقهم من الطيور التى تأتى على شكل أسراب يطلقون عليها اسم "فوعة" وفى أحيان ينتظرون أياما كثيرة ولاتأتى طيور لهم.
وأضاف سالم، أنهم خلال هذه الفترة يحرصون على ممارسة حياتهم البدوية التقليدية القديمة، حيث يعتمدون على العشش كمأوى لهم فى المناطق البعيدة عن العمران والجلوس على الأرض والتحاف السماء ليلا إثناء مبيتهم، وتجهيز طعامهم على نار الحطب ونقل الماء فى جراكن وحفظه لمسافات بعيدة، وفى الغالب تكون هذه المناطق خارج التغطية لخدمات الإتصالات ومن يقيم فيها يكون شبه معزول عن العالم كله، وهذا يعتبره الزائرين لهم فرصة للبعد عن الضجيج وقضاء ساعات لتجديد الطاقة.
وكان مجلس مدينة بئر العبد بشمال سيناء، أعلن التصديق علي إفتتاح موسم صيد السمان لمركز ومدينة بئر العبد والقرى، وحتى نهاية شهر نوفمبر٢٠٢٠ بالتنسيق مع جهات الإختصاص، وبدء تقدم المواطنين للحصول على تصريح الصيد من مجلس المدينة بمكتب خدمة الجماهير.
وأوضح البيان، أن كل متقدم للحصول على التصريح يحضر خطاب معتمد من الوحدة المحلية للقرية التابع لها، وذلك لتجميع الطلبات والتنسيق مع جهات الإختصاص لإستخراج التصاريح .
وسبق وأعلن مجلس مدينة العريش عن بدء إستخراج تراخيص صيد السمان لعام 2020، موضحا أنه على الراغبين في التصاريح التوجه لإدارة الشؤون المالية بالمجلس قسم العقود وذلك لعمل اللازم مع الإلتزام بالكمامة والإجراءات الاحترازية.
وتحدد محافظة شمال سيناء عدة إشتراطات للصيد على سواحلها للموافقة على طلبات الصيد وهى تحديد المسافة لصيد السمان على الساحل بما لا يقل عن 200 متر، وتحظر إقامة الشباك على مسافة تقل عن 500 متر من شاطئ البحر، وبما لا يتعدى حدود المساكن والمبانى، ويستثنى من ذلك مواقع مشاريع التنمية القومية التى تقل فيها المسافات عن 500 متر من شاطئ البحر، على أن يتم وضع الشباك فى هذه الحالة فى أقصى مسافة تسمح بها هذه المناطق، وألا يزيد طول منصب الشبك الواحد عن 20 متر مع ترك مسافة 25% من المساحة المرخص بها دون شباك وألا يزيد ارتفاع الشباك عن 3 متر وأن تكون الشباك من خيوط الغزل وليس من النايلون.
وتشترط أن يكون منصب الشبك صف واحد فقط، لصيد السمان فقط، وممنوع صيد المرعة والجوارح والعصفوريات والطيور المغردة وغيرها من الطيور الممنوع صيدها أو المعرضة للانقراض، ويلتزم بتسليم الطيور المريضة إلى أقرب محمية لرعايتها قبل إطلاق سراحها، ويمنع منعا باتا إستخدام الأجهزة الصوتية العاملة بالموجات فوق الصوتية، وأجهزة الصوت بالتقنيات الأخرى فى عمليات صيد السمان البري والطيور المصرح بصيدها.
وأدوات الصيد المسموح بها لطائر السمان هى: (الشباك – العشوش – الطراحة – الرماكة – بنادق ضغط الهواء)، وأدوات الصيد لطائر الشرشير الصيفى هى البنادق الخرطوش عيار (12، 16، 20) منفردة أو مزدوجة المواسير ولا يسمح باستخدام بنادق الخرطوش متعددة الطلقات ويسمح بتركيب منظم الطلقات البلاستيك الذى يسمح بطلقتين فقط.