وصف سياسيون وبرلمانيون كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالشاملة التى تطرق للعديد من الملفات الهامة والحيوية، فى الوقت الذى كانت بمثابة رسائل حاسمة وقوية فى هذه الموضوعات، وفي هذا الإطار، قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تناولت عددا من الرسائل السياسية والاستراتيجية، حيث بدأ الرئيس كلمته بتحديد مرتكزات السياسة الخارجية المصرية، من خلال وضع القضية الليبية فى المقدمة، ووضع أسس الحل، سواء كانت المرتبطة بالخطوط الحمراء واتفاق الصخيرات اتفاق برلين، والقضية الفلسطينية، والسورية، واليمنية، وحدد آفاق الحل السياسي فى هذه الملفات، وأن جزءا من الرسائل الخارجية تمثل فى تأكيده على مسار الإصلاح الاقتصادى، وما تحمله المصريون من آثار هذا الإصلاح.
وتابع فهمى:" جزء من الرسائل أيضا، تمثل فى قضايا داخلية متعلقة بحقوق الإنسان، والديمقراطية والنهج الاقتصادى المصرى وقضية الإرهاب، وتدفق الأجانب إلى المناطق الحدودية والهجرة غير الشرعية، ومعاملة مصر للاجئين معاملة المصريين، ولهذا يعتبر الخطاب شامل، حيث تضمن أيضا رسال مصر الاستباقية خاصة فى ملف سد النهضة، حينما حدد الرئيس ما نصه "أنه لن تكون مفاوضات مفتوحة"، فى إشارة لموضوع الجلسة التشاورية بمجلس الأمن، وهذه كانت أول الملفات الرئيسية، ولهذا يوصف الخطاب بأنه شامل".
واستكمل فهمى، إن الكلمة تضمنت رسائل أمنية لها بعد أمنى قومى مباشر، كما أن الترتيب فى القضايا منهجى، وكان الرئيس واضحا فى نقل هذه الرسائل إلى الأمم المتحدة، فقد تحدث عن الأمة المصرية، وكلمة الأمة المصرية مهمة للغاية، والقلق من موضوع سد النهضة، وأن مصر تتابع عددا من القضايا فى مقدمتها ملف حقوق الإنسان، تمكين المرأة، الديمقراطية، وتوفير فرص عمل للشباب، كما أن هناك رسائل استراتيجية مرتبطة بالأمن القومي.
ولفت إلى أن الرسائل السياسية، أكد الرئيس خلالها على مضى مصر على المسار الصحيح، والاقتصادى الصحيح، وتعزيز فكرة السلام والأمن الدولي والحفاظ على المصالح المصرية فى الأقليم، والتزامات مصر تجاه الإقليم والعالم فى إطار التنمية المستدامة، بالإضافة للتحديات والمخاطر التى تواجه العالم.
كما شدد على أن هناك قواسم مشتركة بين مصر والعالم، تتمثل فى تحديات السلام، أزمة كورونا، وضرورة إيجاد حلول مباشرة، إلى جانب موضوع تطوير مجلس الأمن الهام جدا، والخطاب شامل أكد على مرتكزات السياسية الخارجية المصرية وعلى قدرة الدبلوماسية الرئاسية المصرية على تعميق ذلك، حيث أنجزت الدبلوماسية قبل ذلك لمصر الكثير من الخطوات الإيجابية على الأرض.
وفى سياق متصل، قال النائب عماد سعد، إن الرئيس طرح أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية مصرية شاملة للتعامل مع مختلف القضايا التى تواجه المجتمع الدولي في كافة المجالات، وأن الخطاب بمثابة خريطة طريق واقعية لكيفية حل المشكلات الراهنة.
ولفت عضو مجلس النواب، إلى ان الخطاب تضمن العديد من الرسائل أبرزها تحقيق التنمية المستدامة وحقوق الإنسان، من خلال استعراض التجربة المصرية فى مجال الإصلاح الاقتصادي والنتائج الإيجابية التى حققتها، وما تم تحقيقه فى مجال حقوق الإنسان وكيف كان الدستور المصرى وتعديلاته سباقاً فى هذا المجال.
وأشار عضو البرلمان، إلى ان الخطاب تضمن أيضا رسالة واضحة وصريحة بشان الإرهاب، وضرورة أن يغير المجتمع الدولي طريقة تعامله مع الدول الداعمة للإرهاب، إلى جانب الأزمة الليبية، خاصة وأنها إحدى مهددات الأمن القومي المصري والإقليمي، وأن إعلان القاهرة يقدم كافة الخطوات والإجراءات اللازمة لإنهاء الأزمة.
وفى سياق متصل، قالت النائبة سوزى رفلة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الكلمة ارتكزت إلى عدد من المحاور الهامة والرئيسية، لعل أبرزها ملف سد النهضة، وأن مصر تعاملت فى قضية سد النهضة بشكل حضاري، دون المساس بالمصالح المصرية المائية إلا أن هذه المفاوضات لم تسفر حتى الآن عن نتائج.
ولفتت رفلة، إلى أن القضية الفلسطينية ستظل دائما فى القلب، وأن مصر تولي هذه القضية والملف اهتمام خاص، وأن حق الشعب الفلسطيني في العيش يتطلب أن تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضرورة أن يتم تطبيق مبدأ حل الدولتين، كما كان للقضية السورية نصيب من هذه الكلمة والخطاب الشامل، وضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، بالإضافة لضرورة تضافر كافة الجهود الدولية لمواجهة أزمة فيروس كورونا الذى أدى إلى حدوث خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية، وأن مصر تقدم كل الدعم لأجندة التنمية المستدامة لعام 2030 .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة