توقفت حركة الطيران لأشهر طويلة بين الدول بعضها بعضًا بسبب تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ورغم استعادة الرحلات الجوية نشاطها مرة أخرى وسط إجراءات احترازية للوقاية من الفيروس التاجى، إلا أن بعض الناس ما زال لديهم تخوفًا شديدًا من التنقل والسفر خشية الإصابة بالمرض القاتل.
وفى هذا الصدد كانت هناك تجربة فريدة، حيث عادت طائرة مليئة بالركاب أدراجها إلى مطار الإقلاع، بعد رحلة قطعت خلالها، ذهابًا وإيابًا، أكثر من 1300 ميل (2000 كيلومتر)، أما الوجهة فكانت إلى "اللا-مكان"، وقد حلقت الطائرة على بعد حوالى 650 ميلاً شمالاً (1046 كم) من تايوان، وشاهد الركاب معالم جزيرة العطلات الكورية الجنوبية جيجو، قبل أن تعود مرة أخرى إلى حيث أقلعت، وذلك حسب ما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
رحلة جوية لتهيئة الناس للسفر مرة أخرى
أما حل "اللغز الغريب" فيكمن فى مفارقة شديدة البساطة، هى أن الرحلة بالكامل كانت مخططة لإتاحة الفرصة للناس لتجربة السفر بالطائرات مجددًا، فى وقت لا يرغب فيه كثيرون أو لا يستطيعون الذهاب فى إجازات خارجية بسبب فيروس كورونا.
وحملت رحلة طائرة شركة "تايجر إير" التايوانية، 120 شخصا، بعضهم ارتدى الزى الكورى التقليدى، وحلقت على ارتفاع منخفض لمنحهم رؤية جيدة للجزيرة، وتم فحص درجة حرارة الركاب فى مطار "تاويوان" فى تايبى قبل الصعود إلى الطائرة.
رحلة "اللامكان" فى تايوان
من جهته، قال الراكب تشين شو-تزو، 43 عاما، "أشعر أننى لم أسافر للخارج منذ فترة طويلة وأعتقد أن هذا الحدث مميز للغاية. إنه صفقة جيدة"، فيما تراجع السفر جوا فى المنطقة بنسبة 97.5% بعد تفشى وباء كورونا، وفقًا لاتحاد خطوط آسيا والمحيط الهادئ.
وتسمح تلك الرحلات السياحية أيضًا لبعض الطيارين بالحفاظ على تراخيصهم سارية، وقدمت شركات طيران أخرى، مثل كانتاس، وشركة "أول نبيون" اليابانية، فرصا لشراء "رحلات جوية إلى لا مكان" للمسافرين المتحمسين.
مضيفة ترفع لوحة لركاب الطائرة
وقالت شركة الطيران الأسترالية هذا الأسبوع إن رحلة مدتها 7 ساعات لمشاهدة الحاجز المرجانى العظيم بيعت بالكامل فى غضون 10 دقائق، وستنظم رحلة أخرى الشهر المقبل على متن طائرة "بوينغ 787 دريملاينر"، التى تتميز بنوافذ أكبر من غالبية الطائرات، من سيدني، كما تباع تذاكر للدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الأعمال بسعر يصل إلى آلاف الدولارات.
